حبيب الله.. هكذا سماه أبوه على أمل أن يكون حبيبا للبشر أيضا، ولكن حتى مرضه لم يشفع له، فولد مصابا بناسور بين القصبة الهوائية والمرىء، واكتشف والده إصابته حين كان عمر الطفل 10 أيام فقط، بمستشفى أبوقير العام.
ويروى سالم بسيونى حكاية ابنه قائلا: «عامان ونصف مرت على ابنى وهو يموت فى كل ليلة 100 مرة، فبعد أن خرج من المستشفى بعد إجراء عملية جراحية فى المرىء، كشف عليه الأطباء بالعيادات الخاصة، وتم احتجازه عدة مرات بمستشفيات عديدة، ثم بعد ذلك اكتشف الأطباء قدراً أن المرىء به ضيق من الناحية العملية».
أجريت للطفل حبيب الله أكثر من عملية لتوسيع المرىء، ولكن بعد سنة ونصف من إجراء العملية الجراحية تبين أن بالمرىء جيبا ناتجا عن العملية الجراحية الأولى، وهذا الجيب تسبب له فى مضاعفات ومشاكل صحية.
لم يكتف والد حبيب الله باتهامه للأطباء بالإهمال فى معالجة ابنه، بل اتهمهم أيضا بالتسبب فى إصابته بجيب فى المرىء، مما عرض الطفل لارتفاع شبه دائم فى درجة حرارته، والتهاب رئوى شبه دائم، وعدم نمو، ونقصان الوزن لسوء التغذية.
ويقول: «تنقلت بين المستشفيات الحكومية، فذهبت بالطفل إلى مستشفى الطلبة وأبو قير والشاطبى والأنفوشى وغيرها، وفى كل مرة يرقد الطفل عدداً من الأيام فى المستشفى دون تحديد ما يعانيه الطفل، ويتم معالجة العرض وليس المرض، وقال لى بعض الأطباء إن دواء الطفل ليس موجوداً فى مصر، ولا يعرفه أحد فى البلد ويحتاج للسفر إلى الخارج».
رغم ضعف معلوماته الطبية إلا أن الأب يطالب بمناظرة بينه وبين وزير الصحة لإيجاد حل لحالة ابنه الصحية، مؤكدا أن كل ما يمتلكه هو 546 جنيها تمثل قيمة راتبه، الذى بات ينفق أغلبه على علاج ابنه الذى يبدو انه علاج بلا جدوى حتى الآن.
كل ما يتمناه سالم أن يعرف علاجا لابنه، الذى يشعر أنه يضيع منه، وأن يكون هناك تحرك من المسؤولين لإنقاذه «قبل أن يموت الطفل وحينها لن يفيد الندم»، حسب تعبيره.