x

سفير مصر بالدنمارك: أخشى وصول تيارات أكثر تشددًا إلى الحكم (حوار)

الأربعاء 03-04-2013 23:48 | كتب: محمد ماهر |
تصوير : اخبار

قال نبيل الحبشى، السفير المصرى بالعاصمة الدنماركية «كوبنهاجن»، إن الحركة الدبلوماسية الجديدة التى ربما تكون خلال الأسابيع القليلة القادمة لا يعلم عنها الدكتور عصام الحداد، مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى، شيئاً، مشيراً إلى أن «الحداد» فى الرئاسة يلعب الدور الذى كان يلعبه الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسى السابق لرئيس الجمهورية.

ونفى «الحبشى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، ما يتردد عن وجود محاولات لـ «أخونة الخارجية»، مؤكداً أن الآليات التى تتبعها وزارة الخارجية لا تتيح فى الأساس إجراء أى تغييرات جذرية فى تركيبة الدبلوماسيين الموجودين.. وإلى نص الحوار:

■ ما أوضاع الجالية المصرية بـ«الدنمارك»؟

- لدينا ما يقرب من 2500 مصرى مقيمين بـ«الدنمارك»، وأغلبهم لديه جنسية دنماركية بالفعل، ويرتكزون فى العمل بمهن مثل الهندسة والطب، كما يوجد بعض رجال الأعمال المشهورين، مثل عنان جلالى، الذى يتمتع بعلاقات واسعة مع العائلة المالكة فى الدنمارك والمسؤولين الحكوميين. والجالية المصرية من أفضل الجاليات العربية والإسلامية بالدنمارك، فهم لا يثيرون مشاكل ولا تقع منهم جرائم كبرى، كما تخدم السفارة أيضا نحو 50 مصرياً مقيماً بـ«ليتوانيا»، لأنه لا توجد سفارة لنا هناك.

■ ماذا عن مشاركتهم بالعملية السياسية؟

- للأسف، مشاركتهم ضعيفة للغاية، ولا تتجاوز الـ20% تقريباً، ربما بسبب ابتعاد أغلبهم عن العاصمة كوبنهاجن، لكن من وقت لآخر تكون هناك مظاهرات أمام السفارة، كما أنه مع موجة «توكيلات الجيش لإدارة شؤون البلاد» استقبلت السفارة عدداً من تلك التوكيلات.

■ كم عدد تلك التوكيلات بالتحديد؟

- 10 بالضبط، وعندما سئلنا من حرر تلك التوكيلات، وماذا سيفعلون بها، قالوا إنه سيتم إرسالها بالبريد، إلى وزارة الدفاع فى مصر، كما سيتم إرسالها للإعلام، وكسفارة لا نستطيع منع المواطنين من تحرير أى أوراق يريدونها.

■ ينتظر الجميع «الحركة الدبلوماسية» القادمة التى ربما ستكون بعد أسابيع قليلة للوقوف على مدى صحة ما يشاع عن محاولات أخونة الخارجية، فما تعليقك؟

- الخارجية المصرية محصنة ضد ما يسمى «الأخونة»، لأنها تعتمد فى الأساس على العمل الدبلوماسى المحترف، فنحن نعبر عن الدولة المصرية لا عن أشخاص أو نظام أو حكومة، ومحاورنا الأساسية فى السياسة الخارجية المصرية لم تتغير بتغير نظام الحكم، ومازالت لدينا العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وارتباطاتنا مع إسرائيل، وهكذا، والحركة الدبلوماسية القادمة تعتمد فى الأساس على ترشيحات الخارجية ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، وتُعتمد فقط من الرئاسة، ربما تكون لدينا ملاحظات هنا أو هناك، لكن الترشيح الأساسى يكون من الخارجية.

■ وماذا عن دور الدكتور عصام الحداد، مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى، الذى يقال إن دوره يتجاوز دور وزير الخارجية فى أحيان كثيرة؟

- غير صحيح بالمرة، فالدكتور الحداد لديه اختصاصات أخرى يمارسها، مثله مثل الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسى السابق لرئيس الجمهورية، وبالتأكيد هناك تنسيق وتعاون بين مؤسسة الرئاسة والخارجية، ومن المؤكد أن الدكتور الحداد همزة وصل فاعلة بين المؤسستين كغيره من المسؤولين الذى يضلعون بأدوار أخرى فى التنسيق بين المؤسستين، لكن ليس صحيحاً أن دوره طاغٍ أو مهيمن على الدبلوماسية المصرية.

ولدينا فى الخارجية وزير محترف، مثل الوزير كامل عمرو، ولديه سيرة ذاتية لا غبار عليها، كما أن الدكتور الحداد جاء من خارج مؤسسة الخارجية، ومن الطبيعى ألا يعرف جميع الدبلوماسيين، وشخصياً لم ألتقِ به من قبل، ولذلك من المستبعد أن يكون له دور كبير فى الحركة الدبلوماسية المرتقبة.

■ ما تفسيرك لاختلاف التعامل المصرى مع أزمة «الخلية الإخوانية بالإمارات» وأزمة المصريين بـ«ليبيا»؟

- الدبلوماسية المصرية تدافع عن مصالح الشعب ومصالح الدولة المصرية، بغض النظر عن اعتبارات النظام الحاكم، والاختلاف فى التعامل بين حالة وحالة راجع لخصوصية كل حالة على حدة، لكن بالرغم من التحرك المختلف فى الحالتين فالنتيجة جاءت واحدة فى الحالتين، فعلى الرغم من التحرك القوى تجاه أزمة «المصريين بالإمارات» لم يتم الإفراج عنهم، كما هو الحال فى أوضاع بعض المحتجزين بـ«ليبيا» حتى الآن.

■ كيف ترى الأزمة فى مصر؟

- لدينا أزمة سياسية وأمنية كبيرة بالفعل، وهى تحتاج لتعاون جميع الأطراف لإنقاذ البلاد من شبح الفوضى والانهيار الاقتصادى، والشقان «السياسى والأمنى» بينهما ارتباط وثيق، فلا استقرار أمنى دون استقرار سياسى، والعكس صحيح، ولذلك يجب على جميع الأطراف الفاعلة البدء مباشرة فى حوارات جادة لإنقاذ البلاد.

■ ماذا عن مسؤولية الرئاسة وجماعة الإخوان فى فشل كل دعوات الحوار؟

- لا تعليق، لكن أستطيع أن أقول إن وجود جماعة الإخوان فى السلطة ربما يكون أفضل الحلول المتاحة، فمن جهة لا يتوافر فى المعارضة بديل قوى قادر على القيام بنفس دور الإخوان، كما أنه ربما تتدهور الأمور، وتأتى تيارات أكثر تشدداً للسلطة فى مصر، ولذلك فالإخوان يعتبرون فصيلاً متوسطاً بين التيارات المتشددة دينياً والتيارات المدنية الأخرى.

■ من خلال اتصالك المباشر واليومى مع المسؤولين الدنماركيين، كيف ينظرون للأزمة الراهنة فى مصر؟

- الدنماركيون كغيرهم من الأوروبيين لديهم قلق بالغ من تردى الأوضاع وتدهورها فى مصر، ونقلوا إلىَّ تقارير تحذر من انهيار الوضع الاقتصادى بشكل يصعب تداركه خلال الفترة القادمة بمصر، ومن الطبيعى ألا نستطيع طمأنتهم، لأن هناك أزمة فعلية ينقلها الإعلام العالمى بدقة، ولديهم سفارتهم بمصر تنقل لهم ما يجرى، ولذلك فأغلب مشاريع التفاهم والتنسيق لدعم التعاون الاقتصادى بين القاهرة وكوبنهاجن متوقف تقريباً، وفى لقاء سابق جمعنى بوزير الخارجية الدنماركى فيللى سوفندال، أخبرنى بأن كوبنهاجن ملتزمة بسياسة الاتحاد الأوروبى تجاه مصر، وهى «المزيد للمزيد.. والأقل للأقل»، حيث إن أى تقدم فى العملية السياسية والأمنية بمصر سيصاحبه زيادة فى التعاون والدعم الاقتصادى الأوروبى.

لكن من المؤسف أن الأوروبيين ينتظرون التقدم، لكن لا يسألون كيف يكون التقدم والأوضاع فى مصر تحتاج إلى دفعة للأمام من الشركاء الأوروبيين والدوليين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية