حذر التقرير الاستراتيجي السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي من حدوث مواجهة عسكرية وصفها بـ«محدودة» بين الجيشين المصري والإسرائيلي، إذا قرر الأخير التدخل في سيناء، إثر تعرضه لعملية إرهابية واسعة، للقضاء على الإرهابيين في شبه الجزيرة.
وقال تقرير المعهد، الذي يضم نخبة من ضباط المخابرات السابقين، بينهم الجنرال جيورا آيلاند، صاحب خطة إقامة دولة فلسطينية على قطاع غزة وجزء من سيناء، إن «هجوماً إرهابياً واسعاً يُلزم إسرائيل بالتدخل فى سيناء، من شأنه أن يؤدى إلى تدهور بين الجيشين، وهذه المواجهة من شأنها أن تعرض مستقبل اتفاقية السلام للخطر».
وأضاف أن «من بين العوامل الأخرى فهم الجيش المصرى لأهمية العلاقة بالولايات المتحدة، وعدم رغبة مصر فى خوض حرب مع إسرائيل، والموقف العدائى للمصريين من إسرائيل، وعلاقة (الإخوان) بحركة حماس».
وتابع التقرير: «شخصيات مصرية كبيرة والرئيس محمد مرسى نفسه أكدوا أن مصر ستحترم الاتفاقيات الدولية، ونظام الإخوان لن يلغى اتفاقية السلام، لأن الولايات المتحدة تضغط عليه لعدم إلغائها، وعلى النظام المصرى أن يأخذ فى الحسبان أن إسرائيل سترد على إلغاء الاتفاقية بشكل سيضر بمصر». وتوقع طلب النظام الجديد فى مصر إدخال تعديلات على اتفاقية السلام، خاصة الجزء الخاص بوضع القوات المصرية فى سيناء، وأشار إلى أن «هذه الخطوة مهمة للنظام المصرى، ليُظهر أنه حصل من إسرائيل على ما لم يحققه النظام السابق». وقال إن الوضع الاقتصادى الصعب فى مصر له تأثير على العلاقات الإيجابية مع إسرائيل، لأنه يعزز تعلق القاهرة بالمساعدات الأمريكية».
وأضاف التقرير أن «قضية إسرائيل لا تشغل النظام المصرى الآن كثيراً، والقضية حالياً هى هل سيستمر فى هذا الخط المعتدل لفترة طويلة، أم أنه ينوى إرساء قواعده السياسية والفكرية فى هذه المرحلة، ومصر من المحتمل أن تقدم طلباً، لتعديل الاتفاقية بما يسمح لها بتحسين سيطرتها على سيناء، ولا يتعارض بالضرورة مع المصلحة الإسرائيلية، وبه أيضاً جوانب إيجابية لإسرائيل».
وأوصى المعهد، فى تقريره، «تل أبيب» بالتعامل بحذر تجاه سيناء، وقال: «نظراً لأن هدف الإرهابيين فى سيناء هو تقويض العلاقات بين مصر وإسرائيل، عبر هجمات مؤلمة ضد إسرائيل، ستحتاج إسرائيل إلى إظهار ضبط النفس والحذر، حتى لا تساعدهم فى الوصول لهدفهم».
وأضاف التقرير أن «سياسات مصر المستقبلية تجاه إسرائيل مرتبطة بمسيرة التغيير التى تحدث فى القاهرة، وسياسات النظام المصرى لم تصل إلى شكلها النهائى بعد، وستحتاج وقتاً حتى يحدث ذلك، وتغيير النظام يُدار خلال صراعات داخلية بين الإخوان وخصومهم، وفى هذه الصراعات من الممكن أن يكون الجيش له دور».
من جانبه، استبعد اللواء قدرى سعيد، الخبير العسكرى، حدوث أى مواجهات عسكرية بين مصر وإسرائيل حالياً، وقال إن الحديث عن ذلك مجرد رسالة تهديد للنظام الحالى، الذى تعتقد «تل أبيب» أنه يخطط لإلغاء الاتفاقية، وشدد فى الوقت نفسه على أن الرسالة هدفها تنبيه الرئيس محمد مرسى لخطورة عدم إحكام السيطرة الأمنية على سيناء.