قال حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، إن مشكلة مصر ليست فى وجود تيار الإسلام السياسي على رأس الحكم، ولكن في هيمنتهم وإقصائهم باقي القوى السياسية، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى «خصخصة الإسلام» باحتكار الحديث باسم الدين، «وهو ما سيحكم على تجربتهم بالفشل»، على حد قوله.
وأضاف «صباحي»، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر «صعوبات التحول الديمقراطي في شمال أفريقيا» المنعقد في المغرب، مساء الخميس، أن «الإخوان يستخدمون الإسلام ولا يخدمونه، ويستعملون المبادئ ولا يعملون بها»، مؤكدا أن «الشعوب العربية التي قدمت دماء روت الربيع العربي، الذي اجتاح صحراء الاستبداد والإفقار والتبعية غير مستعدة للاستمرار تحت تأثير سياسات ثارت ضدها، ويتم تجديدها باسم الدين».
وأشار إلى أن تجربة مشروع الإسلام السياسي والصراع حول مستقبل الربيع العربي ستحسم نتيجتها في مصر، لكونها قلب الأمة العربية وقائدها الطبيعي، مؤكدا أن هناك مؤشرات في اتجاه التحول الديمقراطي عن طريق الصناديق إلى التيار الثوري، وهو ما أظهرته نتائج انتخابات اتحادات الطلبة بالجامعات المصرية، مضيفا أن الانتخابات والصناديق لا تعطي صوتها لمن يجيد الحديث في السياسة، أو من يتظاهر بالميادين فقط، ولكن تمنح أصواتها أيضًا لمن يقدم خدمة اجتماعية، ويقدم حلولا للمشكلات».
وشدد «صباحي» على أن الفقر من معوقات التحول نحو الديمقراطية، ويحول دون بناء نظام سياسي على أسس ديمقراطية يصون الحريات ويراعي توزيع الثروة الوطنية بطريقة عادلة على أساس من العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن أي حديث عن الديمقراطية في ظل اتساع رقعة الفقر، وازدياد الانقسام الطبقي الحاد، الذي تعاني منه الشعوب العربية يظل حديثا فارغ المضمون وبلا جدوى.