قال أحمد شرف، رئيس تحرير الأخبار بقناة «النيل» السابق، إنه بدأ العمل في التليفزيون بعد اتصال من إبراهيم الصياد، طلب منه العمل معه لتطوير التليفزيون المصري، مشيرًا إلى أن وزير الإعلام أنهى تعاقده مبررًا ذلك ببلوغه سن التقاعد، واصفًا ذلك بأنه «يخالف المنطق»، لأنه غير معين في التليفزيون، لافتًا إلى أنهم أبلغوه في البداية أن هناك شخص اسمه على الدكاني، سيأتي للعمل وعليه أن يتولى الإشراف على عمله، معتبرًا أن سبب الاستعانة بـ«الدكاني»، هو رغبة الوزير في ضمان ولاء من حوله، وفي حواره مع «المصري اليوم»، يكشف «شرف»، الكثير من أسرار إقالته.
■ كيف تمت اقالتك من قطاع الأخبار؟
أبلغوني في ديسمبر الماضي بأن هناك شخص اسمه ياسر الدكاني سيأتي للعمل تحت إشرافي، وبعدها بفترة قصيرة عادوا وأبلغوني أن عقدي معهم انتهى، لأنني وصلت إلى سن المعاش، وهذا بالطبع مخالف للمطق لأنني غير معين في التليفزيون، لأنني كنت أعمل في وكالة «أ.ش.أ»، وتليفزيون دبي لمدة 17 عامًا، وكنت لا أفضل العمل في التليفزيون المصري، لكن خاطبني إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار وطلب مني العمل في قطاع الاخبار ضمن خطة تطوير الخدمة الإخبارية في مرحلة ما بعد الثورة، ووافقت لأنني أعرفه جيدًا، وسبق وعملنا معًا في دبي.
■ هل ترى أن هناك حاجة ملحة بالفعل لوجود «الدكاني»؟
لا يوجد حاجة ملحة لكنها رغبة الوزير، لأنه يريد موظفين يدينون له بالولاء والطاعة، ولا يخالفونه الرأي والاتجاة، وويريد عيون له في قطاع الاخبار، لأنه أهم القطاعات بالنسبة للوزير، لكن لا توجد حالة ملحة لوجود «الدكاني»، كما انتدب الوزير الدكتور بدر الشافعي، من الإذاعة ليشرف علي برامج القطاع، كما انتدب أشرف حسن رئيس قناة «صوت الشعب»، وكل هؤلاء عملوا مع الوزير من قبل.
■ كيف تم التعاقد معهم؟
عقدوا اجتماعًا مع الوزير بصفة شخصية وأمرهم بكتابة طلبات إلى رؤساء القطاعات، وكانت صيغة الخطاب من سطر واحد فقط، وهي «أنا فلان الفلاني، أرغب في العمل في قطاع كذا أو كذا»، وتم رفع هذه الطلبات بشكل عاجل إلى رؤساء القطاعات ورئيس الاتحاد، وعرفت أن ياسر الدكاني، طلب من شؤون العاملين أن يكون راتبه مثل راتبي، أي انهم لم يحيلوني من أجل توفير النفقات.
■ هل الوزير يتدخل في عمل قطاع الاخبار ؟
نعم بالطبع وبشكل يومي، ودائمًا ما يكون مرتبك بشأن الضيوف، وهو يختار معظهم، ومنحاز دائما لجماعة الإخوان المسلمين، ولا يرغب في وجود نقد حتى لو كان خفيفًا، وهناك اتصال دائم بينه وعصام العريان، ومحمد البلتاجي، ليكونا جاهزين للرد على أي ضيف يهاجم جماعته، ومن ضمن الأخبار الكاذبة التي تؤكد وجود تحيز للإخوان، هو الخبر الذي بثه ياسر الدكاني على «قناة النيل»، والذي يفيد بوجود 2 مليون مواطن يؤيدون مرسي في ميدان النهضة أثناء جمعة الشريعة، وعندما سألته عن مصدر الخبر قال لي من «CNN»، وعندما بحثت عن الخبر وجدت أن خبر «CNN» يقول إن الأعداد على مستوى الجمهورية قد تصل إلى 2 مليون مؤيد وليس ميدان النهضة فقط كما بث الخبر، فقررت إلغاء الخبر، والموقف نفسه تكرر مع خبر آخر يفيد تجمع أكثر من 2 مليون مواطن في أسيوط لتأييد مرسي، أثناء جمعة الشريعة، وهذا الخبر تحديدًا ، تم تنفيذه بأوامر من وزير الإعلام.
■ هل هناك أشخاص ممنوعون من دخول التليفزيون؟
المحللين السياسيين والمفكرين والشخصيات السياسية العامة ممنوعة من دخول التليفزيون بناء على أوامر شفهية من الوزير، والعاملين في التليفزيون يعرفون ذلك، ووعادة ما تعرض أجندة ضيوف البرامج على الوزير بشكل يومي.
■ هل تشعر بالظلم؟
تعرضت لحركة غدر تحمل كذب وخبث، ولم أرغب في التصال بأي وسيلة إعلامية من بعد خروجي حتى لا يظن البعض أنني أرغب في العودة إلى التليفزيون مرة أخرى، فلن أدخل التليفزيون مرة أخرى، لأن الادارة هناك تعتمد علي البيروقراطية والروتين، وأعتقد أن الثورة لم تصل إلى تليفزيون الدولة، ولو وصلت لما كان صلاح عبدالمقصود وزيرًا للإعلام، خاصة مع انغماثه في أمور شكلية للدفاع عن جماعته، متناسيًا أنه وزير إعلام مصر يسعى للتطوير والاستفادة من القنوات الموجودة التي لا تحقق أي نسب مشاهدة تذكر، والتي تعتبر إهدار للمال العام.
■ كيف تقيم تجربة انطلاق قناة «النيل للأخبار» في ثوبها الجديد؟
كان لابد من انطلاق القناة بشكل مختلف ومتنوع، سواء في السياسة التحريرية أو البرامج، لكن لا يوجد بها برنامج ذو قيمة أو جدوي، وهناك أخطاء عديدة فنية «تسقط الهواء»، وكانت هناك شكاوى عديدة لعدم انطلاق القناة، خاصة أن الشركة الألمانية التي كانت مسؤولة عن الأجهزة في استديو 5، هربت بسبب الثورة وأخذت أسرار العمل في الاستديو معها دون توضيح للعاملين في التليفزيون، وهناك أجهزة كثيرة معقدة تطلبت جهد كبير من المهندسين لتشغيلها، وكان الوزير يرغب في افتتاحها في ذكري تنحي «مبارك» حتي ينسب له ولجماعته الفضل في افتتاح القناة، وكان يتمنى أن يكون افتتاح القناة من خلال احتفالية كبيرة يكون على رأسها هشام قنديل.
■ هل قطاع الاخبار في حاجة إلى افتتاح استديو بـ 187 مليون جنيه؟
استديو 5 القديم كان جيد جدًا، ولم يشك منه أحدًا، والاستديو بدأ انشائه استعدادًا لتوريث جمال مبارك الحكم في عهد أنس الفقي، والتكلفة كبيرة جدا ولم نكن في حاجة إلى انفاقها واهدار كل هذا المال.
■ هل هناك أمل في تطوير التليفزيون المصري؟
التليفزيون يتمتع بكفاءات كبيرة لديها حماس شديد في التغيير، خاصة في قطاع الأخبار، لكن البيرقراطية والروتين سيقضيان علي أي تغيير، والمشكلة الحقيقية تكمن في تدخل الوزير في كل شيء معتقدًا أنه مستمر في منصبه، ووالمصيبة أنه يتخذ من صفوت الشريف مثلًا أعلى يحتذى به باعتباره أطول وزير إعلام استمر في منصبه، بل ,اكد «عبدالمقصود» أنه سيستمر في المجلس الوطني للإعلام المقرر انشائه بعد الغاء وزارة الإعلام، لذلك فهو يحاول تثبيت أقدامه ويرغب في وجود عدد كبير من الإخوان في المبني، لكن هناك مقاومة كبيرة من شباب «ماسبيرو» لعدم أخونة التليفزيون، وهناك أيضًا موظفين يطيعون الأوامر للحفاظ على مناصبهم.