«بذرة ثم سنبلة ثم حبة قمح» تنتظرها مصر سنوياً لتملأ خزائنها بالقمح وتقلل من حجم المستورد من المحصول الاستراتيجي بالعملة الصعبة، لكن أزمة نقص السولار تقف عائقاً أمام تحقيق هذا الحلم، ومع اقتراب موسم الحصاد، اشتعلت أزمة السولار لترفع تكلفة الحصاد 50% وترتفع تكلفة إنتاج إردب القمح الذي حددت الحكومة سعر شرائه بـ400 جنيه من الفلاحين الذين وقفوا عاجزين.
السولار يحرق القمح
«المصرى اليوم» اختارت محافظة الشرقية، بناء على وثيقة رسمية صادرة من وزارة الزراعة حددت فيها احتياجات المحافظات من السولار فى موسم الحصاد، واحتلت فيها المحافظة المركز الأول باحتياجات تزيد على 10 ملايين لتر سولار تحتاجها الماكينات لتقوم بحصاد القمح.
الحرب تشتعل فى موسم الحصاد.. و300 جنيه زيادة فى تكلفة الفدان
يشق طريقه بخطوات ثقيلة وهو يسير وسط أرضه التى حولها محصول القمح للون الذهبى، مد يده وبدأ يعاين بعض سنابل القمح التى حان وقت حصادها فى ظل أزمة السولار الطاحنة التى تهدد المحصول بالضياع فى حالة بقائه بالأرض دون حصاد.
هو فلاح بسيط من قرية «هرية رزنة» التى تقع فى آخر حدود مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية بالقرب من قرية «العدوة»، مسقط رأس الرئيس محمد مرسى، اسمه بالكامل محمد عبدالحميد الحلو، تركت سنوات عمره الخمسون آثارها على وجهه الذى صبغ بلون الشمس، يرتدى جلباباً ويلف حول رأسه شالاً أبيض. ..المزيد..
أصحاب آلات الحصاد: نعتمد على التخزين «علشان شغلنا موسمى»
وسط اللون الذهبى للقمح الذى انتشر فى كل شبر بأراضى محافظة الشرقية، جلس وليد الطاهر الشاب الأربعينى يباشر عمله كسائق جرار زراعى يقوم بالحصاد، يقول وهو يستقل جراره: «أزمة السولار رفعت تكلفة الحصاد 50٪». قال هذه الجملة وبدأ يقوم بعملية حسابية للزيادة التى طرأت على تكلفة الحصاد. يقول: «فى الموسم الماضى كان حصاد القيراط الواحد يكلف 10 جنيهات، أما هذا الموسم فأصبح 15 جنيهاً، وسعر (درس) وتعبئة القمح كان 40 جنيهاً فى الساعة الموسم الماضى، ووصل هذا العامل إلى 75 جنيهاًً، وحرث القيراط وتجهيز الأرض بعد الحصاد كان بمبلغ 3 جنيهات للقيراط الواحد، وهذا الموسم وصل إلى 5 جنيهات». ..المزيد..
الأزمة لم تصل إلى قرية الرئيس
على طول الطريق الذى يربط قرية «العدوة» مسقط رأس الرئيس مرسى ومركز الزقازيق يمكنك أن ترى عدداً من «جراكن» السولار التى وضعت على جانب الطريق يجلس بجوارها بعض الأشخاص لبيعها للعربات المارة والفلاحين من القرى المجاورة بأسعار السوق السوداء، لكن عندما تصل إلى محيط قرية الرئيس لن تجد أى أثر للأزمة التى تؤرق مصر. تحول الطريق لقرية الرئيس للون الذهبى بسبب انتشار زراعة القمح الذى اقترب موسم حصاده، انشغل سيد عبده بحرث وتقليب قطعة أرض بالقرب من مدخل القرية. يقول: «أنا عندى فى البيت 10 صفائح ولست مضطراً للتخزين».
لم يستعد سيد لموسم الحصاد بالتخزين فكما يقول وهو يشير فى اتجاه القرية: «السولار فى بنزينة القرية ومش لاقى حد يشتريه».داخل محطة وقود قرية «صبيح» المجاورة لقرية الرئيس، وقف المستشار عبدالعزيز على السيد ينظم عملية الحصول على السولار، رجل ستينى يقول: «الناس مخزنة سولار فى المنازل والمصيبة لو قامت حريقة، تتسلم محطة الوقود فى قرية صبيح نفس الكمية التى كانت تتسلمها قبل الأزمة ولكن المشكلة فى السحب الشديد فبمجرد أن يعلم الأهالى خبر قدوم عربة السولار يحضرون لشرائه ويصطفون أمام المحطة». ..المزيد..