x

مظاهرات غزو العراق.. العيد العاشر لأول بروفة لثورة يناير

الخميس 21-03-2013 17:37 | كتب: محمد علي الدين |
تصوير : other

المتظاهرون يحتشدون في ميدان التحرير لأول مرة في زمن مبارك، الأمن يطاردهم ويطلق الغاز المسيل للدموع، يزداد غضب المتظاهرين فيحرقون صورة مبارك أمام المقر الرئيسي للحزب الوطني على كورنيش النيل، ويهتفون: «يسقط يسقط حسني مبارك».. لا ينتمي هذا المشهد إلى ثورة 25 يناير بل إلى مظاهرات حاشدة نظمتها القوى السياسية ضد الولايات المتحدة والحرب الأمريكية على العراق في 2003.

بدأت الدعوة لتلك التظاهرات باقتراح من المهندس كمال خليل، الناشط اليساري، وكيل مؤسسي حزب العمال والفلاحين، الذي وافقت عليه القوى السياسية عدا جماعة الإخوان المسلمين، التي قررت أن تنظم مظاهرة حاشدة بعد بداية الحرب بعدة أيام في استاد القاهرة بعد الحصول على موافقة من الدولة.

يقول كمال خليل عن هذا اليوم: «المظاهرات في 20 و21 مارس لم تبدأ فجأة، لكنها نتاج تراكم العديد من الأنشطة السياسية من أبرزها اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة التى تأسست في 2001، ولجنة التضامن مع الشعب العراقي التى تأسست قبل بدء الحرب بشهرين، ونظمت مظاهرات عديدة في السيدة زينب وجامعة القاهرة وأمام السفارة القطرية، باعتبار أن قطر لديها أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، ستنطلق منها القوات الأمريكية لاحتلال العراق».

ويضيف «خليل»: «في نهاية كل مظاهرة كان المتظاهرون يتفقون على التجمع في ميدان التحرير الساعة الواحدة ظهرًا في اليوم التالي لبدء القصف الأمريكي للعراق». ويتذكر أن أول كتلة من المتظاهرين دخلت ميدان التحرير يوم 20 مارس كانوا طلابًا بالجامعة الأمريكية، وعلى رأسهم الشاعر تميم البرغوثي، بعدها توافد المتظاهرون على الميدان ونجحوا في فك الحصار الأمني المحيط بهم.

ويقدر «خليل» أعداد المتظاهرين ذلك اليوم ما بين 20 إلى 30 ألفًا، لكن الأهم من ذلك وفقا له أنها كانت «بروفة» لثورة 25 يناير ضد نظام مبارك حيث نجحت في كسر حاجز الخوف لدى المصريين الذين هتفوا لأول مرة: «يسقط يسقط حسني مبارك».

ويشرح الناشط السياسي وائل خليل، وسائل الحشد لذلك اليوم بين النشطاء: «بدأنا نتصل تليفونيًا ببعضنا البعض، وأرسلنا مجموعة كبيرة من رسائل (إس إم إس) والإيميلات لدعوة الناس للنزول والتظاهر ضد الحرب على العراق، على أن يكون التجمع في ميدان التحرير، وقد حدث ذلك».

يروي هؤلاء الذين احتشدوا في الميدان لأول مرة في زمن مبارك، كيف عاشوا لحظات الانتصار على قوات الأمن التى كانت تحاصرهم، ثم فوجئت بتزايد أعداد المتظاهرين، فارتبكت وانسحبت سريعًا إلى محيط السفارة الأمريكية ومداخل وسط المدينة.

يقول وائل خليل: «الكتلة الأكبر من المتظاهرين كانت في صينية الميدان، وحاول الأمن في البداية حصارها، لكنه فوجئ بعشرات المتظاهرين يحاضرونه من الخلف، فتراجع وانسحب. ورغم ذلك فإن قوات الأمن استمرت في محاولات تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لكن المتظاهرين صمدوا حتى منتصف الليل ثم غادروا الميدان، واتفقوا على التجمع مجددًا في اليوم التالي لاستكمال المظاهرات ضد الحرب على العراق».

ويشير وائل خليل إلى اتفاق المتظاهرين في اليوم التالي على خروج المظاهرات بعد صلاة الجمعة من الجامع الأزهر، لكن الأمن تعامل بعنف، وكان مصممًا على فض المظاهرات بالقوة، فاعتقل كل الوجوه السياسية المعروفة التي حاولت دخول ميدان التحرير، وضربوا نائبي مجلس الشعب حينها حمدين صباحي، ومحمد فريد حسانين، بالإضافة إلى اعتقال 300 متظاهر.

ويعتقد وائل خليل أن مظاهرات 20 و21 مارس كانت مؤشرًا مهما على سقوط «هيبة مبارك ونظامه»، حيث كسر المصريون حاجز الخوف، واحتشدوا في أكبر ميادين مصر وهتفوا ضده وأخيرا أحرقوا صورة كبيرة له أمام المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي، الذي احترق بالكامل بعد 8 سنوات، عندما خرج الملايين في 28 يناير وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط النظام».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية