الشعار الذى رفعه عدد من الناشطين السياسيين لا يربطهم سوى «جروب» على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، لتحريض المصريين على الإضراب العام تضامنا مع عمال غزل المحلة، لم يكن سوى أغنية هادئة تبعث على الاسترخاء من أغنيات السيدة فيروز.
كان هدف الناشطين، الذين لم يطلقوا توصيفا على تجمعهم الشبابى حتى هذا اليوم: حركة.. منظمة.. حزب.. إلخ، أن تكون هذه الأغنية باعثاً للمواطنين على ما يمكن تسميته «شارك فى الثورة من على الكنبة».. وبقى المصريون فى البيت بالفعل.
تآمر الطقس يومها فجراً وهبت عاصفة رملية غطت سماء القاهرة.. وتسبب تصرف وزارة الداخلية بإذاعة بيانات ليلية يوم 5 إبريل تحذر المصريين من الاعتقال إذا شاركوا أو شاركوا فى أى تجمعات، فى إخافة قطاع كبير مما بات يعرف فيما بعد بـ«حزب الكنبة» فـ«خلوّهم بالبيت» فعلا، وتسبب قمع مكتب العمال ومكافحة الشيوعية بمباحث أمن الدولة فى فض أى تجمع صغير داخل المصنع فى إطفاء شرارة العمال. إلى هذا الحد كان اليوم سيمر بـ«استرخاء ثورى على الكنبة».. لكن أهالى المحلة رفضوا ذلك.
المدينة التى تسكنها أسر عمال مصانع الغزل والنسيج هبت لتدهس للمرة الأولى صورة مبارك تحت الأقدام، وتدق جرس الإنذار لقوات الشرطة أن قمعكم لن يمر بسهولة، وأننا سنواجهكم ولن نختبئ.. وكانت هذه فلسفة الحركة التى أطلقت على نفسها «6 إبريل» تيمناً بانتفاضة المحلة أو «بروفة الثورة»، قبل 5 سنوات مضت.