تناولت وسائل الإعلام والصحف العالمية، السبت، جلسة إعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ونجليه ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، وكبار مساعديه، وأكدت أن «غالبية المصريين لم يعودوا مهتمين بتلك المحاكمة، بسبب ظروفهم الاقتصادية، والأزمات التي تمر بها مصر، وأن مبارك بدا واثقًا».
واعتبرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن «إعادة محاكمة مبارك تشكل تكراراً محبطاً لما سبق، وأن المحاكمة الجديدة ستفتح جراحًا قديمة، لاسيما بعد الوثائق التي سربت هذا الأسبوع، والتي كشفت درجات التعذيب والقتل التي قادتها القوات الموالية له خلال الثورة».
وأضافت الصحيفة أن «مصر شهدت حالة من اللامبالاة النسبية حيال إعادة المحاكمة، وأن العديد من المصريين يرون أن مرسي، يمثل (همّا جديدًا)، حيث يشعرون بأن لديه نفس النزعة الاستبدادية مثل سلفه، كما أن مصر تواجه الآن انهيار القانون والنظام، وحملة على حرية التعبير، وزيادة في التوترات الطائفية، وانهيارًا اقتصاديًا»، حسب الصحيفة.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن «انتهاء أولى جلسات إعادة المحاكمة بعد دقائق معدودة أثار صيحات الإحباط لدى المصريين، الذين رأوا أن تنحي القاضي يرمز إلى مراوغة العدالة في مصر المضطربة بعد أكثر من عامين بعد الثورة».
واعتبرت الصحيفة أن «بطء وتيرة سير محاكمة مبارك تعد أحد مصادر غضب المصريين، حيث جعلتهم يتشككون في القضاء، وأن حالة الإحباط الشعبي المتزايد في ظل حكم الرئيس محمد مرسي، أبعد انتباه الرأي العام بعيداً عن المحاكمة»، مشيرة إلى أن «مبارك بدا متيقظاً وواثقًا من نفسه فيما لوح بيده عدة مرات للحاضرين في المحكمة».
ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية عن المستشار فريد الديب، محامي مبارك، قوله إن «القاضي تنحي لأسباب طبية، حيث قدم تقريرًا طبيًا لرئيس محكمة النقض يفيد بأن لديه مشاكل طبية في عينيه».
وأكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن «مبارك بدا متفائلاً ومنتبهاً جيداً وهو يلوح لمؤيديه، بعدما كان يدخل على سرير طبي في الجلسات السابقة، وأن المشهد خارج قاعة المحكمة أبرز الخلافات الحادة التي أصبحت تعتري المشهد السياسي في مصر الآن مقارنةً بوقت بدء محاكمة مبارك الأولى في أغسطس 2011، فحينها توافد المئات إلى قاعة المحكمة، كما التف المصريون وشعوب المنطقة حول أجهزة التليفزيون لرؤية حاكمهم السابق (المستبد) في قفص الاتهام، الأمر الذي اعتبر بمثابة رمز لانتصار الشعب على الديكتاتورية»، حسب الصحيفة.
وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أنه «بقرار المستشار مصطفى حسن عبد الله، التنحي عن القضية انهارت المحاكمة لينتظر الجميع تأجيلها لأجل غير مسمى، وأن مبارك بدا أكثر صحة واسترخاء، خلال الجلسة، من أي وقت سابق ظهر فيه على ذلك السرير الطبي داخل قفص الاتهام، وقد تناول الحديث مرارًا مع ابنه جمال، ودخل قاعة المحكمة مبتسماً وملوحًا للناس بالتحية».