ناشدت منظمة «أنقذوا الأطفال»، المعنيّة بالدفاع عن حقوق الأطفال، أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يفعلوا المزيد من أجل أطفال سوريا، وقالت إن مليوني طفل سوري تقريبًا بحاجة للمساعدة بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ عامين.
وانقسم مجلس الأمن على نفسه منذ تفجر الصراع، إذ تستخدم روسيا الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد ومعها الصين حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي إدانة لحكومة «الأسد» أو محاولة لفرض عقوبات عليها.
وقالت منظمة «أنقذوا الأطفال» في تقرير قُدِّم إلى المجلس الذي يضم 15 دولة «منذ أن تفجرت الأزمة في سوريا كان الأطفال هم الضحايا المنسيين يواجهون القتل والصدمة والمعاناة ويحرمون من المساعدات الإنسانية الأساسية».
وأضاف التقرير «يتزايد تعريض الأطفال مباشرة للأذى كما يجري تجنيدهم من جانب الجماعات المسلّحة والقوات (الموالية للحكومة). هناك تقارير عن استخدام أطفال في سن الثامنة كدروع بشرية».
وذكر التقرير أن المخاطر التي تحيق بالأطفال تبدأ قبل مولدهم إذ تتعرض المستشفيات والعاملون في مجال الرعاية الصحية للهجمات، وتحجم النساء عن الذهاب للمستشفيات. وأضاف أن نحو مليوني طفل سوري في حاجة للمساعدات.
وقال التقرير: «يعني هذا أن المزيد من حالات الولادة تتم في المنزل في غياب (قابلة) ماهرة»، مضيفًا أن الحصول على الغذاء مشكلة خطيرة أيضا تعاني منها العائلات السورية.
وفي الشهر الماضي قالت «أنقذوا الأطفال» وهي منظمة خيرية غير حكومية مقرها الولايات المتحدة إن أطفال سوريا يتعرضون لإطلاق النيران والتعذيب والاغتصاب.
وقالت كارولين مايلز، المديرة التنفيذية للمنظمة، إن الرسالة الرئيسية التي أبلغتها لمجلس الأمن هي أنه يجب تحسين سبل توصيل مواد الإغاثة ودفع أموال المساعدات التي تم التعهد بها.
وذكرت «مايلز» أن «التعهدات بحماية الأطفال في سوريا لا تزال غير ممولة فعليًا»، مضيفة أنه لم يتوفر التمويل سوى لأقل من ثلاثة في المائة من مجمل التعهدات بحماية وتعليم الأطفال في سوريا.
جاءت تصريحات «مايلز» بعد أن قالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، أن الأموال المخصصة للإنفاق على الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين في الأردن والدول المجاورة على وشك النفاد في أقوى تحذير تصدره المنظمة الدولية بهذا الشأن.
وقالت «مايلز» إنها طلبت من أعضاء مجلس الأمن الضغط على كل أطراف الصراع ومن بينهم الحكومة السورية لتحسين سبل توصيل المساعدات وهي مسألة وصفتها بأنها أصبحت مسيسة بدون داع، وتابعت: «هناك وسائل لضمان توصيل المساعدات ومواد الإغاثة».
وذكرت أن الأطفال يتعرضون للاستغلال الجنسي وأن بعض الآباء يقولون إنهم يزوجون بناتهم لحمايتهن، واستطردت «نذّكر الناس (في مجلس الأمن) بأن هؤلاء بشر حقيقيون يعانون».