x

10 مشاهد تروى وقائع الفتنة في 28 ساعة بالخصوص (ملف خاص)

الأحد 07-04-2013 20:46 | كتب: صفاء صالح |
تصوير : محمد هشام

قصة حب تنشب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية تنتهى بالزواج وهروب الفتاة من منزل أسرتها، معاكسة شباب مسيحيين لفتاة مسلمة بالطريق العام، أو ضم أرض لكنيسة بغرض توسيعها دون ترخيص، أو تصريح، كلها أسباب اعتادت آذان المصريين على سماعها مقترنة بعبارة «الفتنة الطائفية»، ولكن الجديد هذه المرة فى أحداث الفتنة الطائفية بمدينة الخصوص بالقليوبية هو ظهور عبارة «شعار النازية»، صليب معقوف رمز لألمانيا النازية والقائد الألمانى أدولف هتلر، واسم لطفل يدعى «صالح» ألصق اسمه بشعار النازية على جدار المعهد الأزهرى الابتدائى بالخصوص والملحق بمسجد «الهدى النبوى».

وعلى مدار 28 ساعة تتابعت أحداث حرق، وسقط قتلى من الطرفين، ثم تجمهر أمام الكنيسة، ومطالبة من القس بحماية من الجيش، تبعتها جلسة عرفية لحقن الدماء حتى يتم دفن الضحايا، مشاهد عشرة صنعت فتنة طائفية بمدينة الخصوص، انتهت بصلوات أمام الكنيسة لم تخل من إطلاق النيران.

المشهد الأول: رسوم نازية

تداعيات أحداث الفتنة الطائفية بمدينة الخصوص

فى حوالى الساعة السادسة مساء يوم الجمعة الماضى كان مجموعة من الطلبة يقفون أمام حائط المعهد الأزهرى الابتدائى بالخصوص محاولين إزالة بعض الرسوم من على الحائط والتى تحوى صليباً معقوفاً ومجموعة من الأسماء منها صالح وبصلة وزيتونة والشبح من أسماء المراهقين الذين يطلقونها على أنفسهم كنية عن قوتهم وسط أقرانهم، أصدر الصبية بعض الجلبة أثناء وقوفهم أمام الحائط المواجه لمنزل فاروق إسكندر، أحد أكبر رجال المنطقة نفوذاً وقوة وثراء، وإثر ذلك رش واحد من آل إسكندر الماء على المتجمهرين.

المشهد الثانى : سقوط أول ضحية

خرطوش

قام أحد سكان المنزل بإطلاق الرصاص العشوائى مما تسبب فى إصابة محمد محمود (18 سنة) والذى كان يجرى مختبئاً من الرصاص، ويصاب آخر فى إحدى ساقيه. يقف سيد صبرى، 30 سنة، حداد، منفعلاً أمام الجدار وبلوك الكهرباء الملاصق له، حيث كتبت عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، لكن عبث الأطفال جعلهم يكتبون على باب هذا البلوك أسماءهم مرة أخرى فكتبوا عبارات مثل (محمد + المجرى)، (عبده زيتونة + محمد بلونة) ليصادف موقع علامة الـ(+) على لفظ الجلالة ولكن محمد والجميع الآن يعتبرون تلك العلامة صليباً آخر قصد به الإساءة للفظ المقدس.

المشهد الثالث :إمام المسجد يستغيث بالمسلمين وحرق عمارة آل إسكندر

ثقب جدار مسجد فى اشتباكات الخصوص

عقب تدافع الطلقات من السلاح الآلى وإصابة محمد محمود، 19 سنة، طالب بالصف الثالث الثانوى الصناعى، والذى تقيم أسرته بمنزل يواجه باب المسجد الذى حازت جدرانه نصيباً من بعض الطلقات، الأمر الذى دفع إمام المسجد ماجد السيد لإطلاق نداء استغاثة من ميكروفون المسجد لكل المسلمين، مؤكداً تعرض المسجد لهجوم بالرصاص وأن المسلمين يقتّلون على يد المسيحيين، فإذا بأعداد تتوافد ممن وصفهم شهود العيان بأنهم ملثمون، ويقوم الأهالى مع الوافدين الجدد بعمل زجاجات مولوتوف وإلقائها على عمارة آل إسكندر.

المشهد الرابع :حرق منازل وسيارات وحضانة أطفال

حرق السيارات فى «اشتباكات الخصوص» من الكاتدرائية

كما طلب إمام المسجد الغوث على الملأ، قام آل إسكندر الذين شعروا بالرعب بعد تطور الأحداث بالاتصال بمعارفهم وذويهم من المنطقة والمناطق المجاورة، فإذا بالبعض يأتى من الشوارع الجانبية ويطلق الأعيرة النارية ليجبر المسلمين على التجمع فى المنطقة أمام المسجد، بعيداً عن العمارة، وبالفعل نجحوا فى تهريب عائلة إسكندر بالكامل. وعندما اكتشف المسلمون ذلك قام عدد منهم بحرق منزل فاروق إسكندر وهو عبارة عن عمارة 12 دوراً ظلت الأدخنة تنبعث منها حتى ساعات متأخرة من مساء السبت.

المشهد الخامس :إطلاق النار على الكنيسة

أهالي ضحايا «اشتباكات الخصوص» من الكاتدرائية

شاعت عبارات تخبر المسلمين أن آل إسكندر مختبئون بكنيسة مارجرجس وأن الأمن يحميهم، فتوجه المسلمون إلى الكنيسة التى سبقهم إليها المسيحيون لحمايتها، بعد أن شاع بينهم أن المسلمين يريدون حرقها. توافد المسيحيون على الكنيسة من الخصوص و المطرية وزرايب عزبة النخل، بينما تزايدت أعداد الملثمين من المسلمين. بين الفئتين كان السلاح سيد الموقف، البعض مسلح والبعض أعزل وتقف بين الفريقين سيارة أمن مركزى وحيدة، كان دورها إطلاق الغاز المسيل للدموع بمجرد بدء تبادل إطلاق النار الذى استمر بداية من التاسعة مساء الجمعة وحتى الرابعة من فجر السبت والذى راح ضحيته 5 من المسيحيين بطلقات فى الصدر والرأس

المشهد السادس :عزاء محمد محمود

أهالي ضحايا «اشتباكات الخصوص» من الكاتدرائية

يوم الجمعة الماضى قرر محمد الحصول على عطلة لنصف يوم ليقضيها مع أمه وأبيه وإخوته البنات. محمد الطالب بالصف الثالث الثانوى يعمل فى الشرابية فى شادر للسمك ويقيم مع جدته لأمه، ولكنه اشتاق لهم وطلبت الأم منه أن يأتى ليتناول معها الغداء بعد أسبوع كامل لم تره فيه. على كرسى خشبى متواضع أمام المسجد جلست والدة محمد تصرخ ودموعها متحجرة لا تستطيع الخروج من عينيها.. ياريتنى ما قلت لك تعالى يا محمد، كنت واحشنى وكان نفسى أخدك فى حضنى ماكنتش أعرف إنها آخر مرة، حطيتله الأكل ودخلت أعمله كوباية شاى، سمع الخناق ونزل يشوف فيه إيه، لا حيلته حتى أرض ولا مال يتخانق عليه، هيتخانق ليه؟».

المشهد السابع :عزاء عصام تادروس

أهالي ضحايا «اشتباكات الخصوص» من الكاتدرائية

فى إحدى حارات شارع المهندس فاروق المتفرع من شارع الكنيسة، فى شقة متواضعة بمنزل اكتفى أهله بطلائه الأسمنتى لا يختلف عن منزل أسرة محمد محمود وعلى حصير من البلاستيك الملون جلست والدة عصام. وبصوت مبحوح لا يكاد يسمع تضرب على صدرها بحرقة، وتقول: «نشتهيك يا عمرى، ماكانش ليك يا ضنايا، كنا بنتسند عليك يا بوى، على عينى يا ولدى».

المشهد الثامن: وفى الصورة مسلم ومسيحى إيد واحدة

أهالي ضحايا «اشتباكات الخصوص» من الكاتدرائية

طوال المسافة بين منزلى الضحيتين والتى لا تتجاوز 5 دقائق سيرا على الأقدام، يهاجم المسلمون فى شارع المسجد الشرطة ويتهمونها بأنها تحمى الكنيسة والمسيحيين فقط، وعلى الرغم من ذلك أصرت أسرتان مسلمة ومسيحية على الجلوس سوياً لالتقاط الصور، والتأكيد على العلاقات الطيبة بينهما، على بعد خطوات من اشتباكات مسلحة.

المشهد التاسع: المصالحة

مصالحة بين الأقباط والمسلمين بكنيسة مارجرجس

فى السابعة من عصر يوم السبت توجه الأب سوريال يونان، قس كنيسة مارجرجس، إلى مطرانية شبين القناطر، حيث اجتمع مع نيافة أنبا بطرس، أسقف عين شمس، ومحمد الكومى، سكرتير عام حزب المصريين الأحرار، وبحضور ممثلى «بيت العيلة» وهما الدكتور محمود العزب، مستشار شيخ الأزهر، والأنبا باسيليوس والمعلم إبراهيم عبدالملاك، من القيادات المسيحية بمنطقة الخصوص، واثنين من القيادات الأمنية بالقليوبية وخلال هذه الجلسة تم الاتفاق على عقد جلسة عرفية بكنيسة مارجرجس فى نفس اليوم.

المشهد العاشر: الصلاة أمام الكنيسة

صلاة أمام الكنيسة

بعد هذا الاتفاق خرج الأب سوريال يونان إلى الشباب أمام الكنيسة وأخبرهم أن الأمن سيتولى تأمين الكنيسة وأن عليهم الهدوء والعودة إلى منازلهم، ثم دلف إلى داخل الكنيسة، وهنا بدأ المتظاهرون المسيحيون فى رفع الصلبان الخشبية مع تلاوة بعض التراتيل والصلوات، وفى أثناء ذلك قام بعض الشباب بترديد شعارات مناوئة لحكم مرسى والإخوان ومطالبة بحق الشهداء، فإذا بشاب مسلم كان يقف فى حذر على مقربة يدخل فى صفوفهم ويصرخ فيهم: «كفاية بقى، هى دوشة، فدفعه بعض الشباب المسيحى خارج صفوفهم وتبادلوا معه الشتائم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية