قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن مصر تعيش «عصر الحرية»، التي أكد أنها «تقودها سلطة لا فوضى»، مطالبا الجميع بالعمل والصبر، لأنهم ورثوا بلدا عملت فيه «معاول الهدم» لعقود طويلة، مؤكدا أن «الجميع يتنبَّأ بأنه لن يمضي هذا العقد إلا وقد صارت أمتنا في مقدمة ركب الأمم».
وأشار، في رسالته الأسبوعية التي دارت حول «الحرية»، الخميس، إلى «فهم الإخوان المسلمين»، قائلا إن «الإمام البنَّا، قال: (إذا قيل لكم إلامَ تدعون؟ فقولوا: ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه، فإن قيل لكم: هذه سياسة، فقولوا: هذا هو الإسلام، ونحن لا نعرف هذه الأقسام».
وأكد «بديع» أن «الحرية تقودها سُلْطة لا فوضى، فلا يتخيل وجود مجتمع دون سلطة سياسية»، منوها بأن «الحرية ليست الإيذاء والتعدِّي على حقوق الآخرين، والسب والشتم والتلفظ ببذيء القول، فهذا نوع من أنواع عبادة الذات والشهوات، ومحاولة للتسلًّط، وفرض الرأي على الآخرين، لأن الحرية هي الاعتراف بالآخر، وأنه موجود له قيمته الإنسانية وحقوقه المدنية، وتنتهي حريتي عند حدود وحريات الآخرين، حتى الجماد والنبات والحيوان لها حقوق».
وتابع: «نحن اليوم في عهد الحرية، فادعم الحرية، وكن حرًّا مهما كان انتماؤك الحزبي أو ديانتك، ونحن في مصر اليوم، وهي تتعرض إلى حريق، واجب الأحرار أولاً إطفاء الحريق، ثم نرى معًا الطريق، وإنني لمطمئن تمامًا لوعد الله ثم عظمة هذا الشعب ووعيه، ورغبته الأكيدة في البناء والعمل الجاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة العريقة من شعبها العريق».
وأكد أن «مؤسسة الرئاسة المنتخبة ملك الشعب، والجيش مؤسسة ملك الشعب، والشرطة مؤسسة ملك الشعب، والبرلمان مؤسسة ملك الشعب، والأزهر مؤسسة ملك الشعب، والكنيسة مؤسسة ملك الشعب، ومؤسسات المجتمع المدني مؤسسات ملك الشعب المصري العريق».
كما اعتبر أن «الذين يخافون من الحرية لا يعرفون قيمتها وأثرها، ولا يثقون في الآخرين، ويفتقدون القيم والمبادئ الرفيعة، كما أنهم أنانيون مُتكبِّرون جاهلون لمعنى الحرية، أو لأنهم يريدون أن يستغلوا الآخرين ليحققوا أهدافهم المتعارضة مع أهداف غيرهم».
وأوضح «المرشد العام» أن للحرية خطوات، منها «تحريك العقل وتعويده على التفكير بحرية، والإيمان بحرية الآخر، دون قمع لحرية الآخر، أو الاستبداد بالرأي، أو استخدام العنف، خاصة عند نقد الآخر».
وطالب «بديع» الجميع بـ«عدم التخوين للآخرين، والتوجه نحو البناء لا الهدم، والتعمير لا التخريب، والاستمرار في العمل، والصبر، فقد ورث الشعب بلدا عملت فيه معاول الهدم لعقود طويلة، وورث المصريون نظامًا بثَّ الفساد في البلاد والعباد، وركام هدمه وأنقاضه بعد أن حطَّمناه يحتاج التخلص منه إلى وقت طويل»، مختتما بقوله إن «الجميع يتنبَّأ بأنه لن يمضي هذا العقد إلا وقد صارت أمتنا في مقدمة ركب الأمم».