x

علي السمان: ثورة الجياع ستكون «بلا عقل» (حوار)

الأحد 24-03-2013 00:02 | كتب: خالد الشامي |
تصوير : سمير صادق

قال الدكتور على السمان، رئيس الاتحاد العالمي للثقافات والحوار بين الأديان، إن الولايات المتحدة الأمريكية، الراعى الأكبر لثورات الربيع العربى، وحذر من خطورة الوضع الاقتصادي في البلاد حاليا،ة وقال إنه بالغ الخطورة، وطالب النظام الحاكم بأن يعي جيدا مطالب الشارع والمعارضة.

ودعا السمان، في حوار لـ«المصري اليوم» المعارضة  لأن تُشارك فى الحوار الوطني، مشددا على أنه لا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة، إلا باستقرار أمنى واقتصادي.. وإلى نص الحوار:

■ في البداية..كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى؟

- الموقف متفجر  في عدة مناطقأ أخطرها على المستوى الأمني، في سيناء، يوما يحدث هناك يستحق اهتمامنا جميعا، وما يجرى فى هذه المنطقة الاستراتيجية، بالغ الخطورة والقلق، وهو تحد سافر لهيبة الدولة، وحماية أمن المواطن فيها، وهناك مجموعات متطرفة  وسط سيناء، من المطاريد، تحمل أسلحة أكثر خطورة وتطوراً من نظيرتها الموجودة لدى الشرطة، وهناك أسئلة تطرح نفسها ، حول موضوع يستحق منا جميعاً وقفة، لا تنتهى إلا بحصول رد عليها، وهو من قتل أبناءنا فى رفح، وكيف يُمكن أن يرد مسؤول ليشفى غليل شعبنا، وهل نعجز عن إجبار السلطة الحاكمة فى غزة على تسليم المسؤولين عن هذه الجريمة التى تُمثل إهانة لشعب وجيش مصر.

ولكى نكون واقعيين، فى الوقت نفسه،  لابد أن نؤكد أن هناك تطوراً يمكن أن يبعث الأمل فينا، وهو إصرار القوات المسلحة ، في الآونة الأخيرة على هدم الأنفاق التى مثلت خلال أعوام مضت، مصدر قلق وعدوان على الأراضى المصرية، بما تجلبه من أسلحة، ونجحت فى أن تخلق طبقة من المليونيرات والمليارديرات، على جانبى الأنفاق.

وهناك أيضاً باب آخر ، متمثل فى الجهود الدبلوماسية المكثفة الضاغطة على إسرائيل لكى ترفع الحصار، ولذلك لابد من إجابات صريحة تفيد بأن التحالفات السياسية مع حركة «حماس» هى المتسببة وراء هذا الخلط فى الأوراق، وأقولها نصيحة مُخلصة لصانع القرار، ومن يمسك بمقاليد وزمام الأمور، أن شعب مصر لن يقبل بمثل هذه الأمور، فالأولوية لمصر قبل كل شىء.

■ إذن كيف ترى مستقبل الربيع العربي؟

-  نحن الآن فى الشتاء العربى، والربيع العربي، كان يُمثل واقعاً عن طريق رغبة الشعوب فى التغيير، لكن السؤال الذى يفرض نفسه هو: ماذا بعد التغيير، وما حدث فى تونس وليبيا يُنذرنا بالمخاطر، وفى ظنى أن الولايات المتحدة الأمريكية، هى الراعى الأكبر لمشروع الربيع العربى، وأتحدث هنا عن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «هيلارى كلينتون»، عندما قالت أمام الكونجرس إن تقسيم نتائج الربيع العربى لم تكن سليمة.

■ هل نحن مقبلون على دخول  حرب أهلية أو ثورة جياع؟

- هناك بعض الصدامات، حدثت فى الشهور الماضية بين طوائف فى المجتمع، وكانت تُعطى علامات وإشارات لذلك، وكأننا على أبواب حرب أهلية، لكن مازال الأمل كبيراً وموجوداً ومرهوناً فى أن نُعطى عقلاء هذه الأمة الكلمة، لصياغة مستقبل البلاد ووضع الحلول الممكنة، وبطبيعة الحال عقلاء هذه الأمة لن يكونوا بعد إنقاذهم طرفاً فى مستقبل الحكم ، وتعتبر كلمتهم من أجل الصالح العام «لا يريدون جزاء ولاشكورا».

وثورة الجياع يجب أن تكون لها الأولوية لتظل على رأس كل ما يُقلقنا، لأنها ثورة بلاعقل، ولكن نداء البطون هو من سيتحدث، وسيكون الهدف الأول والأكبر لها أن تهدم وتُخرب، وعلى السلطة الحاكمة أن تسعى لإقامة مصالحة وطنية بين جميع القوى السياسية، دون تطبيق قاعدة بعينها أو إقصاء فصيل سياسى بعينه، ولو تم تطبيق كل هذا ستتجه الثورة إلى نحو ما يتطلبه الشعب والعكس غير محمود العواقب.

■  وكيف ترى قرار منح المواطنين الضبطية القضائية؟

- فكرة إعطاء الضبطية القضائية للمواطنين عبث فكري، لبلد عرف نظام القانون والقضاء ومؤسسات الضبط والربط ، منذ عقود عديدة، ودعنى أذكر أجيال الشباب بأن مصر كان لها دور كبير فى الأربعينيات، من القرن الماضى، حيث ساهمت فى تحرير الإعلان الدولى لحقوق الإنسان، وإنشاء محكمة العدل الدولية على يد عبدالحميد باشا بدوي، فكيف بعد هذه العقود الزمنية نأتى لنتحدث عن مثل هذه الأمور«الضبطية»، وكأننا نقول إن النظام القانونى والقضائى سيُصبح أيضاً نوعاً من العشوائيات، ودعنى أحذر من دعوة بعض العسكريين لتربية لحاهم لأنه غير مقبول نهائياً، حيث يعتبر تمييزاً فجاً، وتلك المؤسسات تحتفظ بطابع خاص ولا يمكن تغييره عن الشكل المقرر، حتى لا يُعطى رسالة لانتماء معين.

■ ماذا عن دعوة الشارع لانتخابات رئاسية مبكرة؟

- الشارع كلمة كبيرة نتفهم مشروعيتها ومطالبها ، لكنها قد لا تكون ممكنة على أرض الواقع، لأن الواقع يقول أن سلطة الحكم لا تريد أن تُغير الطريق الذى يأخذها إلى الانتخابات القادمة، ولكن هذا ممكن سياسياً لأن هناك خطراً يُهدد الجميع، وليتنا جميعا ننظر إلى موضوع الحوار الوطنى ليس كشعار ولا كمبادرة سياسية، كن كضرورة قد تُصبح حتمية، وأنا اختلفت مع أصدقاء كثيرين، عندما أقول إن الدعوة للحوار يجب ألا تفرض شروطاً مسبقة، بل تذهب للحوار وتقول الأطراف المعنية كلمتها فى علنية، وتنسحب إذا شاءت حتى يكون مصير الحوار قد حُسم بدلاً من الاستمرار فى خلاف نظرى أو فكرى حول الجدوى منه.

■ هناك تخوف فى الشارع بأن صداماً وشيكاً سيحدث بين الجيش والإخوان ينتهي بعودة الجيش للمشهد السياسى؟

- لا أعتقد أن هذا سيحدث فلامصلحة للطرفين من هذا الصدام، لكن من حق الجيش أن يطلب احترام قواته فيما يُكتب ويُقال. وعودة الجيش للمشهد السياسي أمر بالغ الحساسية، لأن الأصل حماية المجتمع اختصاص الشرطة، ومن ناحية أخرى لن يفقد جيش مصر الذاكرة، فينسى  الظلم الذى وقع عليه حينما نادت أصوات غير مسؤولة فى الشوارع والميادين «يسقط يسقط حكم العسكر».

ويجب أن تغيب هذه الذكرى الظالمة من عقول رجال القوات المسلحة، لأنهم كانوا يعرفون أن الهدف النهائى بالنسبة لهم ، هو تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، وقد تم فى التاريخ المحدد ، لكن الغوغائية سيطرت على الفكر، والآن أستبعد تدخل الجيش إلا إذا بلغت المخاطر درجة كبيرة من الانفجار، وجاء طلب التدخل صريحاً وواضحاً كمطلب شعبى ورسمى، وفى ذلك الوقت لن ينسى الجيش حينئذ أن يُقيم التوازن بين ما يُمكن أن يُطلب منه وبين واجبه الأساسى فى حماية حدود مصر المهددة.

■ كيف ترى المعارضة؟

- فى أى مجتمع له طموح ديمقراطي، يجب أن تكون هناك معارضة حقيقية، ولرجال المعارضة فى مصر رأى وفكر، وأتمنى منها مزيداً من التنسيق والتوحد حتى تُعطى فرصة للاستماع دون أحكام مسبقة على السلطة الشرعية، وحتى تلقى قبولاً لدى الشارع ليتفق معها ويؤيدها.

■ كيف ترى زيارة وفد من حركة «حماس»  مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين الذى أثار حفيظة البعض؟

- هذا موضوع خاص بالإخوان  والقوات المسلحة، فى أن تستمر  أو لا تستمر فى هدم الأنفاق سواء وافق الطرف الآخر أم لم يوافق، وأعتقد أن الجيش نجح فى هدم الكثير من الأنفاق، ووظيفته أن يقوم بالقبض على كل ما يُعرض أرض مصر للخطر، خاصة فى منطقة وسط سيناء من قبل المتطرفين، وعلى الحكومة إذا أرادت أن تكون شرعية ولها رأى آخر فعليها أن تُعلنه للشعب وتُصارحه به.

■ شغلت منصب وكيل لجنة الحوار بين الأديان فى الأزهر الشريف.. ما دور اللجنة حاليا؟

- جمدنا نشاط اللجنة، التى كان يرأسها الشيخ فوزى الزفزاف، وكيل الأزهر الشريف الأسبق، نظراً لمواقف مختلفة لقداسة بابا الفاتيكان السابق، ولم يأت الخلاف فقط من قبل المسلمين، بل جاء من بعض الطوائف المسيحية، وشعر الجميع بأن هناك فارقاً بين شخصيتى البابوين الأسبقين عن البابا السابق، وأعتقد الآن ومع اختيار بابا جديد، أن هناك فرصة موضوعية لعودة الحوار إلى ما كان عليه، وكان لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والدكتور حمدى زقزوق دوراً كبيراً فى هذا المجال، والخلاف كان فى الخطاب الذى تحدث فيه عن رأيه فى بعض قواعد الدين الإسلامى، وعن الرسول «محمد» صلى الله عليه وسلم، ولا أتذكر ما هى تحديداً وأعتقد أن كلماته تغيرت فى شكلها ومضمونها، ومن هنا وجه الدكتور «زقزوق» خطاباً مهماً فى ألمانيا بلغة يُجيدها رداً على أفكار البابا.

■ كيف ترى هجرة أقباط مصر للخارج؟

- من المؤسف أن تحدث مثل هذه الهجرات، لجزء من نسيج الأمة الواحد، وهذا أسلوب يؤكد سطحية تفكير بعض العقول المتطرفة، وغير الواعية، وعلى الجميع ألا يستسلموا لمثل هذه الأمور، فقولاً واحداً هو  إن مصر للمصريين أقباط ومسلمين، وعلى السلطة الحاكمة أن تعى خطورة هذا الأمر، وأن تسعى لوقف هذا التدفق نحو الخارج.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية