x

قائمة اليونسكو: «7 آلاف سنة» و«ثلث آثار العالم» تُختصر في 7 مواقع

الأربعاء 10-04-2013 21:41 | كتب: إسلام عبد الوهاب |

حين تعلم أن هناك قائمة للتراث العالمى بكل أنواعه «التاريخى والثقافى والطبيعى»، تتبع منظمة «اليونسكو»، مسجلا فيها كل المواقع والأماكن التراثية ذات القيمة العالية حول العالم، بالتأكيد سيدور بذهنك فورا أن مصر تحتل فيها الصدارة، لكن الحقيقة أن مصر لها فى هذه القائمة سبعة مواقع فقط، والسبب أبناء هذا الوطن وحكومته.

أعلنت اتفاقية حماية التراث العالمى فى اليونسكو عام 1972، ولحقت مصر بها بخمسة مواقع عام 1979، ثم السادس عام 2002، والسابع والأخير عام 2005.

بالتأكيد أول من سجل فى القائمة كتراث ثقافى كان «أهرامات الجيزة» المصنفة ضمن عجائب الدنيا السبع، وأنشئت قبل 2500 عام قبل الميلاد، وشاركت «أهرامات دهشور» التسجيل فى القائمة والتى تحتوى على عدد من المجموعات الهرمية والآثار بالإضافة إلى جبانة «ممفيس» ومقبرتها.

مدينة الإله أمون «طيبة» عاصمة مصر فى عصرى الإمبراطوريتين الوسطى والجديدة، بها 14 معبدا فرعونيا، وقصور الكرنك والأقصر ومقابر وادى الملوك ووادى الملكات، شيدها الفراعنة على مدار 1500 عام، لتكون بذلك شاهدة على الحضارة المصرية، ولحقت بالقائمة كتراث ثقافى.

معبد رمسيس الثانى وهو المعبد الذى كان منحوتا من الجبل وشُيّد فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتم نقله أثناء بناء السد العالى إلى أبوسمبل، ودار عبادة إيزيس وهى الديانة الأقدم فى تاريخ مصر، فى جزيرة فيلة وغيرها من المعابد، تقع ضمن نطاق «آثار النوبة» والمسجلة فى قائمة اليونسكو كتراث ثقافى.

أحياء القاهرة وشوارعها ومبانيها وجوامعها ومدارسها وحماماتها- تقع ضمن نطاق «القاهرة الإسلامية» التى تأسست فى القرن العاشر، أدرجتها اليونسكو تراثا ثقافيا، كإحدى المدن الأقدم للعالم الإسلامى.

«أبومينا» مدينة مسيحيّة قديمة تقع غربى الإسكندرية، بُنيت على قبر الشهيد مارمينا المتوفّى عام 296، وحافظت على ما فيها من كنيسة وشوارع وأديرة ومنازل ومشاغل، وكانت المنطقة حتى العصور الوسطى المبكرة أهم مركز مسيحى للحج فى مصر، واكتشفها عالم الآثار الألمانى «كوفمان» عام 1905، وسجلت فى اليونسكو تراثا ثقافيا.

جبال جنوب سيناء، هناك جبل النبى موسى ودير سانت كاترين الأرثوذكسى، الدير المسيحى الذى يعد الأقدم حيث بنى فى القرن السادس الميلادى، حافظ على جدرانه ومبانيه كما يحتوى على مجموعات كبيرة من مخطوطات وأيقونات مسيحيّة قديمة، سجل عام 2002 باسم «منطقة سانت كاترين» تراثا ثقافيا.

«وادى الحيتان» الذى يتضمّن بقايا حفريات متحجرة نفيسة عن فصيلة الحيتان القديمة والمنقرضة اليوم، ويروى فيها تطور الحيتان من ثدييات بريّة إلى ثدييات بحريّة. وهو أكبر مواقع العالم الشاهد على هذه المرحلة من التطّور، وتتيح متحجرات أخرى متوفرة فى هذا الموقع التعرف على البيئة فى تلك الحقبة. الموقع الموجود فى الفيوم هو الوحيد المسجل فى القائمة تراثا طبيعيا عام 2005.

لماذا فقط السبعة السالف ذكرها هى الموجودة فى القائمة؟ توجهنا بالسؤال إلى «ياسمين صبرى» المعيدة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة الزقازيق والتى كانت قد تناولت فى رسالة الدكتوراه إدارة ومراقبة ترشيحات قوائم التراث العالمى الثقافى، تحت عنوان «مدخل متكامل لتفعيل ضوابط اتفاقية اليونسكو لعام 1972 فى مصر»، وكانت الإجابة أن مصر لديها 32 موقعا ضمن القائمة المؤقتة التى تنتظر رد اليونسكو وخبرائها لضمها للقائمة الرئيسية، فـ«التسجيل فى القائمة يحتاج وقتا طويلا».

من أبرز المواقع الموجودة فى القائمة المؤقتة: واحة سيوة، ومنطقة شمال سيناء الأثرية، ومعبد هاتور لرمسيس الثالث، ومنطقة الفيوم، ومحمية رأس محمد، وواحات الصحراء الغربية، وأديرة وادى النطرون، ومنطقة أبيدوس الفرعونية، ومنطقة المنيا.

«المشكلة الحالية أن موقع أبومينا معرض للخروج من القائمة» تقول «ياسمين»، وأكدت أن اليونسكو سجلت «أبومينا» تراثا معرضا للخطر منذ عام 1200، ولكن لم ينتبه أحد، والموقع قد يخرج من القائمة فى أى لحظة.

ليس فقط «أبومينا» بل إن «القاهرة الإسلامية» الآن محط أنظار اليونسكو، وقد تنضم إلى التراث المعرض للخطر فى أى وقت، وهذا ما أكدته «ياسمين»، تقول: «وصلت إلينا أخبار من مصادر غير رسمية تؤكد أن ما يحدث للمبانى المعمارية والتراثية فى القاهرة من نهب وسرقة وعدم ترميم، يعرض موقع القاهرة الإسلامية إلى قائمة التراث المعرض للخطر».

فيللات القاهرة، وعمارات وسط البلد، وتراثنا الذى يراه الناس حجارة وخشبا -هى نطاق القاهرة الإسلامية والخديوية، وبعد الثورة انتشرت الفوضى التى أدت إلى التفريط فى هذا التراث، والحكومة لا تسمع ولا ترى ولا تتحرك، تقول «ياسمين»: «مفيش احترام للمبانى التراثية، وحتى الترميم لما بيحصل بيكون غلط، وعملنا تقارير ومفيش حل».

المواطن الذى لا يعرف كيف يستفيد من الأماكن التراثية المغلقة، كيف يمكن توعيته، تقول «ياسمين»: «لابد أن يعرف أولا أن هذا تراث بلده، وأن تنمية هذه الأماكن واجب، وأن وجود هذه الأماكن فى كل حى يسهم -عند الحفاظ عليها- فى جذب السياحة التى تدر دخلا قوميا ودخلا شخصيا مباشرا، كما أن إقامة أنشطة ثقافية فى تلك الأماكن تسهم فى رفع توعية المواطنين تجاه تراثهم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية