x

ننشر شهادات أهالي المقبوض عليهم بتهمة الانتماء لـ«بلاك بلوك»

السبت 20-04-2013 23:24 | كتب: محمد طارق |
تصوير : other

4 شهادات رواها أهالي المقبوض عليهم بتهمة الانتماء لـ«بلاك بلوك»، على خلفية قرار المستشار طلعت عبد الله، النائب العام، الأربعاء الماضي، بضبط وإحضار 22 بتهمة تأسيس وتمويل مجموعة «بلاك بلوك».

لم تختلف الروايات كثيراً في وقائع القبض عليهم، فجميعها تمت في توقيت واحد، وعدد قوات الشرطة المداهمة كان يتراوح بين 10 أفراد و20 من قوات الأمن، بعضهم ملثمون والبعض يرتدى ملابس سوداء، ولم يكن في حيازة أي من القوات أمر الضبط، ولم يطلع أي من عائلات المقبوض عليهم على مكان احتجازهم، حيث تم اقتيادهم إلى سجن طرة بعد «كعب داير» بين الأقسام ومجمع نيابات التجمع الخامس.

وقالت المحامية راجية عمران لـ«المصرى اليوم» إن هناك معلومات كثيرة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى بخصوص القبض على عدد من الأفراد بتهمة الانتماء إلى جماعات «بلاك بلوك»، بعد قرار الضبط والإحضار الذى أصدره النائب العام بشأن 22 شخصاً بتهمة تأسيس وتمويل مجموعة «بلاك بلوك»، مشيرة إلى أنه «لم يتم التأكد إلا من اعتقال 8، الخميس، والجمعة بينهم يوسف علي، وعبدالرحمن العربي، وعبدالرحمن سليم، وصلاح أحمد علي، ومحمد عادل.

 عبد الرحمن سليم
1- الرائد أحضر ملابس سوداء وأثبتها كـ«حرز» لابني

قرابة الساعة 4 فجراً، فوجئ الحاج سليم، والد عبد الرحمن، بقوة من قسم السلام على رأسها ضابط يدعى «هاني» معه «ميكروباص» كامل من المخبرين برشاشاتهم وبنادقهم يقتحمون الشقة، «فتشوا غرفة عبدالرحمن وبهدلوا الدنيا، دون أن نطلع على إذن النيابة أو أي أوراق تثبت هويتهم».

المفاجأة أصابت العائلة بالارتباك والخوف، المشهد برمته كان أشبه بمشهد زوار الفجر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بحسب والده، ما أصاب والدته بنوبة: «أخذوا موبايل عبدالرحمن وجهاز اللاب توب الخاص به، وماسك فانديتا لأخيه الأصغر، وتم اقتياده إلى قسم السلام».

لم يكن لـ«عبدالرحمن» ابن الـ32 عاماً، الحاصل على بكالوريوس النظم والمعلومات، أي انتماء حزبي، أو حركي، فهو يشارك في جميع المظاهرات لكنه لم يسع إلى الانتماء لأي حزب سياسى، بحسب قول والده.

ذهب الوالد إلى القسم وأخبر الضابط أن «عبدالرحمن» كان يستعد لتسليم نفسه للجيش الأحد المقبل، لتأدية المهمة العسكرية، لكنهم أخبروه أنه سيتوجه إلى مجمع النيابات بالتجمع الخامس.

وأضاف والده: «توجهت للنيابة ولقيته متكلبش وقاعد على الأرض لغاية ما جاء ضابط اسمه الرائد أحمد مظهر، لابس سترة ضد الرصاص، ومعاه رشاش آلي وطبنجة وحراسة، ومعاه ملابس سوداء، أعطاها لأحد الحراس وقاله خلي ده معاك عشان ده الحرز»، ويضيف «في تلك اللحظة علمت أنه يتم كتابة محضر النيابة دون التحقيق مع ابني».

وتابع: «فك الرائد ابني عبدالرحمن، من الكلبش وأخذه إلى أسفل المبنى، فنزلت وراه، وقولتله أنا والد عبدالرحمن، فأخبرنى أنه سيذهب به إلى قسم السلام، لإجراء بعض التحريات على عبدالرحمن قبل أن يتم عرضه على النيابة مرة أخرى، وقلت له إننى سأتبعه بسيارتي».

وأضاف: «فضلنا ماشيين ورا الضابط، وقبل ما نوصل للدائري توقف وأشار لي بالرخص، فأعطتها له، وفوجئت بدل ما يصعد إلى الدائرى، ناحية أكاديمية مبارك، توجه إلى اليمين باتجاه التجمع، لغاية ما وصلنا قسم ثاني التجمع، وأشار لى بإبطاء السيارة، وأخذ المفتاح مني والرخصة وصعد إلى القسم، وعبدالرحمن لايزال معه في البوكس».

بعد نزول الضابط أخبر والد عبدالرحمن أن «عبدالرحمن مش رايح قسم السلام، ولدي تعليمات بعدم إخبارك بالمكان الذي سيتوجه له عبدالرحمن، عاوز تعرف تعالى بعد ساعتين قسم السلام عشان تعرف ميعاد جلساتهعبد الرحمن محسن رزق».

2- الضابط قال لي «معرفش مقبوض عليه ليه»

طرقات عنيفة على باب شقة المهندس محسن رزق، والد عبدالرحمن، طالب بمعهد فني، عضو حركة 6 إبريل، فجر الجمعة، بحي بولاق الدكرور، والصوت يعلو «افتح الباب يا ابن...» الخوف منع والدة عبدالرحمن من فتح باب الشقة، متسائلة في صراخ «ده بوليس؟»، فأسرع الوالد إلى فتح باب الشقة عندما بدأ الجنود فى محاولة تكسير باب الشقة، تجنباً لتحطيم الباب.

تقول والدته: «لم يكن أحدهم يرتدى زى الشرطة، وكانوا يرتدون زياً أسود، وأول ما دخلوا قعدوا يزعقوا فين عبدالرحمن»، فأخبرهم المهندس محسن بأن عبدالرحمن مقيم منذ 20 يوماً في منزل جدته بنفس الشارع، حيث يعتنى بها، متسائلاً: «ماذا فعل لكي تتعامل قوات الأمن معهم بتلك الطريقة»، وبعد تفتيش دقيق للشقة المكونة من غرفتين للنوم وصالة لم يجدوا عبدالرحمن فصدقوه، وبحسن نية طلب الوالد من شقيق عبدالرحمن الأصغر أن يذهب إلى جدته لإحضار عبدالرحمن، فذهبت معه نصف قوات الشرطة إلى منزل جدته، وقاموا بإلقاء القبض على عبدالرحمن، واستمر الأب في السؤال عن سبب القبض على ابنه الأكبر فما كان من ضابط الشرطة إلا أن قال له: «أنا معرفش مقبوض عليه ليه أنا عندي أوامر أقبض عليه ومستني أوامر أعمل إيه بعد كده».

وأضاف والده: «تحركت قوات الأمن بعد أن ألقت القبض على عبدالرحمن إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وفضلنا مستنيين الأوامر هتودي ابنى على فين، وفي الساعة الثانية ظهراً خرج عبدالرحمن لترحيله إلى مديرية أمن الجيزة».

وتابع: «قلت لهم (طب أنا أبوه اقبضوا عليا وكلبشونى معاه عشان أبقى مطمن عليه»، لكن سيارة الترحيلات لم تتجه إلى مديرية أمن الجيزة، بل اتجهت إلى التجمع الخامس، وهكذا انقطعت أخبار عبدالرحمن عن والده، بحسب روايته. عبد الرحمن عبد الودود

3- لم يصدقوا أن ابني هو المطلوب ضبطه ورشوا علينا «self defence» أعمانا لدقائق

لم يكد عبدالرحمن عبدالودود «16 سنة»، ينتهي من أدائه صلاة الفجر التي اعتاد عليها منذ بداية دخوله المرحلة الثانوية، حتى فوجئوا باقتحام حوالي 16 فرداً من قوات الأمن الملثمين البيت بعد أن حطموا الباب، موجهين فوهات سلاحهم في وجوههم وهم يفتشون كل ركن بالبيت، في البداية لم يقتنع الضباط أن عبدالرحمن هو الشاب الصغير الذي كان يجلس وقت اقتحامهم بجانب والدته يشاهدون التليفزيون، بحسب والده.

وأضاف والد عبد الرحمن: «عندما علموا أنه المقصود حاوطوه وأخذوه عنوة من والدته وسط صرخاتها، وهرولت أنا ووالدته وراءه فرش علينا أحد أفراد الشرطة self defence أصابنا بعدم الرؤية وحرقان في العين لمدة دقائق».

لا ينكر والد عبدالرحمن مشاركة ابنه فى المظاهرات والمسيرات التي تخلو من العنف، حيث يرافقه دوماً: «ابني بينزل المظاهرات اللي مفيهاش ضرب.. عمره ما رمى طوبة».

لم تنجح رحلة البحث عن عبدالرحمن، عقب القبض عليه مباشرة، فى العثور عليه ورؤية والده له حتى الآن، حيث توجه إلى قسم المطرية، فأخبره الضباط هناك بأن عبدالرحمن تم اتهامه بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، «بعدها معرفتش أشوفه، وعرفت إنهم نقلوه مديرية أمن القاهرة ومنها إلى سجن طرة».

 محمد عادل

4- ابني أحد أعضاء «ألتراس الإسماعيلي» و«الداخلية» بتخلص ثأرها منه

«الولد عنده امتحان مهم يوم الأحد، والسنة كده راحت عليه»، بتلك الكلمات بدأ والد محمد عادل عيد، «21 سنة»، أحد المقبوض عليهم على خلفية الانتماء لجماعة «بلاك بلوك» سرد واقعة القبض على ابنه، حيث داهم العشرات من قوات الشرطة المنزل بمحافظة الإسماعيلية في السادسة من صباح الجمعة، وقبضوا على الابن بزعم أنه مطلوب ضبطه على خلفية مشاجرة واقتادوه إلى قسم أبوصوير.

توجه الأب مع خال محمد، سكرتير نيابة الإسماعيلية، إلى قسم أبوصوير، لكنهم أخبروه هناك بأن «محمد» تم اقتياده إلى مديرية أمن الإسماعيلية، فتوجهوا إلى هناك وقابلوا مدير الأمن الذي قال لهم إن «محمد متهم في حاجة كبيرة أوى، لأن اسمه جاي من مكتب النائب العام شخصياً».. يقول والد محمد: «بعدها عرفت أنه فضل محتجز لغاية آخر النهار في سجن المستقبل بالإسماعيلية، وتم اقتياده إلى مديرية أمن القاهرة بعدها».

وأضاف والده: «محمد في نهائى خدمة اجتماعية، ولا علاقة له بـ(بلاك بلوك) وكل ما هناك أن (الداخلية) تنتقم منه لكونه أحد قيادات (ألتراس يلو دراجون) المنتمية لنادي الإسماعيلي، وذلك على خلفية الأحداث التي وقعت بين جماهير نادي الإسماعيلي وقوات الأمن خلال مباراة الإسماعيلي واتحاد العاصمة الجزائري».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية