انتقد المتحدث الإعلامي باسم حركة «فتح» في القاهرة، جهاد الحرازين، ما سماه بمحاولة حركة «حماس» الإساءة للعلاقة «التاريخية» بين «فتح» ومصر بالزج باسم فتح في أحداث رفح التي استشهد على أثرها 16 جنديًا مصرياً في أغسطس الماضي.
وقال «الحرازين»: «أخوتنا في حماس الذين حاولوا أن يسيئوا إلى العلاقة التاريخية بين فتح ومصر التي تمتد لعشرات السنين، ولم تتلوث بالدم كما حدث مع بعض الدول العربية الأخرى، وذلك بمحاولة حماس إقحامنا في الجريمة النكراء التي تمت في رفح في أغسطس الماضي، وهو ما يضعنا في مواجهة مع النظام المصري الحالي، ولذلك أطالب حماس بعدم الزج باسمنا في هذه المعركة، فنحن لا نتدخل في الشأن الداخلي لمصر على الإطلاق».
وتساءل «الحرازين»، في مؤتمر صحفي له، الاثنين، عن سبب إثارة «حماس» لهذه «الزوابع» من حين لآخر حول الحادث «إذا كان ليس لها يد فيه».
وأكد «الحرازين» أن «موقف حركة فتح ثابت، وأنها تحترم سيادة الدولة المصرية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، مؤكداً أن «الدم المشترك بين الشعبين هو أساس متانة العلاقة بينهما».
وأضاف: «نحن نحترم خيارات الشعوب ومستقبلها والشعب المصري في خياراته وتوجهاته، متمنين لمصر وشعبها النهوض والسلامة».
وأشار «الحرازين» إلى أن «حركة فتح تؤمن كل الإيمان بأن أي عمل فردي لا يمثل كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني ليس كله حماس، التي لا تمثل سوى جزء من الشعب الفلسطيني»، على حد قوله.
وناشد حركة «حماس» أن تتراجع عن اتهاماتها «التي تطلقها جزافاً تجاه حركة فتح، وأن تتجه بدلًا من ذلك إلى إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية والنزول على رغبات الشعب الفلسطيني»، على حد تعبيره.
وشدد «الحرازين» على أهمية الدور المصري في إتمام المصالحة الفلسطينية منذ 2009 وحتى الآن، مثمنًا أي محاولة من أي دولة عربية أخرى لإنهاء هذا الانقسام، كما طالب بكشف من يعطل إتمام هذه المصالحة حتى الآن.
من جانبه، أكد إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، الإثنين، استعداد حكومته لأي تعاون يكشف المتورطين في الهجوم على الجيش المصري في سيناء في أغسطس الماضي.
وقال «هنية»، في بيان مقتضب له، إن حكومته جاهزة لأي تعاون يكشف المتورطين في جريمة مقتل الجنود المصريين في مدينة رفح، وتقديمهم للعدالة.
وجدد «هنية» التزام حركة «حماس» بنهج عدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، والوقوف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية فيها «باعتبارها عمقًا استراتيجيًا لفلسطين».
واعتبر أن «شهداء الجيش المصري في رفح هم شهداء فلسطين، وحماس حركة تحرر وطني وخيارها المقاومة وبوصلتها نحو القدس وبقية أرض فلسطين، وهي لن تضل الطريق بإذن الله».
واتهمت وسائل إعلام مصرية على مدار الأسابيع الأخيرة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 بالضلوع في الهجوم على الجيش المصري الذي أدى لمقتل 16 جنديًا مصريًا في مدينة رفح المصرية.