داخل منزل بسيط بمنطقة عابدين وفى حجرته الخاصة جلست الحاجة فاطمة والدة الشهيد جابر صلاح ( جيكا ) على سريره الخاص وأخذت تتأمل فى صوره ومقتنياته الشخصية وبادرتنا بالقول « اللى قتلوا ابنى معروفين وصورهم مالية النت، ومش عارفة ليه مش عايزين يقدموهم للعدالة ».
تركناها تسترسل دون مقاطعة منا فقالت « أكتر حاجة نفسى فيها القصاص لابنى وللشباب إللى زيه، واللى قتلوهم معروفين، وبعدين تستقر البلد واللى مبيفهمش فى السياسة يسيبها لأهلها».
ولما سألناها إيه آخر هدية قدمها لك جيكا فى عيد الأم، قالت: « جلابية بيت كانت أخر هدية منه، وكان دايما يجبيب لى إللى أطلبه، وكان زى النسمة ومش مشيلنى هم حاجة، وكنت كل ما أشوفه أخاف عليه من الحسد».
ومن بين دموعها المنهمرة واصلت: « انضم جابر لحركة 6 إبريل لما كان فى أولى ثانوى، وأول مسيرة له بعد انضمامه للحركة كانت لوزارة التربية والتعليم وقابل الوزير وطالبه بعودة الطلاب المفصولين بسبب السياسة إلى مدارسهم ».
وتابعت حديثها عن جيكا قائلة «أول ما طلع بطاقة انضم لحزب الدستور، وكان فى رمضان بيفطر برا عشان يوزع الوجبات على الناس».
على الحائط أعلى سرير جيكا رأينا «دمية معلقة» على حبل فى وضع الشنق يعلوه كاب شرطة وخلفه لوحة كتب عليها « قاتل جيكا».
ولما سألنا الأم عن سبب تعليق الدمية بهذا الشكل قالت: « أصحابه هما اللى عملوها علشان مننساش أبدا إن الداخلية هى المسؤولة عن قتل ابنى إللى كان بيساند مرسى فى الانتخابات ويقول أحسن من غيره، وماكانش يعرف إنه هيسكت على حقه ويسيب اللى قتلوه».
وتابعت الأم « مفيش حاجة فى الدنيا بقت تفرحنى، لكن لما شباب 6 إبريل عرضوا عليا إنى اطلع عمرة وافقت على طول يمكن تخفف عنى شوية». و تابعت: « زى ما يكون ابنى عارف إنه هيموت ومش راجع تانى، ابنى مات فى ذكرى أحداث محمد محمود بخرطوش فى رأسه من أحد رجال الشرطة ».
وانهمرت فى بكاء شديد فتركناها وهى تردد: « أنا عايزه حق ابنى،أنا عايزة القصاص من اللى قتلوا ابنى وحرمونى منه ».