انتقد الإعلامي الأمريكي الساخر جون ستيوارت استدعاء الإعلامي باسم يوسف، مقدم برنامج «البرنامج»، بتهمة «إهانة الرئيس وازدراء الإسلام»، وخاطب الرئيس محمد مرسي قائلاً إنه دون «يوسف» وأمثاله «ما كنت لتصبح رئيسًا لمصر».
وسخر «ستيوارت» في حلقة الإثنين في برنامجه الساخر «The Daily Show» من نبأ استدعاء «يوسف»، وقال: «شعرت بالصدمة لأنني أعرف مجرما كل هذا الوقت!».
وأضاف «ستيوارت»: «أمضيت 15 عاما من عمري المهني ساخرًا من الرؤساء الأمريكيين. أنا لا أفهمك، أنت رئيس أعظم أرض وأعظم شعب في التاريخ، وكل ما فعله باسم يوسف هو السخرية من قبعتك وعدم قدرتك على الحكم بشكل ديمقراطي».
ووجه الإعلامي الأمريكي رسالة إلى مرسي مفادها أن «تكميم أفواه الإعلاميين الساخرين يؤكد عدم أهليتك لتصبح رئيسًا لمصر»، مؤكدًا أنه يعرف باسم يوسف شخصيًا ويعدّه «بمثابة أخ وصديق، وإن كان هناك شيئان يحبهما باسم يوسف فهما مصر والإسلام».
وأوضح جون ستيوارت أن اختيار باسم البقاء في مصر رغم وجود «بعض المجانين» الذين يهددون باعتقاله يؤكد حبه الكبير لمصر، مضيفًا أنه «دون باسم يوسف والصحفيين المعارضين والمدونين، والمحتجين الشجعان، الذين يذهبون لميدان التحرير ويعبرون عن اعتراضهم، لما وصلت لهذا المنصب كرئيس لمصر، وما كان لك أن تقمعهم».
وتابع: «بالنسبة لشخص مثلك قضى وقتا من حياته في السجن في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك، يبدو أنك حريص جدًا على إرسال الأشخاص للسجن دون جرائم حقيقية، وكما كنت أنت سيخرجون أكثر قوة وتصميما».
وأضاف: «ما الذي يقلقك من باسم يوسف؟ أنت رئيس مصر، ولديك جيش وأسلحة ودبابات وطائرات، ونحن نعلم ذلك لأنه ما زالت لدينا الفواتير، فمحاولة إسكات إعلامي كوميدي لن تؤهلك كي تصبح رئيس مصر، ولذا دعني أسألك سؤالا ما الذي يقلقك سيدي الرئيس؟ خوفك من قوة النقد الساخر على هيبتك؟».
ووجه «ستيوارت» كلامًا أخيرًا لمرسي قائلاً: «ليس عليك أن تستمع لنصائح عن الديمقراطية مني ولكن ربما عليك أن تستمع لهذا الرجل الشجاع»، وعرض «ستيوارت» بعدها فيديو للرئيس مرسي وهو يقول فيه إنه يرحب بالنقد وكل الآراء، وإن باسم يوسف، ومحمد البرادعي وعمرو موسى، القياديين بجبهة الإنقاذ الوطني، لن يذهب أي منهم إلى السجن، بسبب انتقاده، لأنهم مصريون ولن يمسهم أذى.
وأنهى جون ستيوارت كلامه بالقول إن «الديمقراطية لن تصبح ديمقراطية إذا كانت تنتهي بمجرد سخرية شخص من قبعتك».
وعرض البرنامج خلال الحلقة بعض المقتطفات من النشرات الإخبارية التي تحدثت عن انهيار الاقتصاد في مصر وتدهور وضع البنية التحتية، وعقب عرض تلك المقاطع قال «ستيوارت» ساخرًا: «لنرى كيف تعامل الرئيس محمد مرسي مع تلك المشاكل، فقد استدعى باسم يوسف للتحقيق، ولكن هل يعتبر هذا الرجل إرهابيًا أم يتحرش بالنساء في الشوارع أم يعرقل تأسيس البنى التحتية في البلاد أم يساهم في ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب؟».
وفي نفس الفقرة، ظهر تقرير تليفزيوني عن استدعاء باسم يوسف بسبب «السخرية من الرئيس»، ثم بدا «ستيوارت» مذهولاً من الخبر، وقال مستنكرا: «أتقصدون باسم يوسف الذي يقدم برنامجا أسبوعيًا رائعًا يعتمد على السخرية السياسية؟»، ثم أضاف ساخرًا: «أنا أعرف باسم يوسف جيدًا، ولذا شعرت بالصدمة عندما علمت أنني استضفت مجرما في برنامجي».