على ضفة جسر الملك الصالح، أمام سينما فاتن حمامة، اعتاد عم عادل أحمد، 62 عاما، أن يقف، منذ 40 عاما، على عربة «حمص شام»، مشروب الشتاء الشهير، يمنح زبائنه كوبا ساخنا غارقا فى الليمون والحمص، ممزوجا بابتسامة طيبة وإصرار غريب على أن يتأكد إن كان الطعم مضبوطا، وهو على يقين من ذلك، فيردون بثقة: «هايل تسلم إيديك».
كل مساء، يقف عم «عادل»، مرتديا هندامه الأنيق، لا تفارق رأسه هموم السياسة، التى يتسع وعيه البسيط لفهم ألاعيبها، ولا يكف عن الحديث عن شباب الثورة، الجدعان، ثم يهبط على أذنك، ليهمس: «جدعان وخايبين».. ثم يبادرك بقوله: «تعرف البلد دى هيتصلح حالها إمتى؟ لو جانا رئيس بأخلاق الأنبياء والصحابة». يفتخر عم «عادل» بأنه من أبناء منطقة الملك الصالح، ودائما يذكّر زبائنه بقصة الملك الصالح نجم الدين أيوب، الذى سميت المنطقة باسمه، ثم لا ينسى أن يذكرك بأن الملك عندما يكون صالحا يؤيده الله بنصره، ويهديله العاصى والمعارض، حتى الخارج على القانون.
