x

انتهاء الحرب بين الأكراد والجيش التركي بعد 29 عاماً من القتال

الجمعة 22-03-2013 20:19 | كتب: السيد عبد الفتاح |
تصوير : وكالات

بعد 29 عاماً من القتال بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المتمرد، توقفت الحرب بين الطرفين، الخميس الماضي، بدعوة أطلقها زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، لأنصاره بإلقاء السلاح، والانسحاب من تركيا إلى شمال العراق.

وأطلقت تلك الدعوة خلال عيد النوروز (احتفالاً بانطلاق السنة الكردية الجديدة)، وهي تفتح الباب لتغيير ملامح خريطة الشرق الأوسط إذا نجحت «خريطة الطريق» التي رسمها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوجان.

أما «أوجلان» الذي يصفه قطاع كبير من الأتراك بـ«قاتل الأطفال»، والذي تصنف أمريكا وأوروبا حزبه على أنه إرهابي، فقد أعلن «نهاية عهد السلاح وبداية المسار السياسي لحل القضية الكردية»، وأعلن المتمردون الأكراد الالتزام بخطته.

وجاء خطاب الزعيم الكردي، الذي أعلنه من محبسه حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، لينهي جبهة المعارك بين الجيش التركى والمسلحين الأكراد، وهو ما أثار كثيراً من التكهنات حول مغزى مسارعة الحكومة التركية لهذه المصالحة التاريخية على هذا النحو المفاجئ.

يُرجع مراقبون هذا التسارع إلى التغيرات التي تشهدها المنطقة وانطلاق قطار «الربيع العربي»، الأمر الذي أقنع «أردوجان» بالاستجابة لوقف النزاع المسلح، خاصة أن أكراد العراق باتوا يتمتعون بحكم ذاتي واسع، وأكراد سوريا لا يخفون مساعيهم إلى الحكم الذاتي، أيضاً.

محللون آخرون، يرون أن أردوجان ارتكز على النقطة التي تجمع الأتراك والأكراد، وهي «الإسلام» لبناء «تحالف دينى» قائم على المذهب «السُني»، ربما يعيد رسم خريطة المنطقة وتركيا نفسها.

واقضي «خريطة الطريق» التي وضعها «أردوجان» لحل القضية الكردية بمنح الأكراد حقوقاً في الدستور التركي الجديد، أبرزها الاعتراف بالهوية الكردية ومنحهم حق تعليم لغتهم الأم كلغة رسمية في الأقاليم الكردية.

والأبرز في الخريطة، هو إقرار قانون الإدارة المحلية، بصيغة أوروبية، بما يعطي صلاحيات كاملة في الإدارة والحكم للمجالس المحلية، بما يحقق للأكراد ما يشبه الحكم الذاتي في مناطقهم، ولكن تحت مسمى مقبول، وربما يصل الأمر للاعتراف لهم بالفيدرالية كما هو الحال في إقليم كردستان العراق، علاوة على إصدار قوانين بالعفو عن مقاتلي وأعضاء حزب العمال الكردستانى، ومنحهم الهويات التركية.

وهناك تسريبات في الأوساط الكردية أن هذه الخطة تمهد في الأساس لانضمام إقليم شمال العراق إلى تركيا.

أما ما يريده «أردوجان» من الأكراد، وفق تسريبات لقيادات كردية وصحف تركية، تأييدهم له في البرلمان لتمرير تعديلاته الدستورية التي من المقرر الانتهاء منها الشهر المقبل، ومن خلالها يرسخ الصبغة «الأردوجانية» ويمحو «الأتاتوركية»، ويغير نظام الحكم إلى رئاسي، ما يتيح له تولي الرئاسة، خاصة أن هذه هي دورته الأخيرة في رئاسة الحكومة.

وفي هذا السياق، تصاعد هجوم المعارضة التركية على أردوجان مؤخراً، حيث تتهمه بتفصيل نظام حكم على مقاسه ليناسبه بعد الخروج من الحكومة في 2015، لينافس على الرئاسة.

ويشير مراقبون إلى أن أن «أردوجان» يستهدف أيضاً مواصلة تقليم أظافر مؤسسة الجيش صاحبة المواقف الصارمة من القضية الكردية وحزب العمال، مستفيداً من هوى أمريكي لإنهاء عصر «العسكر» في تركيا والمنطقة، كما سيوجه أردوجان ضربة قوية لـ«بارونات» الجيش ممن يحققون أرباحاً طائلة من استمرار العمليات العسكرية بحجة «التهديدات الإرهابية لحزب العمال».

ويبدو أن التحالف التركي الكردي الجديد سيحمل ربيعاً جديداً للمنطقة، يعيد فكها وتركيبها، بحيث تعود أنقرة لأجواء العصر العثماني، لتكون راعية وحامية المنطقة، ويتقلص النفوذ الإيراني، ويضعف النظام السورى، خاصة أن المناطق الكردية في سوريا يسيطر عليها حزب «الاتحاد» وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، ويفرض مقاتلوه سيطرتهم عليها، وهو ما كان يقف عقبة كبيرة في تحركات تركيا لإدخال مقاتلي المعارضة السورية من المناطق الكردية، وبالتالي فإن إتمام الاتفاق يشجع على انضمام الجزء الكردي في سوريا إلى الجزئين الآخرين في تركيا والعراق، ويدعم الأكراد في إيران.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية