x

«حزب الله وبشار الأسد».. تحالف حتى «النفس الأخير»

الجمعة 22-03-2013 20:20 | كتب: غادة حمدي |
تصوير : وكالات

منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، لم يُخفِ «حزب الله» اللبناني دعمه المطلق للنظام في سوريا، وبعد محاولاته للظهور بمظهر المؤيد للحوار كحل للأزمة، يرى مراقبون أن الحزب الشيعي زاد في الشهور الأخيرة من تورطه المباشر في خطط نظام «الأسد» القمعية، ما وضع سمعته كحزب «مقاوم» على المحك.

ورغم حرص «حزب الله» على فرض سياج من السرية حول قتلاه في الصراع السوري، شهدت القرى الشيعية في الجنوب اللبناني جنازات لتشييع شباب، دون أن تُعرف ظروف مقتلهم، حيث اكتفي الحزب بالقول إنهم قتلوا «خلال تأديتهم واجبهم الجهادي»، في الوقت الذي تتزايد فيه الاتهامات للحزب بتوريط لبنان في صراع إقليمي.

وكان الحزب أقر بأن مقاتلين تابعين له «يقطنون قرى سورية حدودية مع لبنان» يشاركون في المعارك ضد «المجموعات السورية المسلحة» بغرض «الدفاع عن النفس»، لكن مصادر سورية معارضة اتهمت الحزب بقصف سوريا من أراضٍ لبنانية، وبالمشاركة في القتال على الأرض بمدينة «القصير» في محافظة حمص (وسط سوريا)، وهي الاتهامات التي دأب الحزب على نفيها.

ويقول المحلل السياسي اللبناني، جهاد الزين، إن «حزب الله» لم ولن يبدي أي دلالة على التخلي عن «الأسد»، بسبب حسابات تحكمها المصالح.

وأضاف: «هم مع النظام (السوري) للحظة الأخيرة، فهذه قصة مصيرية بالنسبة لهم». ففرضية سقوط «الأسد» تضع «حزب الله» في مأزق، حيث إنها قد تمهد الطريق أمام زيادة الضغط الغربي على المحور الشيعي في المنطقة، إن لم يكن شن حرب ضد إيران، أقوى حلفائها، وبفقدان «الأسد»، ستحرم الجماعة أيضاً من شريكها الاستراتيجى وخط الإمداد الرئيسي لترسانتها العسكرية.

ويقول الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، إنه في حال الإطاحة بالنظام السوري «سيبقى حزب الله وحيداً في بلاد الشام، الأمر الذي سيسعد إسرائيل والولايات المتحدة»، اللتين تعتبران الحزب «منظمة إرهابية».

ويدرك حزب الله أيضاً أن سقوط «الأسد»، الذي ينتمى للطائفة العلوية الشيعية، قد يأتى بقيادة سنية لسوريا، ومن غير المرجح أن تؤيد مثل تلك القيادة «حزب الله»، الأمر الذي قد يزيد الضغوط عليه، خاصة أن الانتفاضة السورية عمّقت الانقسامات الطائفية في لبنان.

ومن جانبه، يقول الخبير العسكري صفوت الزيات، إن النظام السوري يسعى لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من «حزب الله» ليبعث برسالة لخصومه توحي بأنه يتمتع بدعم من حلفائه.

وتابع: «لكن الفاتورة التي يدفعها (حزب الله) ثمناً لمؤازرته حليفه السوري تظل باهظة، سواء على المستويين الخارجي أو الداخلي، فبعدما كان الحزب يحظى بالتكريم في العالم العربي بسبب تصديه لإسرائيل في حرب الـ34يوماً عام2006، بدأ الحزب يفقد شعبيته تدريجياً لموقفه من الانتفاضة السورية، الذي جاء معاكساً لدعمه لثورات «الربيع العربي» في مصر وتونس وليبيا.

وفي الداخل اللبناني، يواجه «حزب الله» اتهامات متصاعدة من خصومه السياسيين بإذكاء التوتر الطائفي في لبنان، التي عانت من ويلات الحرب الأهلية على مدى 15عاماً، وذلك بسبب ضلوعه في الصراع السوري.

وزادت الاشتباكات الأخيرة بين «الجيش السوري الحر» المعارض، وحزب الله على الحدود «السورية- اللبنانية»، من مخاوف احتمالات التصعيد الإقليمي للصراع.

وحذرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية من أن «نشر قوات الحزب في سوريا سيجعل شيعة لبنان أكثر عرضة لهجمات تستهدفهم في أعقاب سقوط الأسد»، موضحة أن «حزب الله سيصبح أيضاً هدفاً لاتهامات المحاكم الجنائية الدولية لمساعدته نظام الأسد في ارتكاب انتهاكات ضد شعبه».

ورغم كل التحديات والضغوط، يبدي «حزب الله» استعداداً واضحاً لمساندة النظام السورى «حتى النفس الأخير»، حيث يرى المحلل السياسى اللبناني على الأمين أن ادعاءات الحركة بشأن حماية اللبنانيين المقيمين في القرى السورية، خاصة «القصير»، قد تكون جزءً من استراتيجية لإنشاء «جيب» يلجأ إليه «الأسد» والدائرة العلوية المحيطة به حال سيطر الثوار على دمشق، كما أن تلك المنطقة ستوفر للحزب ممراً جديداً لتدفق الأسلحة إليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية