x

أول امرأة راعي كنيسة بالدول العربية: أدعو مسيحيات مصر لشغل مناصب «كنسية»..(حوار)

الثلاثاء 02-04-2013 01:26 | كتب: محمد ماهر |
تصوير : other

قالت رولا سليمان، راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية بطرابلس بلبنان، أول راعى كنيسة امرأة بالمنطقة العربية، إن «المسيح وتعاليم الإنجيل لم تفرق في التعامل بين المرأة والرجل»، ولذلك فإن رسامة المرأة قساً وتعيينها واعظاً وراعي كنيسة هو أمر غير محرم، مؤكدة أن المشكلة تكمن في العادات والتقاليد ومدى تقبل المجتمعات العربية الفكرة.

وأكدت «سليمان» أن الوضع في مصر أفضل حالاً من لبنان، لأن هناك قراراً من مجمع سنودس النيل الإنجيلي، أعلى هيئة بالكنيسة الإنجيلية، برسامة المرأة قساً، لكنه لم يتم تطبيقه حتى الآن، بينما في لبنان لم يصدر أي قرار سواء بالإيجاب أو السلب، وأدعو النساء المصريات إلى التقدم لشغل المناصب الكنسية لحاجة الخدمة الروحية لهن.

وإلى نص الحوار:

■كيف تم تعيينك راع للكنيسة الإنجيلية بطرابلس؟

- كنت أعمل بالخدمة الكنسية بالكنيسة الإنجيلية بمدينة طرابلس اللبنانية، إلى أن تم سفر راعى الكنيسة للعمل بإحدى الكنائس خارج لبنان، ولم يكن أحد يشغل منصب راعي الكنيسة، ولم يتم تعيين آخر، فباشرت مهام رعاية الكنيسة وخدمة أعضائها، دون صدور مرسوم رسمي من إدارة الكنيسة الإنجيلية بتعييني راعية وواعظة بالكنيسة، وظللت أعمل هكذا لعام ونصف العام تقريباً، إلى أن تم تعيينى رسمياً في أغسطس 2009، وأثناء حضور مؤتمر لمجلس الكنائس اللبنانية شاركت بصفة مؤقتة كممثل للكنيسة، وهو ما نبه إلى أن الكنيسة بطرابلس دون راع رسمي في المجلس الإداري، وعندها طالب أعضاء وعمدة الكنيسة بتعييني، إذ اختبروا أني كنت أقوم بنفس المهام وقد كان.

■ماذا عن رد رعاة الكنائس الأخرى وإدارة الكنيسة؟

- التعيين كان بالإجماع من المجلس الإدارى كما ذكرت.

■هل كان هناك ارتياح للقرار؟

ـــ من الطبيعي مع قرار يأتى لأول مرة أن يكون هناك ترقب وتحفز، لكن أستطيع أن أقول إنه لم تبدر أي تحفظات أو اعتراضات تذكر على القرار، ربما تكون هناك شكوك، لكن فترة العام ونصف العام التي عملت بها في رعاية الكنيسة دون قرار رسمي مهدت الأجواء لمثل هذا القرار.

■ماذا عن رد فعل المجتمع المحلي؟

- في بداية العام ونصف العام التي عملت بها في رعاية الكنيسة وأتباعها دون قرار رسمي، كان هناك تشكك وتوجس من قدرتي على القيام بالمهام المطلوبة مني، وكان هذا ملاحظاً في التعامل ونظرات العيون، والناس ربما بحال اختبار أمر«جديد» لم يعتادوا عليه، لكني كنت ابنة كنيسة طرابلس وهذا ساعد في قبول الناس لي، وبعد ذلك بدأ الجميع يعتاد الأمر، وأعتقد أن تقييم من تعاملوا معى جيد، وإلا ما كانت المطالبات بتعيينى كراعية للكنيسة بشكل رسمي بدلاً من تعيين راع آخر، ولذلك عندما باشرت مهام عملي بعد القرار الرسمي من إدارة الكنيسة، لم يثر الأمر أي تحفظات، لأن المجتمع المحلي كان قد اعتاد الأمر تدريجياً وبصورة هادئة.

وشخصياً أنا أؤمن بأن أفضل أنواع التغيير هو ذلك الذي يعتمد على التدرج الهادئ البطئ بدلاً من التغييرات الجذرية العنيفة، التي قد تنقلب آثارها إلى أسوأ مما كانت عليه الأمور.

■هل هذا الرأي ينطبق على ثورات «الربيع العربى»؟

- لا تعليق، لكن انظر لنتائج ثورات الربيع العربى حتى الآن لتعرف أن التغييرات الهادئة أفضل وأقوى أثراً.

■في رأيك ما الذي يحول دون تعميم تجربة «المرأة قساً» في الدول العربية؟

- أثبتت المرأة في الغرب أنه يمكنها أن تقوم بنفس الدور الذى يمكن أن يلعبه الأب الكاهن أو راعى الكنيسة، وأثبتت جدارة واستحقاقا في هذا المضمار، منذ وقت طويل، وربما لاختلاف العادات والتقاليد والثقافة السائدة، والتي تعتبر حائط الصد الأول أمام طموح النساء في تقلد المناصب الكنسية في الدول العربية.

■وماذا عن مصر؟

- مدينة طرابلس تتشابه، في ظروفها، مع مصر، فأغلب قاطنيها مسلمون ينتمون إلى المذهب السني، وهي تعد مدينة محافظة ذات عادات وتقاليد هي الأخرى، ولديكم في مصر وضع أفضل نسبياً، حيث هناك قرار تاريخي لسنودس النيل الإنجيلي خلال وقت سابق، يمكن معه رسامة المرأة قساً وتعيينها راعيا للكنيسة، لكن لم يتم تطبيق القرار حتى الآن.

■لماذا لم يتم تطبيق القرار في مصر؟

- في حدود معلوماتى أنه لم تتقدم أي امرأة لشغل منصب راعى الكنيسة أو قساً، وهذا أيضاً يرجعنا إلى مشكلة أخرى تتعلق بالنساء أنفسهن وهى «روح المبادرة»، حيث يجب أن تتحلى النساء في مصر بروح المبادرة والشجاعة للتقدم إلى تقلد المناصب الكنسية، لاسيما مع وجود قرار رسمي يسمح بذلك.

■بماذا تنصحيهن لتجاوز مشاكل العادات والتقاليد؟

- التجربة العملية تنتصر على أي أفكار نمطية تقليدية سائدة في المجتمع، ولابد أن تكون هناك مرة أولى، وبمجرد ظهور نموذج ناجح لامرأة في الخدمة الكنسية ستظهر النماذج الأخرى تباعاً، والناس لديهم أفكارهم وعاداتهم، هذا صحيح، لكن لديهم عقولهم أيضاً ليقيموا بها التجربة، وبعد ذلك سيتساءلون لم لا إذا كانت التقييمات جيدة.

وأدعو النساء في مصر للتقدم لشغل المناصب الكنسية دون خوف، وربما تكون هناك مشاكل في بداية الأمر لكن الأمر سينجح والتجربة في العالم ولبنان تؤكد هذا.

■كيف ينظر أبناء الكنائس الأخرى للتجربة؟

- التجربة مازالت في بدايتها، ومن المفترض أن ينظر الجميع لأي تجربة تشجع على العمل الرعوي والكنسي بمساواة كاملة بين الجنسين باحترام، وقد يكون هناك عدم تقبل للفكرة في بعض الكنائس التقليدية، لكن في النهاية التقييم النهائي للفكرة بيد المجتمعات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية