x

خبراء دستوريون: تطبيق قانون الطوارئ على المخدرات والإرهاب‎" ‎ضحك على الذقون"

الثلاثاء 11-05-2010 19:08 | كتب: أيمن حمزة, الشيماء عزت |
تصوير : أحمد المصري

أجمع خبراء دستوريون على أن الحكومة لا تستطيع تقليل سلطات قانون‎ ‎‏«الطوارئ» المطلقة، معتبرين أن الإعلان ‏عن قصر تطبيقه على المخدرات والإرهاب بمثابة‎ ‎‏"الضحك على الذقون"‏‎.‎

وانتقد الفقيه الدستورى الدكتور «إبراهيم درويش» طلب الحكومة المصرية‏‎ ‎مد العمل بقانون الطوارئ حتى 2012، ‏وقال: إن الحكومة لا تستطيع أن تحد من سلطات‎ ‎القانون المطلقة، وحين تعلن أن القانون لن يطبق سوى على ‏الإرهابيين ومروجي المخدرات‏‎ ‎فهذا «ضحك على الذقون» لأن الطوارئ تتيح للحاكم العسكرى، وهو رئيس ‏الجمهورية، أن‎ ‎يفعل ما يشاء بمن يشاء وقتما يشاء بقرار شفوى وإرادة شفوية، ومن ثم فهو سُبة في‎ ‎جبين النظام ‏السياسي وسُبة في جبين التشريع المصري‎.‎

وأضاف «درويش» أن القانون يعد صورة طبق الأصل من قانون الأحكام العرفية‏‎ ‎الذى استعمله الإنجليز فى عام ‏‏1914 بهدف تأمين قوات الاحتلال و"الآن نحن نستعمل نفس‎ ‎القانون لتأمين بقاء النظام السياسي"، مشيراً إلى أن ‏النظام الحقيقي لا يحتاج‏‎ ‎للطوارئ وإنما يحتاج لتحقيق العدالة الاجتماعية‎.‎

وتابع: "أقول للحكومة ارحمونا من الطوارئ لأننا نعيش في حقيقة الأمر‏‎ ‎في حالة طوارئ منذ الاحتلال الإنجليزي، ‏وهو ما يؤكد ضعف الأنظمة الحاكمة بدليل‎ ‎احتياجها لسلطات استثنائية".‏

وأشار إلى أن الإرهاب له مواد في قانون العقوبات تصل‏‎ ‎إلى حد الإعدام، كما أن المخدرات لها قانون يصل إلى ‏الإعدام، متسائلاً: "طيب عاوزين‎ ‎تعملوا بالطوارئ إيه"؟. ‏

وأكد الدكتور «يحيى الجمل» أستاذ القانون الدستورى، وزير‏‎ ‎الدولة لشؤون مجلس الوزراء الأسبق، أن الحكومة ‏اعتادت الكذب على المواطنين، منوها‎ ‎بأن كلمة "الإرهاب" فضفاضة وتشمل كل من يروع الناس "حتى لو ألقى أحد ‏بطوبة أو حجر‎ ‎على أحد يمكن وصفه بأنه إرهابي، وبالتالي فالعبرة ليست بقانون الطوارئ ولكن العبرة‏‎ ‎بالتنفيذ ‏وطريقة التفسير‎".‎

من جانبه قال المستشار «طارق البشرى»:" مشكلة قانون الطوارئ ليست فى‎ ‎الاتهامات التى توجه للناس، ولكن ‏المشكلة الحقيقية أن هذا القانون يحرر الحكومة من‎ ‎كل الإجراءات والضوابط التى تقيد سلطتها الطليقة فى التعامل مع ‏المواطنين من حيث‎ ‎القبض عليهم والتحقيق معهم واعتقالهم، ولذا فالحكومة حريصة على الاستبقاء على«الطوارئ» ‏رغم أنه عدوان حقيقي على الحريات، كما أنه يتسبب فى حرمان المواطن من‎ ‎الأمان الكافى، لأن المواطن عندما ‏يستشعر أنه عرضة للاعتقال فى أى وقت وبغير ضوابط‎ ‎يفقد أمانه‎.‎

ولفت «البشرى» إلى أن الاستبقاء على الطوارئ يهدف إلى تصفية وإرهاب‏‎ ‎الخصوم السياسيين والمعارضين للنظام ‏الحاكم، بدليل أن أحداً لم يقر أن قانون‎ ‎الطوارئ وسيلة فعالة للقضاء على المخدرات أو وسيلة مناسبة للقضاء على‎ ‎الإرهاب‎.‎

كان مجلس الشعب قد وافق بأصوات نواب الأغلبية (308 صوت)، على قرار رئيس‎ ‎الجمهورية بمد حالة الطوارئ ‏لمدة سنتين اعتباراً من أول يونيو المقبل، مع إضافة‎ ‎مادة جديدة تقصر تطبيق أحكام الطوارئ على جرائم الإرهاب ‏والمخدرات، بعد جلسة عاصفة‎ ‎شهدت اعتراضات حادة من جانب نواب الإخوان والمستقلين‎.‎

وأصدرت اللجنة العامة بالمجلس تقريراً يفسر القرار الجمهوري، ويوضح أن‎ ‎التطبيق سيقتصر على التدابير المناسبة ‏للحفاظ على الأمن العام، ومنها وضع قيود على‎ ‎حرية الأشخاص فى الاجتماع والانتقال والإقامة والمرور فى أماكن ‏وأوقات معينة،‎ ‎والقبض على المشتبه فيهم أو الخطرين على الأمن العام، وتفتيش الأشخاص والأماكن دون‎ ‎التقيد ‏بأحكام قانون الإجراءات الجنائية‎.‎

ووفقاً لقرار رئيس الجمهورية لم يعد مسموحاً فى ظل الطوارئ مراقبة‎ ‎الرسائل والصحف والمطبوعات والمحررات ‏وجميع وسائل التعبير والدعاية والإعلان قبل‎ ‎نشرها، وإغلاق أماكن طبعها، كما لم يعد مسموحاً تحديد مواعيد فتح ‏المحال الخاصة‎ ‎وغلقها.‏


 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية