نفذت القاذفة الأمريكية «بى 2» التى تعرف باسم «الشبح» طلعات جوية فوق كوريا الجنوبية فى مهمة قال مسؤولون أمريكيون إنها طلعة «دبلوماسية»، بينما اعتبرتها بيونجيانج خطوة استفزازية، وأن مشاركة تلك الطائرات فى الطلعات الجوية فى كوريا الجنوبية بمثابة تهديد لأمنها، وأصدر الزعيم الكورى الشمالى كيم جونح أون تعليمات بتوجيه صواريخ بلاده لضرب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وتتميز القاذفة «بى 2» بقدرات نووية، وهى قادرة على التخفى والهروب من الرادارات وأجهزة الرصد، وتحلق القاذفة «بى 2»، التى صنعت قبل 20 عاما، لساعات طويلة، وسجلت رحلاتها وقتاً قياسيا بلغ 44 ساعة، ويصل مداها إلى 11 ألف كيلومتر.
واستخدمت طائرات «بى 2» للمرة الأولى فى صربيا (1999) ثم فى أفغانستان وفى ليبيا عام 2011 للإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافى، وتعتبر «عنصرا مهما فى قدرة الردع الأمريكية وهى معدة لمهمات خاصة للقصف الاستراتيجى من علو مرتفع حتى 15 ألف متر وراء الخطوط المعادية، ويمكنها أن تحمل حتى 18 طنا من السلاح التقليدى أو النووى، منها 16 قنبلة بوزن 900 كيلوجرام موجهة بواسطة الأقمار الصناعية أو 8 قنابل «جى بى يو 37»، المضادة للتحصينات بالغة القوة.
وفى الثمانينيات خططت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لشراء 132 قاذفة كانت مهمتها اختراق المجال الجوى للاتحاد السوفيتى دون أن يتم رصدها، وتقلص البرنامج إلى حد بعيد بعد انهيار سور برلين عام 1989.
ورغم تصميمها كطائرة تفوق جوى ومقاتلة اعتراضية ومقاتلة، لكنها مجهزة لمهاجمة الأهداف الأرضية، والاضطلاع بمهام الإشارات الاستخبارية.
وينظر إلى المقاتلات الشبح باعتبارها مقاتلة لا تضاهيها أى طائرة حربية أخرى فى العالم، وباعتبارها عنصراً حاسماً للقوات الجوية التكتيكية، إذ تعتبر أغلى طائرة مقاتلة فى العالم ويبلغ سعر وحدة المقاتلة الشبح «سبيريت» 2.2مليار دولار، وبلغت التكلفة الإجمالية لتطويرها وإنتاجها منذ 2005، ما لا يقل عن 70 مليار دولار أمريكى، وبسبب تكلفتها الباهظة اكتفت الحكومة الأمريكية بـ21 طائرة فقط، وتصل سرعتها القصوى إلى حوالى (973 كم/ساعة)
وصممت الشبح بتقنيات عالية تتيح للطيار قدرة رصد العدو ومهاجمته قبل رصدها، وتحلق على ارتفاعات شاهقة وسريعة، وهى مزودة بمحركات تدعم الطيران طويل المدى، وتتمتع بقدرات قتالية عالية ضد الأهداف المحمولة جواً والأهداف الأرضية على حد سواء.
ويقتصر استخدام «الطائرة الشبح» على الجيش الأمريكى، وتعتبر عماد سلاح الجو الأمريكى، وترفض واشنطن بيعها لدول أخرى مخافة اكتشاف تقنية صناعتها، وتعتبر من مقاتلات الجيل الخامس التى تنتجها شركة «لوكهيد مارتن»، وهى طائرة مقاتلة تكتيكية متطورة تتميز بقدرات قتالية متفوقة وقدرة على مراوغة الرادارات الأرضية.
واعترضت العديد من المشاكل التقنية صناعة المقاتلة الشبح، منها مشكلة أنظمة الأكسجين بمقصورة الطيار التى تسببت فى حادث تحطم طائرة ومقتل طيارها عام 2010، وأوقف أسطول المقاتلات عن الطيران لمدة 4 أشهر.
ومع تهديد بيونجيانج بشن هجمات صاروخية على الولايات المتحدة يبدو أن الهدف من الطلعات توضيح مدى سهولة توجيه الولايات المتحدة ضربات لكوريا الشمالية، دون الحاجة لقواعدها العسكرية فى اليابان أو قاعدة «أوسان» فى جنوب سول.