استمرت أزمة قافلة «شريان الحياة 3» العالقة في ميناء العقبة الأردني بعد رفض السلطات المصرية دخولها عبر ميناء نويبع وإصرارها على دخولها عبر ميناء العريش، وسط تأكيدات بوجود وساطة تركية ماليزية في الوقت الذي تنظم فيه اليوم في الساعة السادسة مساءا وقفة احتجاجية أمام نقابة المحامين بوسط العاصمة، بالتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكشف «محمود جابر» المنسق العام لمسيرة «الحرية لغزة» في مصر أن أكثر 1800 ناشط أجنبي وصلوا بالفعل إلى الأراضي المصرية وسط توقعات بزيادة العدد في اليومين القادمين للمشاركة في المسيرة التي ستنطلق من القاهرة بعد غد الاثنين، فيما طالبت منظمة " سياسية خارجية عادلة " الأمريكية المهتمة بالديمقراطية والسياسية الخارجية، وزارة الخارجية المصرية والسفارات المصرية بالسماح بعبور المشاركين إلي القطاع.
وقال «جابر» في تصريحات لـ«المصري اليوم»:" إننا مستمرون في تجهيز القافلة على الرغم من التصريحات الصادرة من السلطات المصرية بمنعنا من الدخول"، مضيفا أن القافلة ستدخل القطاع مهما كلفها الأمر، وأنهم سينظمون اعتصامات وإضرابات جماعية عن الطعام في حالة منعهم من الدخول.
وأضاف: " ندعو كافة النشطاء والشرفاء لإحياء ذكرى الحرب الإسرائيلية، حتى لا ننسى ما حدث هناك من جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم ".
وأوضح المنسق العام للمسيرة ،أن القافلة ستتحرك من أمام نقابة المحامين في الساعة السابعة صباح الاثنين، وسيكون بها عدد من المصريين حتى لا يقال أن الشعب المصري يمنع القوافل والإغاثة عن الشعب الفلسطيني المحاصر، قائلا: "نحن ندافع عن سمعتنا كمصريين أولا بمشاركتنا في هذه القافلة".
وأشار إلي أن الحملة ستنظم وقفة صامته بالشموع أمام نقابة الصحفيين غدا الأحد بالتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع، لافتا إلي أنهم اختاروا أن تكون الوقفة صامتة حتى لا تنطلق الهتافات التي تثير الحساسية لدى النظام ويعتبرها استفزازا له.
وفي نفس السياق، أكدت مصادر داخل القافلة لـ«المصري اليوم» أن هناك اتصالات تركية ماليزية للتوصل لحل يضمن دخول قافلة «شريان الحياة 3» إلى قطاع غزة، خاصة أن القافلة تضم وفدا كبيرا من الأتراك من بينهم 15 نائب من البرلمان التركي، وعبرت المصادر عن تفاؤلها عن التوصل لاتفاق خلال الساعات القادمة لحل الأزمة.
وبررت المصادر في القافلة إصرارهم على الدخول إلى سيناء عبر معبر رفح بالتكلفة الباهظة التي سيتكلفونها ولم يكونوا مستعدين لها، اذ أنهم سيضطرون الى استقلال عدة سفن صغيرة لكي تناسب ميناء العريش الذي لا يستقبل السفن الكبيرة، كما أنهم سيضطرون إلى السير بطول قناة السويس والدخول في البحر الأبيض المتوسط والتوجه إلى ميناء العريش مما سيزيد من التكاليف المالية خاصة أن القافلة تحتوى على نحو 225 شاحنة ويشارك بها 500 متضامن، وهو ما يمكن تجنبه بالتوجه مباشره إلى ميناء نويبع ومنه تتجه القافلة بريا داخل سيناء إلى العريش فمعبر رفح، خاصة أن منظمو القافلة سبق وأعلنوا عن خط سير القافلة منذ حوالي ثلاث شهور ولم يبد أحد الاعتراض عليها حينئذ.
من جانبه قال النائب البريطاني «جورج غالاوي» "اننا نشعر بحزن شديد أن مصر منعتنا خاصة أننا نقترب من أعياد الميلاد ، ولكن نأمل أن تعيد النظر، مشيرا إلى أن القافلة مصممة على الدخول للقطاع وتوصيل المساعدات الإنسانية مضيفا "نحن لن نذهب إلى أي مكان ما عدا قطاع غزة".