« أقف أمامكم اليوم كربانة سفينة تحاول توجيه دفة سفينتها وسط الأمواج المتلاطمة للتاريخ».. تعود هذه الكلمات إلى بارك كون هيه، وهى أول امرأة تتولى رئاسة «البيت الأزرق»، الوصف الذى يطلق يسمى على المقر الرئاسى فى كوريا الجنوبية، إلا أن «بارك»، بعد أيام قليلة من تولى منصبها وجدت نفسها فى وسط أزمة مع كوريا الشمالية وتهديد بحرب نووية.
وفازت بارك، وهى ابنة الديكتاتور العسكرى الراحل بارك تشونج هيه، فى الانتخابات الرئاسية فى 19 ديسمبر 2012، وباشرت عملها فى 25 فبراير الماضى لفترة رئاسية مدتها 5 سنوات.
وتمثل بارك، التى ولدت فى تايجو عام 1962، تيارا جديدا ومستنيرا فى معسكر المحافظين، حيث تؤيد تكفل الدولة بتوفير قدر أكبر من الرعاية الاجتماعية للمواطنين. وتواجه مهاماً شاقة، متمثلة فى إنعاش الاقتصاد وإدارة العلاقات مع جارها الشمالى صعب المراس، الذى تتبنى تجاهه مفهوم «الثقة السياسية»، الذى يتناقض مع الموقف الأكثر تشددا للرئيس المحافظ السابق لى ميونج باك. وظهرت بارك، التى ترى نفسها زعيمة صلبة، كـ«السيدة الأولى» فى سن الـ22 بعد مقتل والدتها فى محاولة اغتيال فاشلة كانت تستهدف والدها فى عام 1974. وبعد ذلك بـ5 سنوات اغتيل والدها على يد حرسه الخاص عام 1979، وتوارت بارك عن الأنظار طيلة سنوات قبل عودتها إلى المعترك السياسى فى كوريا الجنوبية.
امرأة ذكية وصاحبة مبادئ. ولعبت خلفيتها العائلية دورا كبيرا فى اختيار الناخبين لها، حيث لايزال والدها يحظى بتقدير قطاعات واسعة من السكان، خاصة كبار السن الذين يتذكرون النمو الاقتصادى السريع إبان فترة حكمه من1961 إلى 1979، رغم انتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبها.