أكد «رجب معتوق» الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أن الاتحاد يبحث حالياً مع الحكومة الكويتية أزمة ترحيل عدد من العاملين المصريين من الكويت على خلفية تأييدهم ترشيح الدكتور «محمد البرادعي» للانتخابات الرئاسية، رافضاً في الوقت نفسه الكشف عن تفاصيل المفاوضات تجنباً لأي تأثيرات سلبية قد تلحق ببقية العمال في الكويت.
وقال «معتوق» في تصريحات صحفية الجمعة بمقر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، على هامش زيارته القاهرة لحضور احتفالات عيد العمال، إن غالبية الدول العربية ترفض أن تمارس العمالة المستقدمة من دول أخرى أعمالاً سياسية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي من وجهة نظرها على الأوضاع الداخلية والأمنية بها، مضيفاً:"نحن في كل الأحوال لابد أن نساند العمال العرب بغض النظر عن رضاء أو غضب الحكومات منا".
وأشار «معتوق» إلى أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غير منزعج مما يحدث في مصر من احتجاجات وإضرابات عمالية "خاصة وأن جميعها احتجاجات مطلبية تتوافق مع القانون والاتفاقيات الدولية"، معتبراً أن هذه الاحتجاجات تساعد النقابات على أن ترفع سقف مطالبها أثناء المفاوضات حول حقوق العمال.
وأكد «معتوق» أن الاتحاد يدعم التعددية النقابية، ولكن شريطة أن تنبع من العمال أنفسهم، وليس من خلال دعم خارجي من قبل المنظمات الدولية وبعض الدول التي يوجد عليها العديد من المخالفات وتسعى لـ"تخريب البلاد العربية" .
وأضاف أنه سيكشف خلال مؤتمر العمل الدولي، المزمع عقده في يونيو المقبل بجنيف أن العديد من الموظفين التابعين لمنظمة العمل الدولية، يمارسون "دوراً تخريبياً" في الدول العربية وفي الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وقال إن المنظمات الدولية تتعامل بازدواجية في القضايا المتعلقة بالدول العربية، فيما يتعلق بالحريات النقابية، موضحا أنها تعيب على الدول العربية وجود مركزية في النقابات في ذات الوقت الذي تتجاهل فيه العديد من الدول الأوروبية .
وأشار «معتوق» إلى أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يبحث حالياً مع دول الخليج وبخاصة السعودية والكويت وعمان وقطر إلغاء نظام الكفيل بها، مؤكدا أن الكويت يدور بها حاليا نقاش على مستوى متقدم في هذا الصدد، ومن المتوقع أن تعلن أكثر من دولة عربية مع نهاية العام الحالي إلغاء هذا النظام بها الذي يشبه العبودية.
في سياق متصل، حذر «معتوق» دول الخليج من الاستمرار في استقدام العمالة الآسيوية بدلا من العربية، مشيراً إلى أن التأثير الديموغرافي على الشعوب العربية سوف يكون كبيراً، خاصة في حالة مطالبة العمالة الآسيوية بالجنسية وتخصيص مقاعد لتمثيلها في البرلمان، ولفت إلى أن مشاكل وجود تلك العمالة تظهر بوضوح في إمارة دبي التي يمثل العمال الأجانب بها نحو 86% من عدد السكان.