ذهبنا إليها لتهنئتها بعيد الأم، فاكتفت بالصمت، ثم تحدثت بصعوبة، لتؤكد أن البهجة والتهانى فقدت معانيها بعد رحيل ابنها أحمد بسيونى، شهيد ثورة 25 يناير، وبرغم رضاها بقضاء الله، فإنها ما زالت تنتظر القصاص لروحه ودمه. وقالت: «أكرس وقتى للدعاء له بالرحمة والمغفرة واستعذب إقامتى وحدى، برغم إلحاح ابنى باسم على الإقامة معه، حتى لا أنشغل عن هذا الدور بتفاصيل الحياة اليومية».
وأضافت: «برغم أن حفيديى آدم وسلمى أحمد بسيونى يصبرانى على فراق أبيهما إلا أنهما لا يعوضانى غيابه، أو ينسوننى إياه، وحينما أشتاق إليه أحادثه، أو أذهب لرؤية آدم فهو يشبهه كثيراً، حتى إنه يهوى الرسم مثله، ويقضى أوقاتا طويلة بين الألوان والأقلام».
تصمت أم الشهيد، قبل أن تستكمل: «غلاوة ولدى زادت بعد وفاته، وأصبحت أشعر بالذنب تجاهه، وأتألم لكل مرة أغضبته فيها بقصد أو بغير قصد، خاصة أنه كان بارا بى، عطوفاً، مطيعاً».
وعن تحولاتها بعد استشهاد أحمد، قال ابنها الأصغر «باسم بسيونى»: «أمى تغيرت تماما بعد وفاة أخى الأكبر، صارت صامتة، دموعها قريبة لأتفه الأسباب، ابتسامتها عزيزة، ويتملكها هاجس غير مبرر بفقدان الأحباب، هى التى فارقها أخى وأبى من بعده فى عام واحد، وصار يعذبها احتمال أن تفقدنى مثلهما، حتى إن اتصالاتها التليفونية بى لا تنقطع، سواء للاطمئنان على وعلى أسرتى، أو لتتأكد من تواجدى بمكان آمن بعيدًا عن الأحداث الساخنة، وتعارض مشاركاتى على الفيس بوك، وتتوسل إلى أن أبتعد عن السياسية، وزادت حساسيتها ومراعاتها لمشاعر الجميع فى الفترة الأخيرة، حتى إنها تكتم آلامها عنا حرصا على معنوياتنا.