x

مستشار «البحث العلمي»: التعليم «كارثة».. والميزانية زادت في حكومة «قنديل» (حوار)

الخميس 18-04-2013 20:27 | كتب: محمد فتحي |
تصوير : اخبار

يحمل ثالوث العلم في مصر «المدارس، الجامعات، والبحث العلمي» المفتاح السحري للنهوض بالدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية المأمولة إذا سار على الطريق الصحيح وما أحوجنا إليه الآن !.. ويتحمل مسؤولية الاهتمام بالعلم الدولة بأكملها، فلا تقف على عاتق وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي فقط، بل تكمن في كونها قضية قومية ووطنية يجب أن يلتف حولها الجميع.. فالبحث العلمي قضية أمن قومي قادر على حل مشاكلنا.. لا الميزانيات هي التي تعوقه بل التخطيط والإدارة الجيدة بجانب القوانين والقواعد التي تنظم سير عملية البحث العلمي.. يجب أن تتغير ثقافة العمل الفردي باستبدالها بالعمل الجماعي وروح الفريق، كما يجب تغيير جميع قواعد البيروقراطية المتبعة .. بتلك الكلمات بدأ الدكتور عبد الحميد الزهيري أستاذ الطب ومستشار وزير البحث العلمي ورئيس جامعة هليوبوليس، كلامه عن أزمة التعليم والبحث العلمي في مصر بعد الثورة .. وإلى نص الحوار:

هل الاهتمام بالعلم انخفض في مصر؟ وما السبب وراء ذلك؟

الاهتمام العالمي بالعلوم قلّ بشكل عام، إلا أنه في مصر أقل كثيرًا، فمنذ 30 عامًا كان عدد خريجي الثانوية العامة من الشعبة العلمية 71%، في مقابل 29% أما الآن يحدث العكس تماما، فعدد طلاب الشعبة العلمية في الثانوية العامة حوالي 30% مقابل 70% للشعبة الأدبية، والسبب يرجع إلى تغيير متطلبات سوق العمل في مصر.

وأين تكمن مشكلة «التعليم ما قبل الجامعي» في مصر؟

التعليم ما قبل الجامعي في مصر «كارثة»، فالمناهج غير جيدة، وتحتاج إلى إعادة هيكلة، من وجهة نظري، وطرق التدريس، التي لا تزال تعتمد على التلقين والتحفيظ هي المشكلة الأكبر، وكذلك طرق الاختبار البالية والقديمة، والتي لا تخلق الابتكار ولا تشجع على الإبداع، كما لا يعتمد التعليم على النظريات الحديثة والتطبيقية في التعليم، فالتدريس لدينا خارج السياق تمامًا.

وماذا عن الجامعات المصرية ؟ وما مستواها إذا ما قورنت بالجامعة الخاصة ؟

التعليم الجامعي في مصر ليس سيئًا بالدرجة، والجامعات الحكومية في مصر هي التي تتحمل مسؤولية العلم، وأرى أنها أفضل من الجامعات الخاصة في عدد من الكليات، لاسيما وإن ظهرت بعض الكليات القليلة، واستطاعت أن تتفوق على جامعات حكومية بعينها، وإن كان في الجامعات المصرية سلبيات تتمثل في زيادة الأعداد ونقص الموارد.

كيف ترى المساعدات الأجنبية في النواحي التعليمية المختلفة؟

يجب أن يكون التعليم قضية دولة ويجب أن نعلم جيدًا أن الغرب قد يساعدنا في أدوات التعليم ما قبل الجامعي والتعليم العالي بشكل أقل لكن البحث العلمي لن يساعدنا الغرب فيه، حيث إنه من الطبيعي أن يتركنا الغرب، لكي لا نتفوق عليه وعليه يجب أن نساعد أنفسنا بأيدينا لا بأيدي الغير.

ميزانية البحث العلمي في مصر تكفي أم لا؟

ميزانية البحث العلمي في مصر الآن ليست هي المشكلة فنحن لا زلنا نحبو في مسألة البحث العلمي كما أن ليس لدينا ثقافة البحث العلمي وثقافة التساؤل،غير المترسخة في مصر، وإذا أردنا تغيير الثقافة فلابد أن نبدأ من المدرسة، وهذا يعيدنا مرة ثانية لمشكلة التعليم ما قبل الجامعي.

كما أننا ليس لدينا تعاون بين الجهات البحثية والصناعية، الذي يعد قليل جدًا، كما أن الباحثين غير مهتمين، كما لا يوجد لدينا اهتمام بالبحث العلمي التطبيقي.

فنحن لدينا نوعان من البحث العلمي، ما هو «بحث أساسي» وهو رفاهية، و مصر لا تقدر على الاستثمار فيه، و بالمناسبة هو الذي يؤهل للحصول على جائزة «نوبل»، وتمكن صعوبته في كونه يحتاج إلى روح الفريق والتشبع البحثي بجانب المجهود والوقت الطويل.

والنوع الثاني هو البحث العلمي التطبيقي، الذي يتداخل مع المشاريع الصناعية، التي لم تعد موجودة في مصر لأن الصناعة في مصر لديها أزمة هي الأخرى كما أنه لا يحدث تعاون بين القطاعين البحث العلمي والمصانع نتيجة عدم وجود قوانين و ماديات تحفيزية فلا يوجد دافع للباحث العلمي

للمشاركة في بحث تطبيقي لبعض المنتجات الصناعية،  لا من حيث الوقت أو الترقيات أو الماديات، بجانب إهمال الصناعة والبحث عن المكسب السريع في التجارة.

هل الحكومة بعد الثورة تهتم بالبحث العلمي ؟

حكومة الدكتور هشام قنديل، مهتمة بالبحث العلمي أكثر من أي وقت مضى، فميزانية البحث العلمي لتمويل البرامج والمشروعات في ميزانية العام المالي 2012/2013 زادت من 540 مليون جنيه إلى 1.3 مليار جنيه، ولكنني أشك في قدرة البرامج والبحوث الحالية على استيعاب المبلغ الموضوع في الميزانية، وهذا يعيدنا إلى ما قلته سابقا في أن مشكلة البحث العلمي في مصر ليست في الميزانية وإنما في إدارته و إدارة تلك الميزانية على النحو السليم.

 وماذا ينقصنا حتى نستفيد من مخصصات الميزانية ؟

لا يوجد لدينا بيئة وثقافة البحث العلمي والابتكار وهذا ما نحاول ننميه الآن ولدينا صندوق خاص في وزارة البحث العلمي لتنمية وزيادة الثقافة..ومن بينها مسابقة «مختبر الشهرة» للجامعات والتي نسعى من خلالها لغرس الشغف وحب العلوم لدى الشباب وطلاب الجامعة، وغيرها من مراكز دعم الصناعة في الجامعات لربط الدراسة بالتطبيق العملي، كما ينقصنا ثقافة العمل الجماعي.

تعتبر المسابقات العلمية عاملا مهما في تنمية ثقافة الاهتمام .. فما الهدف من مسابقة «مختبر الشهرة»؟ ولأي شئ تخطط ؟ 

حث الطلبة والدارسين والجامعيين على الشغف بالعلوم وحبه وأن يكون لدينا ثقافة التخاطب العلمي كما في العديد من الدول الأوروبية ومنها بريطانيا.

وهدف المسابقة من البداية هو توسعة الثقافة العلمية، والتخاطب العلمي بدليل أن المصريين كان لديهم بلبلة كبيرة عند ظهور بعض الأمراض الغريبة كأنفلونزا الخنازير، لعدم وجود ثقافة علمية أو تخاطب علمي يوضح للناس العلوم بشكل مبسط وكبير.

برؤيتك .. هل تعتقد أننا سنرى عالما يحصل على جائزة نوبل من داخل مصر؟

لا أعتقد أن يحدث هذا في الوقت القريب .. ليس قبل 20 عاما على الأقل، ولو ظلت الأوضاع في الجامعات والبحث العلمي على ما عليه لن يحصل مصريا من داخل مصر على نوبل للعلوم مطلقًا.

في كلمات مختصرة  كيف تلخص «التعليم والبحث العلمي» في مصر؟

التعليم قبل الجامعي «كارثة».. والتعليم الجامعي «بعافية لكن قابل للتطوير ويخطو أولى خطواته في هذا الاتجاه»..أما البحث العلمي فهو «قضية أمن قومي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية