x

خطة الإخوان «السرية» لـ«فضح وتأديب» الإعلاميين المعارضين

الأحد 24-03-2013 21:47 | كتب: أسامة المهدي |
تصوير : علي المالكي

كشفت مصادر مطلعة وثيقة الصلة بجماعة الإخوان المسلمين عن أن الجماعة وضعت خطة إعلامية وقانونية تم إعدادها قبل شهر ونصف وقدمتها إلى مكتب الإرشاد الذى حولها بدوره إلى المكتب الإعلامى والقانونى، لمواجهة وسائل الإعلام عن طريق تشويه عدد من مشاهير الإعلاميين المعارضين للجماعة والرئيس محمد مرسى، وتدشين، بالإضافة إلى تدشين إعلام بديل للترويج للجماعة ومساندة الرئيس.

وقالت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، إن الإرشاد أعاد مناقشة مقترحات كان قد قدمها عدد من الشباب بعد أحداث المقطم بعد أن تم رفضها على سبيل التهدئة السياسية، بناء على طلب من المكتب السياسى للجماعة والمكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة التابع للجماعة.

وتابعت أن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، حول المقترحات إلى خطة تنظيمية، ووضع آليات تنفيذها لمناقشتها فى اجتماع الإرشاد الأربعاء المقبل وتوزيعها على المكاتب الإدارية والشعب الإخوانية.

وقالت المصادر إن مكتب الإرشاد يصر على مواجهة الإعلام واعتباره المسؤول الأول والأخير عن أحداث اشتباكات المقطم والترويج وإعطاء الغطاء السياسى للمتظاهرين.

الخطة المقدمة مكونة من 10 أوراق، وضع بها كيفية الإعداد وآلية التنفيذ والإمكانيات الفنية المطلوبة، وبدأت بتبرير تنفيذها بالقول: «كلنا نعلم دور الإعلام فى تشويه الثورة وكل ما يمت لها بصلة، سواء كان رئيس الجمهورية المنتخب من رحم الثورة، أو مجلس الشعب السابق الذى تعمد الإعلام تشويهه والدعوة لإسقاطه، وعندما سقط لم يتباك أحد عليه، لأن الإعلام مهد لذلك، ولا قـدر الله إن أُسقط رئيسنا المنتخب ومشروعه الإسلامى فلـن يتباكى أحد عليه لأن الإعلام نفسه يمـهد لذلك ويُهلل له، والخطر أكبر من مجرد إسقاط رئيس أو مشروعه الإسلامى، وإنما يمتد إلى إسقاط حلم أمة وتحرير أراضيها.. هذا وكثير يجعل الإعلام هو أخطر سلاح نواجهه الآن».

الخطة قسمت إلى 4 أقسام وبها شرح لكل قسم وآلية تنفيذه، خصص القسم الأول باسم الإعلاميين وتشرف عليه الميليشيات الإلكترونية وجاء نصه: «يقوم هذا القسم بالبحث خلف الإعلاميين المعادين لـ(مرسى) وجماعته بعمل أرشيف مصور وموثق ومتلفز عن فضائحهم وفسادهم وعمالتهم لرجال الأعمال، ودورهم قبل الثورة فى دعم النظام السابق، ومحاولاتهم إجهاض الثورة أثناء قيامها، ودورهم المتفانى فى إسقاط الرئاسة حالياً ومن قبل فى إسقاط البرلمان المنتخب ومحاولة إفشال الثورة».

كانت آلية التنفيد «إنتاج أفلام قصيرة (لا تتجاوز مدتها 7 دقائق)، ومنشورات توزع فى الجامعات وعلى أسوار المدارس والمساجد وفى الشوارع والميادين وبوسترات وملصقات تلصق فى الشوارع وعلى محطات الأتوبيس والقطارات والمترو».

أما القسم الثانى فتم تخصيصه للصُحف ويشرف عليه المكتب القانونى، وجاء فيه: «من المعلوم أن الخطأ جائز فى هذه المهنة، وإذا أخطأت الجريدة ونشرت خبراً ما أو تصريحاً ما واتضح بعد ذلك خطؤه أو تكذيبه، فإن التصحيح أو التكذيب ينشر مباشرة بالمساحة نفسها وحجم الخط والصفحة نفسها.. ومن المعلوم لدى الجميع أن من أمن العقاب أساء الأدب، وهذا أدى إلى إدمان الصحافة المصرية اختلاق الأكاذيب والتهم والشائعات كل يوم حول القيادات السياسية والحزبية والشخصيات العامة فى الدولة خاصة من التيار الإسلامى المناهض للنظام السابق».. وآليته: «رصد الأكذوبة ورصد مصادر التكذيب الرسمى من المؤسسة أو الشخص المتضرر، ثم نرصد عدم نشر الصحيفة هذا التكذيب، ونسلم هذا الملف ليد لجنة قانونية محترفة تجيد التعامل معه».

والقسم الثالث يشرف عليه المكتب الإعلامى والتربوى والقانونى، وهو خاص بالجوانب المهنية للصحف: «الصحافة مهنة كأى مهنة، لها ضوابطها وأصولها وميثاق شرفها، والصحافة المصرية تجاوزت كل الخطوط المهنية ونزلت إلى الردح والشتائم والبذاءات والتحريض، دعك من فصل الخبر عن التحليل وهذه الأمور ولكن وصل الأمر إلى حد يمكن أن نسميه بجدارة (الدعارة الإعلامية).

ووضعت الخطة لتفنيذ هذا القسم بنشر كتاب عن الصحافة ومهنة الصحافة ويستدل بأمثلة لهذه الجرائد، أى يكون الهدف «الظاهر» من الكتاب تعليم فن الصحافة بحرفية، والهدف الأساسى «فضح هذه الدعارة الإعلامية»، وهذا الكتاب بالطبع سيرتكز بالأساس على الأمثلة والشواهد وينشر هذا الكتاب على الإنترنت بصيغة (PDF) ويكون متاحاً للجميع لتنزيله، ويطبع ويوزع بسعر التكلفة فقط، ويقدم هذا الأرشيف أيضاً ليد لجنة قانونية محترفة تجيد التعامل مع هذا الملف».

وجاء فى القسم الرابع قسم طمس الشتائم ونشر الفضيلة، والمكلفة به المكاتب الإدارية: «يهدف هذا القسم إلى طمس الشتائم والجرافيتى المسىء للرئيس ولمصر وللإخوان، المنتشرة فى شتى أرجاء مصر والقاهرة على وجه الخصوص، الرسوم خطيرة جداً حيث تطبع فى أذهان الناس، خصوصاً وهم فى المواصلات، ومع بطء السير والازدحام والهموم التى تلف الجميع والصمت الذى يخيم على الوجوه فتنظر الوجوه شاردة من النوافذ فلا ترى سوى كلمات قاسية جارحة للرئيس، فترسخ هذه الصورة فى مخيلته، حتى إنه يرددها أحياناً دون وعى».

وجاء فى القسم: «هذه الرسوم والكتابات بمثابة إعلان دعائى حيوى منشور فى مكان، إذ إن الكثير يراه، وليس يراه فقط بل يراه فى ظروف تأملية رهيبة، تجعل الصورة تلتصق فى الأذهان ولا تخرج منه بسهولة، لذلك من الضرورى وضع خطة لطمسها، ونستبدلها بعبارات تحمل قيماً ومعانى، فبدلاً من (أمك يا مرسى) نكتب مكانها (مصر تحتاج العمل)، وبدلاً من (يسقط الخرفان) نكتب (أخلص فى عملك واحذر المال الحرام).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية