كان محمود عمر، منسق حزب مصر القوية بجامعة بنى سويف، يحاول قدر استطاعته أن يبدى كامل سعادته وعظيم تفاؤله، بعد نتائج انتخابات اتحاد الطلبة، التى توضح تقدم المرشحين المستقلين ومرشحى القوى الثورية والأحزاب فى حصد مقاعد الاتحادات ببعض الجامعات كاملة، منها جامعة أسيوط مثلا، التى حصدت فيها قائمة طلبة القوى الثورية والمرشحين المستقلين الأغلبية المطلقة، فى مقابل 2% فقط من المقاعد لصالح طلبة الإخوان المسلمين.
يقول «محمود»: «لن تكون هناك سطوة للإخوان على اتحاد طلاب 2013، مثلما كانوا الأغلبية العظمى وأصحاب القرار الأوحد فى اتحاد 2012، وإذا ظللنا نسير على هذه الوتيرة من العمل فيمكننا أن نتفاءل أكثر، ونقول إن اتحاد الطلبة، العام القادم 2014، سيكون بلا إخوان تماما، فمثلا رئيس اتحاد طلاب جامعة أسيوط، المنتخب، هو مرشح مستقل تدعمه القوى الثورية الأخرى، وكذلك الحال فى عدد كبير من الجامعات الأخرى، والانتخابات شهدت كثيرا من الشد والجذب بين القوى الثورية والإخوان، وكانت منافسة لم تشهدها انتخابات اتحادات الطلبة، ربما منذ أكثر من 33 عاما، حيث كان اتحاد الطلبة فى عهد النظام السابق يتم تعيينه مباشرة من قبل أمن الدولة والموالين للحزب الوطنى الحاكم.
وعن الدعاية التى اتبعوها داخل الجامعة يقول «محمود»: «عملنا كل أشكال الدعاية المتسقة مع ما نعتقده ككيان، ومع ما تسمح به اللوائح والقواعد الطلابية، المنظمة للانتخابات، وهذا سمح لنا بأرضية كبيرة نعمل من خلالها فى أطر شرعية تماما، وبما يرضى طموحنا أيضا، فعملنا مثلا حملات دعائية باسم (بإيدينا هنغير)، (هاتوا لى اتحاد)، معلنين عن رغبتنا فى التغيير، وأن الكيانات التى كانت موجودة فى السابق لم تكن معبرة عن اتحاد طلاب فعلى، وعملنا ندوات تعرف بالمرشحين المختلفين، أسمائهم وبرامجهم الانتخابية، وبعد نتائج جامعة أسيوط، التى كانت أول جامعة بشرتنا نتائجها بالخير، وجعلتنا نعمل بحماس وأمل تجاه حصد نفس النتائج فى الجامعات الأخرى، أضفنا إلى جدول فعالياتنا عمل مناظرات مع أصحاب القوائم المنافسة فى الكليات المختلفة».
كانت جامعة أسيوط التى شهدت الصعود المفاجئ لطلاب حزب مصر القوية بين صفوف الحركة الطلابية، وحصولهم على نسبة 25 بالمائة من إجمالى عدد المقاعد هى بادرة الأمل الأولى، التى فاجأت بعض طلبة الأحزاب والقوى الثورية والطلبة المستقلين، وشجعتهم على العمل الجاد لحصد مقاعد اتحاد الطلبة، وتقليل نسبة الإخوان المسلمين، قدر المستطاع، إلا أن ذلك لم يكن مفاجأة لسعيد عبدالغنى، الطالب بكلية الصيدلة، عضو اللجنة المركزية لإدارة ملف الانتخابات فى الحركة بجامعة القاهرة، والذى وصفها بأنها كانت «البداية المبشرة» لطلاب مصر القوية، الذين بدأوا مشوارهم داخل الجامعات، منذ بدء العام الدراسى الحالى.
ويرى «سعيد» أن النجاح يرجع إلى الثقة الكبيرة التى حازها طلاب مصر القوية من جانب الطلبة، خاصة بعد أن اتفقنا داخل الحزب على تكوين تيار بعيد تمام البعد عن الصراعات السياسية والأيديولوجية الموجودة داخل الجامعة وخارجها.
وعن التنسيق بين طلبة الأحزاب والقوى الثورية والطلبة المستقلين وعمل قوائم موحدة تضمهم، فى مواجهة قوائم الإخوان، يعود محمود عمر ليقول: «حزب مصر القوية نزل فى قوائم مشتركة بين المرشحين المستقلين ومرشحى القوى الثورية الأخرى فى الجامعات المختلفة، ودى كانت أفضل فكرة نفذناها من بداية الانتخابات، الإخوان كمان بينزلوا فى قوائم مشتركة، لكنهم يفضلون النزول مع مرشحين مستقلين على النزول مع طلبة الأحزاب والقوى الثورية الأخرى، لأن المرشحين المستقلين لا يميلون للتصعيد فى أى شىء، وليس لهم أى مطلب سياسى، وهم فى الأغلب يقدمون خدمات للطلبة فقط».
وتعقيبا على نفس النقطة يقول شريف شحاتة، عضو اللجنة المركزية العليا لطلبة حزب الدستور، طالب بجامعة القاهرة «فكرة نزول مرشحى الأحزاب والقوى الثورية والمرشحين المستقلين فى قوائم موحدة كانت فكرة عبقرية، لأنها وحّدت إمكانياتنا وجهودنا كلنا وتسببت فى ظهور بنتائج لم نكن نحلم بها، نحن لا تتوفر لدينا إمكانيات مادية ولا قوى بشرية لنعمل دعاية وحشد بحجم دعاية الإخوان، ولذلك كان توحيد جهودنا مهماً ومثمراً جداً، أنا سعيد جدا ومتفائل بالنتائج التى وصلنا إليها، لأنها حطمت تماما صورة المقاعد الثابتة للإخوان فى اتحادات الطلبة، وأنهم لابد أن يحصلوا على الأغلبية المطلقة فى أى كيان يترشحون فيه».
ويرى «شريف» أن هناك نقطة ضعف لدى الإخوان أوصلتهم لهذه النتيجة، قائلاً: «الإخوان كان أداؤهم فى الأنشطة وتقديم الخدمات للطلبة متراجعاً لأبعد مدى، هذا العام، وكان الطلبة المستقلون هم من ينظمون الأنشطة ويقدمون الخدمات، الطريق مفتوح أمام من لديه استعداد للعمل، ونحن فى أتم استعداد لذلك، هذا بخلاف أن الإخوان ليس لديهم كوادر بشرية تكفى ليترشحوا على كل المقاعد فى كل الكليات والجامعات، وليس لديهم استعداد ليتعاونوا مع كوادر من قوى ثورية أو أحزاب أخرى».
من جانب آخر، يرى مهند حامد، عضو اللجنة المركزية بحزب الوسط، طالب بجامعة القاهرة، أن الإخوان كان لديهم عزوف عن المشاركة فى انتخابات الاتحاد ببعض الجامعات «لم يكونوا يدرجون على قوائمهم مرشحين أقوياء، ولا يعملون دعاية كافية، ونحن رصدنا ذلك بوضوح شديد فى جامعة طنطا مثلا، ولا ندرى سبب المشكلة أن الاتحاد الذى ينتخب حاليا لن يستطيع عمل أى شىء لأنه السنة ستكون انتهت».
اقتصار عمر الاتحاد على شهرين فقط كان الدافع وراء اتفاق حزب التحالف الشعبى على عدم الدفع بمرشحين، خلال ذلك العام، يقول أحمد هانى، طالب بكلية التجارة وأحد أعضاء حزب التحالف الشعبى: «الاتحاد عمره قصير، ولن يكفى شهران لأى اتحاد على تحقيق إنجازات مهمة، وهو ما جعلنا نقرر عدم المشاركة، ذلك العام، والتأجيل للعام القادم، لكن ذلك لن يمنعنا عن دعم مرشحين ثوريين فى الانتخابات».
أما الاشتراكيون الثوريون فكان لهم موقف مختلف من انتخابات هذا العام، فقد دفعوا بـ3 مرشحين، بهدف اكتساب الخبرة فقط من المعركة الانتخابية، وعلل الطلبة الثوريون ذلك، قائلين: «هدفنا هو الوصول للطلبة وليس الوصول إلى الكرسى، ونحن نقدم للطلبة برامج سياسية جديدة تختلف عن برامج الرحلات التى اعتاد الطلبة أن يتم تقديمها لهم، فبرامجنا تضمن العدالة الاجتماعية بين الطلاب من خلال اللائحة الطلابية، وإسقاط اللائحة الحالية».
بينما اكتفى طلبة 6 إبريل «جبهة أحمد ماهر» بالمشاهدة فقط، وعدم خوض الانتخابات، ويبرر عماد عبدالحليم، مسؤول الطلبة المركزى بالحركة، فى جامعة القاهرة، ذلك، قائلا: «لا يجوز تأسيس أى كيانات أو عمل أى فعاليات فى ظل هذا النظام، نحن معترضون على الوضع القائم بأكمله ولن نشارك فى تأسيس أى كيان يُكسب هذا النظام أى شرعية من أى نوع».
وتعقيبا على نتائج الانتخابات يقول «عماد»: «ممارسة الإخوان السيئة للسياسة جعلت شعبية الإخوان تراجعت بشدة فى الشارع وفى الجامعة على حد سواء».