في الثالث والعشرين من ديسمبر 2013، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات إقرار المسودة النهائية للدستور، التي تقدمت بها الجمعية التأسيسية المسيطرة عليها أغلبية إسلامية تنتمي لحزبي الحرية والعدالة والنور، وأحزاب وشخصيات معبرة عن تيارات إسلامية أخرى بعد انسحاب معظم ممثلي الأحزاب والقوى المدنية، ليرسم طريق مستقبل المصريين، دستور تسببت عمليتا كتابته والتصويت على مسودته النهائية في إحداث انقسام واستقطاب حادين في المجتمع.
في الثاني من أبريل الجاري مرت 100 يوم على دخول الدستور المستفتى عليه رسميا حيز التنفيذ، بعد نشر نصه بالجريدة الرسمية، وخلال هذه المدة شهدت مصر توترات سياسية كثيرة، كما شهد فيها مواطنون مصريون انتهاكات واسعة لحقوقهم، التي نص عليها الدستور المثير للجدل نفسه.
وأقدمت السلطة التنفيذية ممثلة في جهاز الرئاسة ومجلسي الوزراء والمحافظين على اتخاذ قرارات تتناقض ونصوص الدستور، الذي كتبته أغلبية تنتمي لذات الاتجاه السياسي، الذي تنتمي له السلطة نفسها.
في التحقيق التالى ترصد «المصري اليوم» بعض مظاهر التجاوزات الدستورية التي تشهدها مصر، ويقع أثرها بشكل مباشر على الحقوق الدستورية الأساسية للأفراد، كما ترصد بعضًا من الانتهاكات المعلنة التي ارتكبتها السلطة التنفيذية بأجهزتها المختلفة لنصوص الدستور.
الحق فى العمل.. ضائع بين متاهات القضاء ودواوين الحكومة
كعادته فى نهاية كل شهر، توجه هانى محمد عبدالعال، أحد العاملين بشركة موبيكا للأثاث إلى مكتب الحسابات، بعد الإعلان عن قدوم الرواتب، لم يخطر بذهنه أثناء توجهه إلى الخزانة أنه سيلحق بطابور العاطلين مع من تم تسريحهم من الشركة طوال السنتين الماضيتين، والذين زاد عددهم على ألف عامل، بعد أن أمره موظف الحسابات أن يذهب إلى مكتب شؤون العاملين بالشركة، فاستقبله فور توجهه إلى المكتب المدير الإدارى، وأعطاه عنوان أحد مكاتب المحاماة بمنطقة عابدين...المزيد..
انتهاكات السلطة.. احتجاز أطفال وتعذيب وامتناع عن تنفيذ أحكام ■
المادة 31: «الكرامة حق لكل إنسان، يكفل المجتمع والدولة احترامها وحمايتها. ولا يجوز بحال إهانة أى إنسان أو ازدراؤه». فى العشرين من فبراير الماضى أصدرت المجموعة المتحدة لرعاية ضحايا التعذيب تقريراً قالت فيه إن الشهور الثلاثة من ديسمبر 2012 إلى منتصف فبراير 2013 شهدت وقوع 73 انتهاكا من الشرطة فى حق المواطنين فى ست عشرة محافظة، من بينها 36 حالة قتل على يد الشرطة و28 حالة سب وقذف و29 حالة تعذيب أمام رجال الأمن...المزيد..
«الحق فى التعليم».. و«حرية الفكر والرأى» من السلطة للطلاب: اشتغل سياسة أحرمك من العلم «على فكرة أنا محضر لك عيش وحلاوة وهتتسجنى، والقانون ده عند أمك».. لم تخرج العبارة السابقة من فم متحرش أو سياسى ينتهج العنف فى الدفاع عن وجهة نظره، بل ألقاها الأستاذ محمد عواد المدرس بمدرسة السيدة زينب الثانوية للبنات بالغربية فى وجه طالبته «سالى سيد هاشم»الطالبة بالمدرسة، بعد أن ألقت قصيدة موجهة للرئيس محمد مرسى فى الإذاعة المدرسية تحت عنوان «حِسّ بقى». ..المزيد..
«الحق فى الصحة» و«حقوق مصابى الثورة» وعود أمام كاميرات الفضائيات «اسأل عنه تعرف، طالب صيدلة نبيه، شاب موهوب التكوين، الشاب شاطر بكل معنى من معانى الشطارة الحقيقية فى بلد بيكره كل واحد مختلف وفريد. شاب يعرف يعيش دور الطالب فى كليته، ويتعلم اللعب فى دهاليز الشوارع والنواصى العجيبة، يشتغل فى الصيف فى وظيفة مؤقتة، ويتعلم القوة عشان يقف على أرض صلبة فى مواجهة حياة مستحيل فيها الهروب.. وهو ماكنش بيعرف جُبن الهروب، ماكنش بيعرف ضعف الاستسلام !!».. معاذ محمود عامر طالب بكلية الطب وصديق شخصى لمصاب الثورة معوض عادل معوض...المزيد..