عوضت البورصة المصرية خلال تعاملات جلسة اليوم الاثنين، ما يزيد عن نصف خسائرها أمس، والبالغة 5% في أكبر هبوط لها منذ عامين، بفضل ارتفاع معنويات المستثمرين بعد ما أقر الاتحاد الأوروبي حزمة إنقاذ لليونان، بالإضافة إلى صعود الأسواق الأوروبية خلال تعاملات اليوم، مما انعكس على السوق المصري خاصة مع ارتفاع شهادات الإيداع الدولية الخاصة بالشركات المصرية المقيدة فى بورصة لندن بشكل ملحوظ.
وأغلق المؤشر الرئيسي للأسهم النشطة " egx30" على ارتفاع 3.24 % بعد أن كسب 218 نقطة، ليستقر مع الإغلاق عند 6974 نقطة، فيما ارتفع مؤشرا الأسعار بنحو 2.5 % بفعل صعود أسعار إغلاق 133 ورقة مالية فى مقابل انخفاض 28 ورقة أخرى.
واستردت أسعار الأسهم11 مليار جنيه خلال التعاملات من إجمالي ما خسرته أمس، والبالغ 18 مليار جنيه، طبقا لرأس مال السوق، وبلغت التعاملات الإجمالية 1.24 مليار جنيه، استحوذت المؤسسات على مايزيد عن نصفها.
واتجهت تعاملات الأجانب والعرب للشراء فيما مالت تعاملات المصريين نحو البيع مما قلص الأرباح الصباحية للمؤشر والتي بلغت 3.6 % فى مستهل التعاملات .
وشهدت الأسهم القائدة ارتفاعات جماعية بنسب تراوحت بين 0.5% و7% تصدرتها أسهم حديد عز، والمجموعة المالية هيرمس، و أوراسكوم تليكوم، وأوراسكوم للإنشاء.
وكانت اكبر الارتفاعات من نصيب أسهم أجواء للصناعات الغذائية، ومصر للفنادق، والبنك الوطني للتنمية، والسادس من أكتوبر للتنمية، بنسب تراوحت بين 5 و 10 %.
عالمياً، شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاع قوي اليوم الاثنين، بعدما اتفق صناع السياسات الإقتصادية العالمية على حزمة انقاذ بنحو تريليون دولار من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق المال العالمية، وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 3%، وقال «كلاوس وينر» رئيس الأبحاث في «جنرالي انفستمنتس»، "اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءاً حاسماً لردع هجوم المضاربين على اليورو ومن شأن ذلك أن يكون كافياً لإحداث نوع من الهدوء في السوق"، وتابع "ما حدث أمر عقلاني وبعث برسالة قوية الى السوق بأنه لن يسمح بانهيار اليورو".
وجرى الاتفاق على حزمة الانقاذ من جانب الاتحاد الأوروبي ووزراء المالية بمنطقة اليورو ومحافظي البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي خلال مفاوضات جرت مطلع الأسبوع لحل أزمة ديون اليونان التي هددت بهبوط حاد لليورو وبزعزعة وحدة منطقة اليورو.
ويعد الاتفاق هو الأكبر في أكثر من عامين منذ أن اتفق زعماء مجموعة العشرين على ضخ سيولة في الاقتصاد العالمي عقب انهيار بنك «ليمان براذرز».
وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 في بورصة لندن 1.5 % في حين زاد مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 2.4 % .
وعلى الجانب العربي، فقد ارتفعت البورصات العربية بشكل جماعى بنسب تراوحت بين 0.4% و 3.5% تصدرتها بورصة الدوحة و السعودية والكويت ودبى .
ووصف متابعون للسوق المصرى جلسة اليوم، بأنها رد فعل طبيعى لهبوط أمس، مؤكدين أن الصعود مدعوم بصعود الأسواق الأوروبية.
وقال «محمد عبد الرحيم» محلل مالي، إن السوق رغم صعوده اليوم، إلا أنه ينتظر متابعة الأسواق الأمريكية والتي سيكون لها تاثير كبير على كامل الأسواق العالمية والمحلية، مشيراً إلى أن صعود اليوم هو رد فعل طبيعى للهبوط.
وأضاف أن حالة القلق مازالت موجودة لدى أغلب المستثمرين بشأن أزمة «ديون اليونان» ومدى تأثيرها على الأسواق الأخرى، موضحاً أن الوضع لن ينتهي بين يوم وليلة لكن الوضع يحتاج لبعض الوقت حتى تعود الأسواق لحالتها الطبيعية.
واتفق الدكتور «ماهر جامع» خبير أسواق مال مع سابقية، لافتاً إلى أن السوق ينتظر تطورات إيجابية بشأن خطة الإنقاذ، موضحاً أن بيوت الاستثمارمازالت تدرس مدى تأثير السيولة التي سيتم ضخها فى الأسواق على الأزمة وهل هي كافية من عدمه.
من ناحية أخرى أعلنت مجموعة طلعت مصطفى القابضة، عن موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية على فك تجميد أسهم مؤسسي الشركة،ً لأن الشركة قد أصدرت القوائم المالية عن العام المالي المنتهى في 31 ديسمبر 2009 .
وأضافت المجموعة، في بيان اليوم تلقته إدارة البورصة، أنه بذلك سيتم فك تجميد حوالي 508.6 مليون سهم و تكون كافة الاسهم المملوكة للمؤسسين وشركة "تي ام جي للاستثمار العقاري و السياحي" و البالغ عددها 12.6مليار 416 سهم يمكن تداولها ابتداء من اليوم فيما تنتظر شركة بايونيرز القابضة للاستثمارات إعلان ميزانياتها لبدء فك أسهم المؤسسين بعد موافقة الهيئة على فط الحظر امس طبقا للقواعد.
وتنص قواعد وقوانين سوق المال على فرض حظر على تداول أسهم مؤسسي الشركات المقيدة بالبورصة لمدة سنة من تاريخ القيد .