جلسوا على المقهى القريب من مسرح «روابط» فى وسط البلد، تمر أمامهم سنوات قضوها داخل المسرح الذى أغلق بعد أن توقف الدعم المالى، يفكرون كيف يقدمون عروضهم الفنية؟ وأين؟ حاولوا أن ينقذوا مسرحهم، ولكن فشلوا، لم يتبق لهم سوى التفكير فى المستقبل، وكان لابد من حل بديل.
أخبار متعلقة
«صابر السيد» الذى يعمل مصمم إضاءة و«ميدو صادق» الذى يعمل مديراً تقنياً لجاليرى «تاون هاوس» قررا أن يدشنا مهرجاناً فنياً، ويجمعا أصدقاءهما وزملاءهما الفنانين، ليملآ العالم غناء ويجوبا الشوارع فناً، قررا ألا تقف أمامهما عواقب، قررا وعرضا على زملائهما الفكرة، ولاقت إعجاب الحاضرين، وتساءل الجميع: «فين؟»، ووجدوا جراج الفاكتورى التابع لجاليرى تاون هاوس بوسط البلد المكان المناسب، وبقليل من التجهيزات، وبمساعدة الزملاء، أقيم المهرجان، وانطلق يوم الأحد المنصرم، تحت عنوان «حل بديل».
«أى مساحة يمكن استغلالها لتصبح مسرحاً أو قاعة عرض، حتى لو كانت فى شقة وتسعة خمسين فرداً، حتى لو كان أسفل كوبرى فهذا حل بديل».. هذا ما قاله صابر السيد عن فكرة المهرجان وأضاف: هذا مشروع نحاول من خلاله أن نقدم الفن فى كل مكان، واليوم قدمناه فى وسط البلد، وغداً سيكون فى كل مكان فى مصر.
ليس هدف المهرجان فقط تقديم عروض مسرحية وغناء وأداء تمثيلى ثم يصفق الجمهور وينتهى الأمر، الهدف من المهرجان «الناس»، يقول السيد: نريد أن يرى الجميع الفن، وأن الفنان لا يتقيد بقاعات مجهزة، وأن الفن يكون متاحاً للجميع.
«مجاناً» يستقبل المهرجان جمهوره، وتنتهى فعالياته يوم 17 إبريل المقبل، تستطيع الآن أن تستمتع بعروض أفلام، وفقرات موسيقية وغنائية، ومسرح عرائس، وعروض أدائية ورقص.
أول يوم عرض خرج الفنانون إلى الشارع المجاور لـ«تاون هاوس»، وعرضوا فى الشارع، اجتمع رواد المقاهى المجاورة ليشاهدوا «الحل البديل»، بل وضع منظمو المهرجان شاشات عرض فى الشوارع المجاورة للبث الحى، حتى يشاهد المارة العروض. يقول «شريف الدالى» أحد منظمى المهرجان: «حاولنا نفهم الناس ما نقدمه من فن، وعرضنا فى الشاشات، حتى نكسر الحاجز النفسى عند الجمهور من العروض التى لا يعرفها، كان نبذة عن عروضنا».
كثير من المشاكل والعواقب واجهت المهرجان، لكن حب الفن كان هو الدافع للتغلب عليها، أغلب المشاكل كانت متعلقة بالأمور التقنية، يقول الدالى: «كل مشكلة كان لها حل بديل، واجهتنا مشاكل فى الصوت، والبث فى الشاشات، وتحويل جراج تاون هاوس إلى مسرح للعروض، لكن استطعنا التغلب على كل هذا».
الجميع هنا فى المهرجان لا يتقاضون أجوراً، متطوعون، لم يرفض أحد من الفرق أو الفنانين الفكرة، كأنه مهرجان «معمول بالحب»، حصر المنظمون أسماء الأصدقاء والمعارف من الفنانين والفرق الذين يستطيعون المشاركة متطوعين، وبالفعل جميعهم رحبوا بالمشاركة، والتزموا بالحضور.
