هوت البورصة المصرية بشكل حاد خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في مشهد أعاد لأذهان المتعاملين انهيارات الأزمة المالية العالمية وانهيارات الثلاثاء الأسود الشهير، وسط هبوط جماعي وحاد في الأسواق العربية على خلفية الانخفاضات فى الأسواق العالمية، تأثراً بتجدد المخاوف بشأن أزمة اليونان، وامتدادها إلى القطاع المصرفي فى منطقة اليورو، وهو ما دفع المستثمرين لعمليات بيع واسعة تخوفا من انهيار فى الأسواق.
وأغلق المؤشر الرئيسي للأسهم النشطة " egx30" على هبوط 6.08 % فاقداً 384 نقطة، ليصل إلى 5936 نقطة مع الاغلاق، فيما يعد أكبر هبوط في تاريخ المؤشر منذ عام 2008 خاصة بعد انخفاضه دون حاجز 6 آلاف نقطة لأول مرة منذ بداية العام.
وكانت الدقائق الأولى من جلسة اليوم مرعبة للمستثمرين المتابعين للجلسة، حيث شهدت الانخفاض بنحو 5.4% بفعل عمليات بيع مكثفة من قبل طوائف المستثمرين.
وتجاوزت نسب الانخفاض فى مؤشرا الأسعار حاجز 8 % بعد تظليل اللون الأحمر لشاشات التداول حيث انخفضت أسعار إغلاق 163 ورقة مالية فى مقابل ارتفاع 7 ورقات فقط، واتجهت تعاملات الأجانب للبيع المكثف بداية الجلسة، غير أنهم تحولوا للشراء مع الإغلاق غير أنهم فشلوا في وقف نزيف الخسائر أمام المبيعات المكثفة من قبل المصريين والعرب.
وفقدت الأسهم 21.2 مليار جنيه من قيمتها السوقية، قياساً إلى رأسمالها السوقي البالغ 396.8 مليار جنية مقارنة بنحو 418 مليار جنيه بداية الجلسة.
وأعاد انخفاض المؤشر اليوم لأذهان المستثمرين بالبورصة الانهيار الحاد عام 2008، مما يزيد مخاوف المستثمرين بالأسواق المالية بشأن انهيارات جديدة متوقعة بفعل أزمة عالمية جديدة دبت فى اليونان.
وبلغت التعاملات الإجمالية 2.1 مليار جنيه، متضمنة عمليات على السندات بنظام المتعاملون الرئيسيون بقيمة 1.1 مليار جنيه.
وشهدت الأسهم القائدة انخفاض جماعي بنسب تراوحت بين 1 و 11% ، مما دفع إدارة البورصة لإيقاف التداول لمدة نصف ساعة على 15 شركة بسبب الانخفاضات الحادة بنسب تجاوزت 10 % وتصدرتها أسهم المصريين للإسكان، والدولية للمحاصيل، وأوراسكوم تليكوم، وأوراسكوم للإنشاء، وحديد عز، و بايونيرز القابضة للاستثمارات، ولم تفلت الأسهم الدولارية " المتداولة بالدولار" من الهبوط بل كانت فى صدارة الأسهم المنخفضة بفعل التذبذب فى أسعار العملات وانخفاض اليورو.
على جانب الأسواق الأوروبية الأكثر تأثيراً على البورصة المصرية، بفعل تداول شهادات إيداع دولية لبعض الشركات المصرية ببورصة لندن، فقد انخفضت مؤشراتها بنسب تجاوزت 2.5 % فى التعاملات الصباحية، وسط تراجع أغلب شهادات الإيداع المصرية بين 2 % و 15% تصدرتها شهادات السويس للأسمنت، و أوراسكوم تليكوم، وأوراسكوم للإنشاء، و ليسيكو، والمصرية للاتصالات.
وقال «معتصم الشهيدي» العضو المنتدب لاحدى شركات الأوراق المالية، إن الهبوط اليوم يعد انعكاساً للانخفاضات في الأسواق المالية العالمية، على خلفية أزمة اليونان وتجدد المخاوف بشأنها وامتداداها إلى مصارف وبنوك.
وتوقع أن ترتفع البورصة خلال تعاملات غداً الأربعاء، كرد فعل طبيعى لهبوط اليوم، غير أنه أكد أن الأمور مازالت غامضة بفعل القلق لدى المتعاملين الأجانب والمخاوف من أزمة مالية جديدة.
واتفق الدكتور«طلال توفيق» خبير أسواق مال، مع سابقه، مؤكداً أن الأسواق المالية تمر بحالة من التوتر والتذبذب الشديد بفعل التغيرات العالمية وأزمة اليونان، والمخاوف من تراجع العملة الأوروبية، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الأسواق الأمريكية بشأن وضع حدود على صعود وهبوط الأسهم بنسبة تتجاوز 10%.
عربياً، انخفضت البورصات العربية بشكل حاد كمثيلتها المحلية والعالمية، بنسب تراوحت بين 1,8% و 6.1% تصدرتها بورصات السعودية، و دبي، و الكويت، والدوحة، وأبوظبي.
وعالمياً، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة طوكيو للأوراق المالية، في ختام تعاملات الجلسة الصباحية اليوم في أعقاب الخسائر التي منيت بها نظيرتها في «وول ستريت»، كما ساهمت قوة الين في تراجع أسهم شركات التصدير، وخسر مؤشر نيكي القياسي الذي يقيس أداء 225 سهماً نحو 38ر2 %.
كان مؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي، خسر خلال جلسته المسائية 1.24 % وسط مخاوف متواصلة بشأن استقرار دول منطقة اليورو الغارقة في الديون، وتعرض اليورو لضغوط في التعاملات الآسيوية مع تلاشي مشتريات لتغطية مراكز مدينة، وتجدد المخاوف من امتداد أزمة الدين السيادي إلي القطاع المصرفي في منطقة اليورو، وهو ما دفع المستثمرين إلى بيع العملة الأوروبية الموحدة.