حذرت رويترز مما سمته «المخاطر السياسية بعد حكم مبارك»، وقالت: إن حالة عدم التيقن بشأن من سيقود مصر بعد الرئيس حسنى مبارك «82 عاما»، تمثل الخطر الداهم الذى يتعين متابعته عن كثب خلال العام المقبل، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2011، تضاف إلى ذلك بعض المخاوف المستمرة بشأن الحكم الرشيد والاضطراب الاجتماعى والتشدد الإسلامى.
وقالت فى تقرير كتبه - أدموند بلير - إن مبارك ليس له خليفة معين، ولم يفصح عما إذا كان سيسعى لخوض الانتخابات لفترة جديدة فى 2011، وإذا لم يفعل فإن أكثر وجهات النظر شيوعا هى أنه سيسلم السلطة لنجله جمال «46 عاما»، لكن نجل الرئيس ليست لديه خلفية عسكرية وهو ما يمكن أن يمثل عقبة فى سبيل وصوله إلى الحكم.
ولفتت رويترز إلى أن عدم اختيار مبارك نائبا له «يشيع حالة من عدم اليقين عن كيفية انتقال السلطة، ولا يتوقع معظم المحللين حدوث اضطرابات اجتماعية لكن الشكوك لاتزال باقية، بعد انضمام عشرات الآلاف من الأنصار إلى المواقع الإلكترونية التى تساند محاولة رئاسية قد يخوضها محمد البرادعى، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما يعكس الإحباط المكبوت والبذرة الكامنة لحركة احتجاجات».
وعن جماعة الإخوان المسلمين، قالت الوكالة «إنه على الرغم من كون الجماعة محظورة، إلا أنها الوحيدة القادرة على حشد الآلاف من الأنصار المنظمين، وربما تتحول إلى قوة فعالة، إن هى غيرت أسلوبها القائم على تحاشى الدخول فى مواجهة مفتوحة مع الحكومة».
وحذرت رويترز من حركة شعبية واسعة فى الشوارع، إذا ما تمكن أنصار البرادعى فى المواقع الإلكترونية من الاحتشاد على الأرض أو إذا ما غير الإخوان أسلوبهم. وقالت الوكالة إنه من الأسهل على البرادعى خوض الانتخابات على البطاقة الانتخابية لأحد أحزاب المعارضة القائمة، وأنه على الرغم من رفضه ذلك، إلا أنه أمامه حتى منتصف 2010 تقريبا حتى يبدل موقفه، وهو ما سيزيد من المنافسة ويزيد من حالة عدم اليقين بشأن أى انتقال للسلطة.
وبعيدا عن انتقال السلطة، قالت الوكالة إن قضية زيادة الأسعار من القضايا «الحساسة» التى تهدد بحدوث اضطراب اجتماعى واسع، فى بلد يصارع معظم سكانه البالغ عددهم 78 مليونا لتلبية احتياجاتهم الأساسية ويعيش خُمس مواطنيه على أقل من دولار فى اليوم، ولفتت إلى أن الإضرابات المطالبة بتحسين الأجور أصبحت أمرا عاديا على نحو متزايد، وذكرت أن التحركات والاحتجاجات العمالية الأخيرة تشير إلى قدرة النشطاء على حشد الجماهير بطريقة فعالة.