تأتى الذكرى الخامسة لتأسيس حركة 6 إبريل فى أجواء مشابهة، قال عنها أحمد ماهر، مؤسس الحركة، إنها أسوأ مما كانت عليه أيام مبارك، وإن مجرد رحيل الرئيس مرسى لا يعنى إسقاط النظام، وإن الحركة تحيى الذكرى الخامسة لتأسيسها لإسقاط النظام وبناء نظام جديد يقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية، لافتاً إلى أن إسقاط الإخوان المسلمين لن يحدث بالأساليب القديمة كالمظاهرات والمسيرات التقليدية، لأنهم يجيدون هذه اللعبة، وإنما بآليات جديدة لا يتوقعونها.
■ ما الذى دعاكم لتأسيس الحركة فى 2008؟
- كنا مجرد جروب على «فيس بوك»، أسسته مع إسراء عبدالفتاح وعدد من الشباب لدعم فكرة الإضراب العام، وتضامناً مع إضراب عمال غزل المحلة فى 2008، ونجحت الدعوة، وكانت حملة الاعتقالات للشباب وأعمال العنف التى شهدتها المحلة على يد الشرطة، ثم تطورت الفكرة واتجهنا لتأسيس حركة سياسية مع مجموعة من الشباب لإحداث تغيير سلمى للنظام بآليات مختلفة عما كانت تنتهجها حركة كفاية.
■ هل أسست الحركة فى الأساس لإسقاط نظام مبارك؟
- أيقنا أن نظام مبارك فشلت معه كل محاولات الإصلاح، وكان يجب إسقاطه لبناء نظام جديد يقوم على أساس الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية عبر آليتين: الأولى إدخال الشعب فى المعادلة لصناعة التغيير، وهو ما نجحت فيه 6 إبريل فى مظاهرات «خالد سعيد»، والذكرى الأولى للحركة، وجميع الفعاليات التى شاركت فيه قطاعات واسعة من الشعب، وانتهت بمشاركة الشعب فى ثورة 25 يناير، أما الآلية الثانية فكانت صناعة البديل، وهو ما لم تنجح الثورة فى تحقيقه.
■ وهل تتعاملون مع نظام الإخوان باعتباره نظاماً جديداً أم خطوة للوراء؟
- هذا النظام امتداد لنظام مبارك، وأعترف بأننا أيدنا الرئيس مرسى ووقفنا بجانبه فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وكنا نتمنى أن يحدث تغيير، لكن للأسف عاد الاقتصاد أسوأ مما كان عليه، وعادت الداخلية كما كانت، وأصبحت كل انحيازات الرئيس بعيدة عن أهداف الثورة.
■ هل تعارضون نظام الإخوان باعتباره فاقداً للشرعية ويجب إسقاطه أم إصلاحه؟
- كما قلت الإخوان امتداد للحزب الوطنى، لذلك لابد من استمرار الثورة ضدهم حتى يسقط النظام.
■ وهل يمكن إسقاط نظام الإخوان بنفس آليات إسقاط نظام مبارك؟
- غير ممكن، وتعرضنا كحركة لانتقادات فى الفترة الأخيرة، لأننا استخدمنا آليات مختلفة غير المسيرات والمظاهرات التقليدية، فالآليات الحالية لن تسقط نظام الإخوان، فكثرة المسيرات والمظاهرات تجهد المشاركين، وأصبحت كل المظاهرات تنتهى بأحداث عنف وهو ما يؤدى لعزوف الشعب عن المشاركة فيها، إلى جانب أن الإخوان المسلمين شاركوا قبل الثورة من خلال الجمعية الوطنية للتغيير وبعض الحركات، وحتى بعد أن التحقوا بالثورة، لذلك فالإخوان يجيدون التعامل مع الآليات القديمة «لأنهم عارفين اللعبة»، لذلك كان من اللازم أن نستخدم آليات جديدة.
■ أنتم متهمون كحركة 6 إبريل بأنكم تعملون منفردين خارج نطاق القوى السياسية.
- نحن كحركة لدينا عقيدة اللاعنف، ونؤكد أننا لن نشارك فى نشاط قد يؤدى إلى عنف أو خارج أهداف الثورة، وما شاهدناه فى بعض فعاليات القوى السياسية لا يمس الثورة بصلة، فالذهاب للمقطم لمحاصرة مكتب الإرشاد بعد أن ضرب الإخوان بعض الشباب ليس ثورة وإنما «دى خناقة»، ومن حقى أن أشارك فيما أقتنع به، والهجوم الذى نتعرض له إرهاب فكرى، فإما أن نشارك معهم أو يتهمونا بأننا «إخوان» أو «خونة»، ونحن لن تفرض علينا المشاركة، وعليهم أن يحترموا الاختلاف، فعندما ذهبوا إلى مكتب الإرشاد بالمقطم ذهبنا نحن إلى منزل الرئيس مرسى ولم ندع أحداً ليشارك معنا وأوصلنا رسالتنا.
■ وما المغزى من وضع برسيم أمام منزل الرئيس ورفع ملابس داخلية أمام منزل وزير الداخلية؟
- من قبل الثورة وكل أفكار 6 إبريل يقال عنها إنها مجنونة، ثم يثبت الواقع بعد ذلك أننا على حق، فنحن أول من استخدم الرسومات على الحوائط لإعلان اعتراضنا، وأصبح فن الجرافيتى الآن من أهم وسائل التعبير عن الرأى، وكذلك مسيراتنا من ميدان التحرير إلى مجلس الشعب، أصبحت الآن عادة، أما البرسيم والملابس الداخلية فكانت من أفكار شباب الحركة، وكان لهم غرضان: الأول هو أن الرسالة يمكن أن نوصلها بطريقة أسهل من الطوب والمولوتوف، فكان البرسيم رسالة للنظام ربما لنقول لهم إنكم جماعة من الخرفان أو «إنتوا ورئيسكم بتمشوا ورا المرشد بتاعكم»، وأما الملابس الداخلية فهى رسالة للداخلية لأن أى نظام يقول لها اقتلى فتقتل، واقمعى فتقمع، فالداخلية لم تتعلم الدرس من سقوط النظام السابق وتعمل بنفس المنهج، وهو حماية النظام فقط ونسيت دورها الذى يجب أن تقوم به، أما الهدف الثانى فهو أننا نعمل بشكل تنظيمى، فالإخوان لا يمكن أن تواجههم إلا بتنظيم جيد إلى جانب عنصر المفاجأة.
■ لماذا لم تدع باقى القوى للمشاركة معكم فى فعاليات 6 إبريل؟
- دعونا كل الحركات والقوى، وتم التنسيق مع حزب مصر القوية والتيار الشعبى وحزب الدستور وبعض الحركات على الأقل، ومن المفترض ألا تنتظر القوى والحركات دعوة من أحد، لأن 6 إبريل ليست حكراً على الحركة، وإنما هى للجميع وليست لنا وحدنا، وعلى كل فصيل حر أن يشارك فى فعاليات اليوم، وأن يشارك فى فعالياتنا أو أن ينظم فعاليات أخرى، ليعلم النظام أن الجميع أصبح ضده.
■ فعاليات اليوم للمطالبة بإسقاط أم إصلاح النظام؟
- هدفنا الأكبر هو إسقاط النظام، والأدنى هو تحقيق بعض الأهداف مثل إقالة النائب العام واختيار آخر بآلية قضائية، وتطهير وإعادة هيكلة وزارة الداخلية التى لم تتعلم الدرس بعد، وتشكيل حكومة مستقلة لإنقاذ الاقتصاد الذى انهار بسبب حكم الإخوان.
■ ألا ترى أن إسقاط النظام بهذه السرعة خطأ؟
- الخطأ أن يستمر هذا النظام بهذه السياسات، فالثورة لم تحقق شيئاً حتى الآن للشعب، بل زاد الحال سوأ، والناس أوشكت أن تكفر بالثورة، رغم أن الثورة لم تحكم حتى الآن وبريئة من الكوارث التى تسبب فيها حكم الإخوان المسلمين.
■ هل تطالبون برحيل رئيس شاركتم فى دعمه واختياره؟
- لسنا وحدنا الذى دعمنا مرسى، فغالبية القوى دعمته فى المرحلة الثانية، والسبب هو عملية تفتيت الأصوات التى شهدتها المرحلة الأولى فى الانتخابات، فنحن بذلنا مجهوداً كبيراً لتوحيد مرشح المعارضة، لكن الجميع رفض التنازل عن الترشح لصالح الآخر، فكان أمامنا فى المرحلة الثانية إما دعم مرسى أو شفيق، «وعلى رقبتنا إن حد من نظام مبارك يحكم تانى، فاخترنا مرسى وجلسنا معه فيما عرف باتفاق (فيرمونت) وكنا نشك فى مصداقيته، لكن لم يكن أمامنا بديل سوى الاتفاق على تحقيق الحد الأدنى من أهداف الثورة،» فذهبنا ومعنا الدكتور عبدالجليل مصطفى ووائل غنيم وعدد من رموز المعارضة واتفقنا على وثيقة (فيرمونت)، وشكلنا الجبهة الوطنية، وفى النهاية انقلبت كل أطراف الاتفاق على مرسى، بل يقفون ضده الآن لأنه خالف كل وعوده التى انتخبناه من أجلها.
■ هل تتوقع أن يسقط نظام الإخوان بسهولة كما سقط نظام مبارك؟
- الإخوان أثبتوا فشلاً ذريعاً فى أقل وقت ممكن، لكن إسقاطهم يحتاج لأفكار جديدة وأساليب مبتكرة، فهم ينجحون بأساليبهم وقواعدهم بتفادى بعض الضربات، لكنهم إذا استمروا على نفس نهجهم سيسقطون لا محالة، فليس مكتوباً على مصر أن تُحكم بشكل سيئ، يجب أن يكون هناك تغيير حقيقى يشعر به المواطن، فالشعب يعيش نفس المعاناة التى كان يعانى منها فى عهد مبارك وزادت عليها موجة كبيرة من ارتفاع الأسعار والانفلات الأمنى وتدهور أحوال الشعب الاقتصادية.
■ هل تتوقع أن تشهد الذكرى الخامسة أعمال عنف؟
- نحن حركة قائمة على منهج «اللاعنف»، وأحذر من أن أى عنف سيحدث سيكون من الطرف الآخر وليس من جانبنا، فنحن ملتزمون بسلميتنا، وعليهم أن يلتزموا هم أيضاً، فأعمال العنف دائماً يكون مخططاً لها لتشويه الثورة والحركات، حتى يعزف عنها الشعب، وللأسف بعض القوى تقع فى هذا الفخ.. والنتيجة أن الجميع يدفع الثمن.