x

اللواء أحمد عبدالحليم: «أخونة الجيش» مستحيلة.. والعملية «نسر» لا زالت مستمرة (حوار)

الإثنين 15-04-2013 19:16 | كتب: خالد الشامي |
تصوير : حسام فضل

قال اللواء أحمد عبدالحليم، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، خبير الأمن القومى، إن الاضطرابات التى تشهدها البلاد لن تدخلنا فى حرب أهلية، وأضاف أنه لا يمكن مقارنة أى رئيس لمصر بـ«عبدالناصر»، وأكد أنه من المستحيل أخونة الجيش، وأشار إلى أن العملية نسر مستمرة فى سيناء.

 وأضاف «عبدالحليم» قائلا إن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر«حرص على المهام الثلاث للقوات المسلحة بأن تعود لمكانها الطبيعى فى إطار البناء السياسى للدولة، وكان يرى أن قوة الدولة ليست بالجيش فقط، وغرس مبدأ الكرامة فى النفوس» وإلى نص الحوار:

■ ما مفهوم الأمن القومى؟

- الأمن القومى يعنى كل ما يمس الدولة داخلياً وخارجياً، براً وبحراً وجواً، وكل شىء يتعلق بالدولة هو أمن قومى، وهناك إجراءات تتم على المستويات المختلفة ومنها «المصلحة القومية» والغاية القومية والأهداف الثابتة التى تتغير، ولا توجد دولة تحقق غايتها «مرة واحدة»، والهدف القومى يأخذ من الغاية القومية، والاستراتيجية القومية تعنى حشد الموارد لتحقيق الأهداف، وكل هذا يندرج تحت مسؤولية السياسات المختلفة لمؤسسة الرئاسة والدفاع والخارجية والمالية، ويأتى دور جهاز المخابرات فى جمع المعلومات حيث يسير فى المستوى السياسى لتحقيق الغاية القومية من خلال تقديم المعلومات لرئيس الدولة حتى يتسنى له اتخاذ قرار، والأمن القومى الآن فى خطر بسبب التدهور الاقتصادى والاجتماعى.

■ كرجل عسكرى عاصر الرؤساء الثلاثة كيف تراهم مقارنة بمرسى؟

- بدايةً، لقد أعطانا «جمال عبدالناصر» درساً فى التاريخ الحى، وكانت له هيبة ضخمة، وجمعنى به لقاء فى 23 يوليو 66 بنادى ضباط القوات المسلحة فى حضور أم كلثوم وعبدالوهاب، وآخر أثناء زيارته لـ«حمص» بسوريا أثناء الوحدة العربية بين مصر وسوريا عندما قام السوريون بحمل سيارته، وفى أواخر 67 بعد النكسة جمعنى به لقاء فى الجيش الثالث الميدانى بالإسماعيلية وكنت واحداً من اثنين مكلفين بتأمينه فقط، وحرص ناصر على المهام الثلاث للقوات المسلحة بأن تعود لمكانها الطبيعى فى إطار البناء السياسى للدولة، وكان يرى أن قوة الدولة ليست بالجيش فقط، وغرس مبدأ الكرامة فى النفوس.

ولا تستطيع أبداً مقارنته بالسادات أو مبارك، حيث جاء السادات نائباً بالصدفة وقت إن كان هناك خلاف بين ناصر ونوابه (زكريا محى الدين وعبداللطيف بغدادى)، ورأى ناصر أن يأتى بالسادات نائباً له لفترة قصيرة لن تطول، بعدما اضطر لحضور مؤتمر قمة عربية فى تونس وأراد أن يترك نائباً له، ومن وجهة نظرى لا يوجد زعيم مصرى خائن بمن فيهم مبارك، فكل منهم له إيجابيات وسلبيات وظروف عمل محلية ودولية.

ومرسى بدلاً من أن يقود المنطقة انحرف عن مساره، وأول خطأ سياسى قام به هو الإعلان الدستورى المكمل، والدستور غير التوافقى، والخطأ أنه تعامل بالطريقة الأمنية التى تعامل بها مبارك ولم يستخدم الحل السياسى، وهناك انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة فى ظل إضرابات وتراجع فى الاحتياطى النقدى، لأن البلاد تُدار من داخل المقطم، ولو كان هناك قرار حرب فى ظل التراجع فى القرارات «هانروح فى داهية»، ومرسى لا يملك رؤية لإدارة الدولة، حيث إن الرؤساء الذين سبقوه تعاملوا مع مصر باعتبار أنها دولة قومية وطنية لا علاقة لها بدولة الخلافة التى يرغبونها، والتى لن تتحقق بسبب العولمة ووجود منظمات المجتمع المدنى ومجلس الأمن، وحتى يسعى لتحقيق حلمه لابد من تقوية مصر اقتصادياً حتى تكون نموذجاً وحتى تؤثر فى الأوساط الدولية والإقليمية والسؤال الذى يفرض نفسه: هل الرئيس هنا هو نفس الرئيس المنتخب بشكل ديمقراطى؟

■ ما حقيقة الحديث عن أخونة الجيش؟

- من المستحيل أن يتغلغل الإخوان داخل المؤسسة العسكرية، والحديث عن أخونة أى مؤسسة سهل فيما يصعب تحقيقه داخل الجيش، ولو أرادوا تحقيق ذلك فهذا لن يتم إلا بعد عقود وأجيال طويلة، بحيث يتم إلحاق أبنائهم بالجيش فى ظل حكم الإخوان الذى لن يطول، ودعنى أحسم هذا الأمر بأنه لا يوجد ضباط كبار لهم توجه إخوانى، ولو فلت واحد منهم لن تُمكنه باقى القوات والهدف من هذه الأحاديث هو إحداث الخلخلة، فالجيش وجهاز المخابرات يعرف أصل كل شىء، ودعنى أذكر بأن من يُطالب بتربية اللحى فـى الجيش «يقعد فى بيته».

ومن هنا دعنى أرد على «محى الزايط» عضو مجلس شورى الإخوان الذى قال إن على رأس الجيش «فأر»، والحقيقة أن الجيش ليس به فئران والفأر فى جحره مع بقية الفئران فى المقطم.

■ هل توقفت العملية نسر فى سيناء؟

- لم تتوقف العملية نسر وإنما اختلف شكلها، والموقف فى سيناء مسؤولية وزارة الدفاع من الألف للياء، ومنها قرارات الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، بشأن تمليك الأراضى لأبناء سيناء من أبوين مصريين وعدم وجود نشاطات على طول 5 كيلومترات مع إسرائيل وتدمير نحو 95% من الأنفاق.

■ كيف ترى ما يُشاع عن توطين الفلسطينيين فى سيناء؟

- لن تستطيع قوة فى الأرض أو أى حاكم أن يُفرط فى شبر واحد من الأراضى المصرية لأى جهة كانت فى الداخل أو الخارج، والحديث عن منح الفلسطينيين أراضى فى غزة، وأبناء السودان فى حلايب وشلاتين وهم، والقوات المسلحة تُدافع عن تلك المناطق بكل ما أوتيت من قوة وهذا حق مكفول لها.

■ هل ترى أن الوضع الداخلى فى مصر يُمهد لحرب أهلية؟

- على الرغم من اختلاف القوى التى ترأس الأطياف المختلفة وتضادها، فإن الوسائل والأدوات واحدة سواء كانت فى الرئاسة أو المعارضة، وكلاهما به اضطرابات ولن تدفعنا الاضطرابات الداخلية للحرب الأهلية، فمصر ليست لبنان أو الصومال، والجيش رمانة الميزان وهو مؤسسة ملتزمة بحماية الشعب ووصول الرئيس المنتخب بطريق شرعى من أجل احترام الطريق الديمقراطى، وإذا انهارت الرئاسة فالجيش لن يحكم وحكمه خطر فى إطار التغييرات الجديدة فى العالم باعتباره جزءاً من البناء السياسى للدولة.

■ كيف تقرأ تصريحات أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط بشأن استغلال بلطجية فى جهاز المخابرات؟

- هذا كلام عبيط وفارغ ومتفق مع الإخوان، فعندما تحدث عن عمليات تخريبية تُلصق التهمة بالمخابرات، وحتى يتسنى عمل ميليشيات الإخوان الذين يدربهم قيادات وصلت لمناصب فى الحكومة ولن يستطيع الإخوان إنشاء جيش ثورى على غرار إيران، فالموقف والشعبان مختلفان، ولو أتيحت لهم الفرصة لإنشاء جيش ثورى لن يتمكنوا لأن الرأى العام والشارع السياسى يرفض ذلك.

■ عربياً كيف ترى الجيش السورى الحر وهل سيسقط الأسد؟

- الجيش السورى أغلب قياداته من العلويين وهناك انهيار للجيش النظامى، والجماعات الإسلامية المدعمة من الخارج أقوى من الدعم الموجه للجيش النظامى، وبالتالى فإن المشهد العربى سيتغير بسقوط بشار الذى لن يستمر لنهاية العام الجارى، وعلى الرغم من ذلك فلا يجوز من الناحية القانونية أن يتم تمثيل المعارضة السورية فى الجامعة العربية، لأن النظام لايزال موجوداً والجميع يسعون لتمثيلهم باعتبار أنهم القادمون وذلك من أجل التوازنات فى المنطقة فالجميع يسعى لترتيب حساباته.

■ هناك من يرى أن الربيع العربى بيد أمريكا؟

- لا أتفق مع هذا الطرح فما حدث تطور طبيعى لثورة الاتصالات وقدرة الشباب على الحصول على المعلومة، والظلم المتغلغل فى بلدان الربيع العربى هو الذى دفع الشباب للثورة على حُكامها، ورغم ذلك فمن مصلحة أمريكا أن تكون هناك تغيرات ولذلك فهى تحرص على خلق قواعد عسكرية لحماية مصالحها.

■ ما توقعك لمستقبل البلاد؟

- مصر واقفة محلك سر وكانت مستقرة أمنياً فى عهد مبارك، ولن يستمر الوضع على ما هو عليه لمدة 4 سنوات قادمة لأنه فى هذه الحالة تستطيع القول على مصر السلامة، وعلى مرسى أن يحل الأزمات حلاً سياسياً والتوافق مع أطياف المجتمع وأن يعى أن الحل الأمنى لن يُجدى ولو نفع غيره لنفعه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية