سادت حالة من التوتر والترقب اليوم في الجماهيرية الليبية، بسبب إعلان مركز «الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء» الليبي، غداًَ الخميس، أول أيام عيد الأضحى ، وكذلك قيام اللجنة الشعبية العامة (مجلس الوزراء)، بمنح العاملين إجازة العيد من اليوم الأربعاء ولمدة أربعة أيام تنتهي السبت المقبل، وهو ما جعل المواطنين الليبيين، بالإضافة إلى الجالية المصرية يعيشون حالة الترقب.
وظلت جميع الطوائف بالجماهيرية منتظرة ومترقبة طوال اليوم تراجع ليبيا عن عزمها الاحتفال بالعيد غداً، حتى أن موقع جريدة الوطن الليبية ذكر على شريط الأخبار، خبرأً عاجلاً تحت عنوان " في انتظار الإعلان عنه رسمياً : العيد يوم الجمعة في ليبيا".
وأكدت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، وجود مخاوف لدى المواطنين في ليبيا من أن تخالف الجماهيرية جميع البلاد العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن أغلب العائلات بها أكدت أنها ستضحي يوم الجمعة، وتصوم غداً الخميس، حتى في حالة إقرار ليبيا نهائياً بأن العيد سيبدأ غداً، كما أن معظم الأئمة أعلنوا عن عدم تأديتهم لصلاة العيد إذا ما أعلن العيد غداً الخميس.
وذكرت الصحيفة، أن هناك بوادر قلق وفتنة سادت الشارع الليبي بسبب المخالفة وعدم الوضوح، وهو ما بدا من خلال رسائل المحمول التي تناولها المواطنين ومن بينها "قالوا العيد الجمعة بعدها قالوا الخميس قلن نلحق نهني قبل ما يقولوا مافيش"، "وكبش العيد منزل دمعه حاير بين الخميس والجمعة".
وهذا وقد أكد عدد من أعضاء الجالية المصرية في ليبيا لـ «المصري اليوم» اعتزامهم الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بعد غداً الجمعة المقبل مع جموع المسلمين في العالم العربي والإسلامي، مؤكدين أن الاختلافات الليبية قد اعتادوا عليها ولن يشغلوا "خاطرهم" بها ، خاصة وأنهم لا يمكن أن يخالفوا المملكة العربية السعودية التي تؤدى بها مناسك الحج وتتبعها في الاحتفال بالعيد جموع المسلمين في العالم.
فيما شدد الدكتور «محمد رأفت عثمان» عضو مجمع البحوث الإسلامية،على كل مسلم أن يلتزم برؤى وإفتاءات البلد الموجود فيها للهلال، سواء كان هلال شهر رمضان أو ذي الحجة.
وقال عثمان – لـ «المصري اليوم»، "المسلمون الموجودون في السعودية عليهم الالتزام برؤية السعودية، بينما إذا كانت ليبيا ترى أن غداً الخميس هو العاشر من ذي الحجة بعد الرؤية، فعلى المسلمين بها الاحتفال بالعيد غداً، وذلك وفقاً لرأي الشافعية، القائل "لا فرق بين الالتزام برؤية رمضان ورؤية أي شهر عربي آخر بين الدول المتباعدة".
في حين شن الدكتور «مسلم شلتوت» نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، هجوماً على ليبيا، مؤكداً أن مركز الاستشعار عن بعد بها يعمل وفق أسس تخالف الشريعة ولا تتفق مع القواعد العلمية.
وقال شلتوت ، "الشهر العربي هلالي يبدأ من هلال إلى هلال، وهو النظام الذي يتم الحساب به في مصر والدول العربية، بينما في ليبيا يعتمدون في الحسابات على الشهر القمري المستخدم في الملاحة البحرية والجوية والذي يعتمد على تحديد الرؤية وفقاً لوقت اقتران الشمس والقمر واتجاههما معاً في اتجاه واحد من الأرض.