عامان وشهران مرا على سقوطه شهيداً ليسطر اسمه بحروف من النور كأول شهداء الثورة المصرية. إنه «مصطفى رجب» الذى قالت والدته «عندما يقترب عيد الأم أظل أسمع صوتاً يردد كل سنة وانت طيبة يا أمى، ودى كانت كلمة مصطفى ليا». وبدموع حاولت منعها دون جدى استكملت حديثها قائلة « ابنى كانت ظروفه صعبة، ورغم ده عمر ما فات أى عيد أم من غير ما يدينى فلوس ويقولى هاتى اللى انتى عايزاه، دا غير إنه كان بيجيب لى العلاج ويساعد فى جهاز إخواته البنات، أصل والده متوفى وهو صغير أوى ومكنش عندى ولد غيره عشان كدا كان يعتبر راجل البيت، وكان حامينى أنا وإخواته البنات».
وتابعت « لكن اللى مزود حزنى السنة دى إن حق ابنى لسه مجاش، وكمان لسه الشباب بيموت فى الشوارع، صحيح هما شهدا لكن نفسنا نشوف نتيجة استشهادهم، يمكن قلبنا يهدى شوية ونحس إنهم راحوا علشان بلدنا تبقى أحسن، مش عشان الدنيا تفضل مولعة والناس تفضل تموت».
وصلة من البكاء واسترجاع شريط الذكريات منعها لبرهة من الحديث، لتنظر الى السماء وتبعث برسائلها لشهيد الثورة الأول قائلة « مش هرتاح يا ابنى إلا لما يحكموا على ضباط الأمن المركزى اللى قتلوك أنت والشباب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن الحرية ولقمة العيش فى بلدهم، هو مبارك والعادلى أغلى من مين عشان ميتعدموش جزاء اللى عملوه فينا وفى ولادنا طول السنين اللى فاتت».
وانفجرت والدة «مصطفى» فى موجة من الانتقاد قائلة «إن ما يحدث الآن على الساحة السياسية هو نفس ما كان يحدث أيام مبارك، باستثناء أن الرئيس المخلوع كان يعترف بخطئه، بينما مرسى يصر على الخطأ »، وأضافت « لما الثورة قامت ومات فيها شباب، مبارك قدم تنازلات لكن نظامه كان قد انتهى والناس طهقت، لكن دلوقتى مرسى زى ما يكون حاكم لبلد تانية ومش شايف مصر وحالها اللى رايح من سيئ لأسوأ». واستطردت « لو البلد دى اتغيرت بجد وبقى فيها عدل كان حق ولادنا رجع، لكن إزاى كل المتهمين فى قضايا قتل الشهداء ياخدوا براءة، طيب مين اللى قتل ولادنا،
ولو كان العدل اتحقق من ساعة مرسى ما حكم، ماكانش مات شهداء تانى». وطالبت والدة الشهيد من الرئيس أن يفى بالوعود التى قطعها على نفسه، باستعادة حق شهداء الثورة قائلة « هو اللى قال إنه هيرجع حق الشهداء، وإن دمهم فى رقبته، ولا ده كله كان كلام انتخابات وبس؟، وأحب أفكره إنه وعد بالقصاص لولادنا مش إنه يموت ولاد بزيادة». ورغم طول المدة التى تجاوزت العامين منذ استشهاد ولدها وعدم حصولها على القصاص حتى الآن إلا أن الحاجة كوثر مازالت متفائلة بالمستقبل قائلة « دم ولادنا مش هيروح هدر إن شاء الله».