فى يوم 28 يناير 2011 أول ما عرف بجمعة الغضب، خرج فى مسيرة من منطقة المطرية فى اتجاه ميدان التحرير، لكن وقبل وصول المسيرة إلى ميدان المطرية وتحديداً أمام مدرسة العقاد، أطلق قناصة النار على المتظاهرين من أعلى سطح أحد المبانى، وانتهت المجزرة مخلفة وراءها 28 شهيداً، كان «مصطفى العقاد» واحداً منهم.
مصطفى، 18 سنة حينها، كان طالباً بكلية التعليم الصناعى وأصغر الأبناء لوالديه، وفى يوم عيد الأم التقينا بوالدته «سيدة حسن» التى قالت بدموع حاولت أن تغالبها: «مصطفى كان حنيّن، وفى عيد الأم كان دايماً يجيب ليا برفان، أصله كان عارف إنى بحبه، ولو ظروفه مش سامحه كان يجيب ليا وردة أو كارت شحن للموبايل، ومافيش ولا مرة خلا بيا إلا من ساعة ما راح». وأضافت «سيدة» قائلة: « أنا كل ما يقرب عيد الأم النار تولع فى قلبى، وأيامى بعد مصطفى تشبه الموت ولا يفرق عندى عيد أم أو غيره، فالأيام تشبه بعضها».
وتؤكد الأم الملكومة أنها على أتم استعداد لأن تتنازل عن التعويضات من أجل أن ترى إعدام مبارك والعادلى، لأن أموال الدنيا كلها لا يمكن أن تعوضها عن فلذة كبدها الذى اختار أن يستشهد فى سبيل الوطن وهو يثور على الظلم والطغيان.
وتتابع الأم: «حاسة بجرح كل يوم بيكبر جوايا عن اليوم اللى قبله من كتر اللى باشوفه فى التليفزيون من نفاق، وكل اللى اتحاكموا خدوا براءة، وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم، وأنا أول واحدة انتخبت مرسى لما قال حق الشهداء فى رقبتى، لكن مرسى داس على دم الشهداء وطلع على جثثهم وعلى دمهم علشان يوصل للكرسى، وإحنا غلطانين إننا معملناش زى الألتراس إللى أخدوا حقهم بإيديهم».
وأضافت «المرة الوحيدة اللى فكرنا نعتصم فيها كانت عند ماسبيرو، بعد أحداث مسرح البالون، لكن البلطجية جريوا ورانا بالسنج وقالوا على أهالى الشهداء بلطجية، فانفجرت أحداث محمد محمود الأولى».
وانتقدت والدة مصطفى بعض الشخصيات المتواجدة على الساحة السياسية واتهمتهم بالنفاق قائلة: «المنافق صفوت حجازى اللى كنا بنحسبه معانا يقولنا متخرجوش من بيوتكم وإحنا هنجيب حقكم لحد البيت، ومع إننا سمعنا كلامه لكن مشفناش حاجة لحد دلوقتى».
وتابعت: «كان عندى أمل لما مرسى ينجح إن حق ابنى هايرجع، لكن هما نسيوا الشهداء وسيرتهم ماتت، وحق عيالنا ضاع واللى ضيعه مرسى، وكل اللى بطلبه منه إنه يعيد المحاكمات بما يرضى الله، معقول مفيش حد يتحبس فى قضايا قتل المتظاهرين خالص؟!، هو دا حق الشهيد يا مرسى؟، لكن أحب أفكرك إن شهداء الثورة دول هما اللى طلعوك على الكرسى، إزاى تسيب حقهم؟ وهتقابل وجه كريم تقوله إيه؟ حتى البلد حالها بقى أسوأ، دم ولادنا راح هدر ولسه الشهدا بيموتوا فى الشوارع لحد دلوقتى».