x

عالم اجتماع: «الإخوان» تتبع خطة لإنهاك الشعب ثم تضرب الضربة القاضية.. (حوار)

الأحد 07-04-2013 17:51 | كتب: كريمة حسن |
تصوير : سمير صادق

قال عالم الاجتماع، الدكتور على ليلة، الأستاذ بجامعة عين شمس، إنه يحمل الإخوان المسؤولية كاملة عما يحدث فى مصر الآن، وإنهم يتبعون خطة لإنهاك الشعب ثم سيضربون الضربة القاضية.

وأكد «ليلة» أن نظام مرسي وجماعة الإخوان لا بد أن يزولا ووصفهمها بـ«الديكتاتوريين»، وأشار إلى أن ما يحدث الآن يجذب جماهير أخرى نحو الثورة، بعد أن كانت مجرد جماهير ساكنة، وأن جبهة المعارضة تمثل «إنقاذا» حقيقيا لمصر. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى ما يحدث فى المجتمع المصرى؟

- نحن الآن نعيش الفترة التى تتبع الثورات دائماً، فعندما تطيح الثورة بنظام، وتبدأ فى بناء نظام جديد يمر المجتمع بحالة من الفوضى، وتتشكل فئات معينة، وكل فئة لها مطلب معين، ولها تصور معين لشكل النظام السياسى الذى ينبغى أن يكون.

زد على ذلك أن جماعة جاءت- كانت خارج الفعل السياسى- سلبت أثمن ما لدينا وهو الثورة، وهى جماعة الإخوان. فتخيلوا مجتمعاً ناضل من أجل ثورة، وتحمل حرمانات تاريخية كثيرة وكبتاً تاريخياً وفجأة يكون على حافة تسلب منه ثورته.

لذا، لا بد أن يكون هناك عنف من أجل استرجاع الثورة من مخالب وحش، وهذا هو سبب العنف الذى نعيش فيه بصورة عامة، وسبب الفوضى التى نعيش فيها بشكل أساسى، فلم نتصور تاريخياً، ولا نتصور مستقبلاً أن جماعة كانت تحت الأرض، ولها تصورات منحرفة عن الدين وعن السياسة ستأخذ فجأة أغلى ما لدينا، ولذلك الخريطة المصرية بكاملها مشتعلة، لأنها تحاول أن تسترجع الثورة.

■ سيُرد بأن الدكتور مرسى منتخب، ونجح بنسبة 51%.. بم تعلق؟

- أنا أؤمن بصندوق الانتخابات النظيف، وليس المزور أو الذى اشترينا أصواته فى مجتمعاتنا الأمية الفقيرة، بكيلو سكر وزيت وما إلى ذلك، فإذا جاء رئيس بنسبة 100% بهذه الأساليب، فهو لا يعبر عن إرادة شعبه.

■ معنى ذلك أنك ترى أن الدكتور مرسى لا يعبر عن شعبه، وأنه جاء بتزوير الانتخابات!

- فليجمعوا حجم التزويرات التى تمت، ويخصموها من الـ51% سيجد نفسه يساوى شفيق أو أقل منه، وأنا شخصياً أبطلت صوتى، واعتبرت أن غير ذلك سيكون عملاً غير أخلاقى وسياسى، فلن أنتخب شفيق أو مرسى، ولكن الآن ليتنى أعطيت صوتى لشفيق، فهو فرد له عدد من السنوات، وسيرحل،

ولكن نحن الآن أمام جماعة، ولا أستطيع حتى الآن فهم سلوكها.

ولقد سمعت كل ما نشر عن قضية مطابع الأميرية والرشوة التى تعطى للناخبين، وسمعت ما جاء على لسان «الشاطر» الذى قال لـ«مرسى» فى إحدى الجلسات« احنا صرفنا عليك 600 مليون جنيه« 600 مليون جنيه! أين أنفقت؟ وهذا بجانب ما تم به الضحك على الغلابة. ولجنة الانتخابات نفسها أقرت وجود أخطاء فى الانتخابات وقرى الصعيد التى أغلبها أقباط، ومنعت من التصويت، وكل ذلك تشويه للعملية الانتخابية، وأنا شخصياً كنت سعيداً للغاية قبل الانتخابات، وقلت سيأتى رئيس على الأقل يعرف سجادة الصلاة، وقلت على الأقل، لن يأخذ منى شيئًا، وإنما سيهتم بالفقراء، فإذا برئيس يعمل ليل نهار، ليمكن جماعة معينة.

وهل نتصور أن رئيس جمهورية لديه محافظات تغلى، ويقتل فيها البشر، ولا يذهب إليها، فهل أنت تتكبر على شعبك؟! وهو ليس ابن طبقة عليا ولا من سلالة الفراعين فهو من الريف، وكنت أتصور أن يرق قلبه للفلاحين وللشباب الذين يموتون فى بورسعيد والمنصورة والقاهرة وغيرها.

ورد فعل الدكتور مرسى على كلمة «ارحل»:« هذه الكلمة لا تقال لى أنا، ده مجرد رأى».. فهل كان مبارك أرق منك على شعبه؟!، هذه كارثة، فأنا تصورت أنه أستاذ جامعى وعالم، ولكنى أيقنت بعد تجربته أن أساتذة الجامعة لا يصلحون لأن يكونوا رؤساء للجمهورية بهذه التجربة، لأنه حكمنا عسكرى له ضمير وطنى هو عبدالناصر وصنع تغيرات فى مصر، وعلى الصعيدين العربى والعالمى، لأنه كان يعبر عن إرادة أمته. صحيح أنه ارتكب أخطاء، ولكنها لا تلوث الثوب المصرى الأبيض، وصحيح أنه سجن شوية إخوان، ولكن يا ليته قضى عليهم، وخطأ عبدالناصر الصعب أنه لم يقض عليهم، وخلصنا، وانتهينا، ولم يكن لدينا هذا الوباء وهذا المرض.

■ هذا يقودنا للسؤال عن مخطط الأخونة، هل نقلق من هذا المخطط؟ أم نعطيهم فرصة ربما حاولوا النهوض بالمجتمع لينسبوا الفضل لأنفسهم؟

- الإخوان يتبعون خطة لإنهاك الشعب، وهناك ثلاث محافظات تغلى، وهو يتركنا نتظاهر حتى نتعب، وننهك مثل الملاكم الذى يترك منافسه يلف كثيراً ثم يضربه الضربة القاضية،ً وعلينا أن نعى هذه المسألة، ونعد أنفسنا لثورات طويلة الأمد والنفس، وتقترب من حصارهم، وحينها سينجح الشعب المصرى، فهم يدخلون بالشعب المصرى من أزمة كبيرة الى أخرى أكبر منها.

■ إذاً أنت تتفق مع الآراء التى تطالب بإسقاط النظام؟

- نظام مرسى وجماعة الإخوان لا بد أن يزولا، وعلينا أن نتخذ إجراءات فى صدد ذلك، فالمرشد يقول نحن سنقدم شهداء، تقدم شهداء ضد من: ضد أبناء وطنك؟! ومع ذلك نتركه، ولكن كيف كان هذا أستاذاً جامعياً؟ هل حين يقتل أبناء وطنه يصبح شهيداً؟ والله- سبحانه وتعالى- قال:«... مَن قتل نفساً بغير نفسٍ فكأنما قتل الناس جميعاً».

وما يحدث الآن يجذب جماهير أخرى نحو الثورة، بعد أن كانت مجرد جماهير ساكنة، لكنها تتحرك بوعيها الآن نحو الثورة، وهم سكان العشوائيات وغيرهم ممن كانوا فى حالة سكون

■ حركة الـ«بلاك بلوك» المستوردة من مجتمعات أخرى كيف تراها؟

«بلاك بلوك» حركة شبابية مستعارة من الخارج، وظهرت حينما قام شباب الإخوان المسلمين بالتنكيل بالثوار فى مذبحة الاتحادية، والـ«بلاك بلوك» وظيفتهم الأساسية حماية الثوار، والثائر يهتف سلمية سلمية والبلاك يقف حوله إذا جاء إخوانى، يتشاجر معه، فهى ظاهرة شبابية منطقية فى سياقها الثورى، والإخوان وقسوتهم ولدوا الظاهرة، وجعلوها تظهر بهذا الشكل.

■ ما تفسيرك لارتفاع معدل الجريمة فى الشارع، وجرائم القصاص للنفس، بدلاً من اللجوء لـ«القانون»؟

- مع نهاية حكم مبارك أخلاقنا تآكلت، وأصبحنا شعباً محتاجاً لتجديد أخلاق، كما أن الشرطة تفرغت بشكل أساسى لتنفيذ أوامر النظام السياسى، بضرب الثوار، ورصيد الداخلية من القنابل انتهى وأتوا بغيره من الولايات المتحدة الأمريكية التى طلبت منهم حذف كلمة مصنوع بالولايات المتحدة الأمريكية، والتى طبعت على القنابل، فأمريكا تخجل من شعبنا، ووزير الداخلية لا يخجل من نفسه، ولا من شعبنا، فهو يريد المنصب، ويطيع الإخوان طاعة عمياء، على خلاف واحد مثل جمال الدين أو السيسى.

■ هل صفات الديكتاتور تنطبق على «مرسى» وجماعته؟

- هو وجماعته ديكتاتوريون، وأنا لا أعرف توزيع الوظائف بينهم فى هذه الجماعة، لكنى تيقنت مؤخراً بأن الراجل مغلوب على أمره، فهو ضعيف، ولا يستطيع اتخاذ قرار، لذلك هو دائماً يحتجب، إلى أن تأتى له أوامر من الجماعة فيتكلم، وإذا تكلم، يتكلم كلام غير واع، لايقنع، أو يؤثر فى الآخرين.

■ ما رأيك فى جبهة الإنقاذ؟

- هى جبهة إنقاذ فعلاً، ولقد جعلت العالم يعرف أن هناك معارضة، وإذا تم الاتحاد معها، وتم وقف الانتخابات، فسيكون شيئاً عظيماً، فهى تضم البرادعى الذى بذر بذرة الثورة الأولى فى مصر، وحمل همَّ المجتمع، وإذا كان المجتمع يحب شخصاً، فضرورى كل الحب يوجه لهذا الرجل.

■ هل ترى أن انتخابات مجلس الشعب القادم ستكون مزورة؟

- قيل إن هناك 3 ماكينات لصناعة بطاقات الرقم القومى تمت سرقتها من وزارة الداخلية، وقاعدة البيانات أظهرت 9 ملايين زيادة، وهناك شخص واحد تكرر سمه 624 مرة، فهل هذا كله ليس مؤشراً لما تضمره الجماعة لمصر فى الانتخابات القادمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية