وصفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية ما يحدث في مصر الآن بأنه «حصار للمسيحيين» في وقت تهاجم فيه الجموع الكاتدرائية بالقاهرة، مضيفة أن مراسلها رأى تبادل نيران بعد أن قامت مجموعة مسلحة بإطلاق النار على جنازة 4 مسيحيين قتلوا في اشتباكات طائفية.
وأوضحت أن مئات المسيحيين وقعوا تحت الحصار داخل الكاتدرائية القبطية الليلة الماضية في وقت شنت فيه قوات الأمن والسكان المحليون، وكان بعضهم مسلحا بالمسدسات، هجوما مطولا وغير مسبوق على الكاتدرائية.
وقالت إن المعركة اندلعت بعد جنازة ضخمة لأربعة مسيحيين قتلوا في اشتباكات عنيفة حدثت بعد رش جرافيتي مسيء على جدار أحد المعاهد الإسلامية.
من جانبها، قالت كاترينا ستيوارت، في مقال نشرته «إندبندنت» أيضا الإثنين، إن المسيحيين صاروا هم الهدف الأسهل في الأوقات العصيبة التي تمر بها مصر، مشيرة إلى ما فعله الجيش بالأقباط في مجزرة ماسبيرو منذ 18 شهرا مضت، فيما اعتبر أسوأ هجمة على الأقلية المسيحية في السنوات الأخيرة.
وأضافت ستيوارت أن بعض المحللين قالوا إن جنرالات الجيش الحاكمين وقتئذ كانوا يحولون مسار الغضب عنهم إلى الأقباط.
وأشارت إلى أن التوترات بين المسلمين والمسيحيين في مصر اندلعت على مدار السنوات، سواء تحت حكم ديكتاتورية مبارك العسكرية أو الحكومة الإسلامية الجديدة، إلا أن ما يحدث في الجزء الأكبر من تلك الصراعات بين الطرفين هو أن المسيحيين أثبتوا قدرتهم على التهوين من شأن عقيدتهم عندما يضطرون إلى ذلك.
وقالت إن الهجمات في السنوات الأخيرة، ومنها تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية 2011 زادت مخاوف نشوب صراع طائفي، ومنذ سقوط مبارك تجرأ الإسلاميون مما أجج اشتباكات أكثر.
واختتمت بالقول إنه رغم تعهد الرئيس مرسي بحماية الأقباط، فإن الكثيرين يخشون أن يأتي الخطر الحقيقي من الإخوان المسلمين بعد أن رأت الجماعة شعبيتها تتناقص بمرور الشهور الأخيرة، وشعرت بالتهديد المباشر من الاضطرابات واسعة الانتشار التي تزداد، بسبب الغضب من الأوضاع الاقتصادية، مؤكدة أن هناك مخاوف من أن يتم إلقاء اللوم على المسيحيين المضطهدين بالفعل.