x

بعد وصول الإخوان للسلطة.. الجمهور يهجر مشايخ «التكفير» إلى كتاب «التفكير»

الأربعاء 20-03-2013 20:38 | كتب: أحمد الفخراني |
تصوير : other

لاقى هجوم الشيوخ فوق المنابر وصفحات الجرائد على كتاب د.«نصر حامد أبوزيد» نقد الخطاب الدينى، الذى صدر عام 1990، والوصول إلى تكفيره وتفريقه عن زوجته بحكم قضائى مساندة شعبية وقتها وسط جمهور اكتفى برأى مشايخه عن المحتوى دون قراءة الكتاب، الذى هاجم سلطة الخطاب الدينى، المتمثل فى مؤسساته، وقدم فكرة أن تفسير النصوص اجتهادات بشرية اكتسبت قداسة.

لم يمنع مساندة المثقفين وقتها، أن ينفى «أبوزيد» نفسه وزوجته إلى هولندا حيث عمل أستاذاً للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن بعد 23 عاما، من جمهور يساند «تكفير» بحث علمى، انقلب المزاج إلى مساندة التفكير، هناك نماذج تستطيع الآن أن تنقد هذا الخطاب بطرق أكثر شعبوية وسهولة على المتلقى، يمكن ملاحظة اتساع جمهور باسم يوسف يوماً بعد يوم، والذى يستعمل السخرية، لفضح تناقضات هذا الخطاب.

مؤمن المحمدى، كاتب وصحفى، يملك موهبة يعشقها أصدقاؤه، وتربك خصومه، فهو على المقهى، ماكينة حكايات ممتعة، تستطيع أن تجمع متناقضات من الكرة إلى السياسة إلى المجتمع وحتى فى الدين، خفة التنقل من حكاية إلى حكاية لتقديم رؤية لموضوع بعينه، لم تغب عن كتاباته، ومن بينها كتابه الذى يحمل عنواناً صادماً «عزيزى المواطن المسلم.. لماذا أنت متخلف؟»، الكتاب الذى لا يتهم الإسلام، وإنما يناقش أسباب تأخر المسلمين، فى مقابل تقدم الغرب، بسبب تحول الخطاب الدينى، إلى كهنوت مغلق، ضد العصر.

«مؤمن» ليس وحده الذى يعتقد أن نقد الخطاب الدينى «موقف» لا بد من اتخاذه الآن، فالفترة التى أعقبت وصول الإخوان إلى الحكم، وظهور تناقضات «أخلاقية لدى أعضائهم، أو فى بعض المشايخ المحسوبين على التيار الإسلامى، خصوصا فى التصريحات الصادمة، التى «يشرعن بعضها» فحش مهاجمة الخصوم، أو «الكذب» فى المواقف، والأهم التصريحات التى كشفت عن عقلية تبدو موغلة فى ابتعادها عن العصر وتجافيه، ما أدى إلى ارتفاع نبرة نقد الخطاب الدينى، لكن اللافت أن نقد هذا الخطاب الذى كان يصاحبه قبل وصول التيار الإسلامى إلى السلطة، نفورا من المجتمع أصبح الآن يجد صداه وقراءه.

حساب «مؤمن» على موقع التواصل الاجتماعى، الذى حوله إلى ما يشبه مجلة متنوعة يحررها بنفسه، يلقى ترحيباً لافتاً من القراء الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم، يعمل «مؤمن» منذ فترة على رواية التاريخ الإسلامى بشكل مختلف، المتعة التى يقدمها بجانب الدعوة للتفكير، فى سيطرة الخطاب الدينى الممتد عبر قرون مضت على عقول المصريين، يرى مؤمن «أننا فى حاجة إلى التفكير العقلانى».

كتابه «عزيزى المواطن المسلم» لاقى ترحاباً وقتها من إسلاميين، بحسب قوله «لأنهم رأوا فيه محاولة للتفكر فى أمور المسلمين، ولا يهين الدين»، منذ انتقلت شعبيته إلى النشاط الإلكترونى فى رواية التاريخ الإسلامى، وظهوره فى عدد من البرامج الحوارية صار يجابه بجانب جمهوره، تهديدات، وشتائم.

فكرة مؤمن المحمدى فى طرح رواية التاريخ الإسلامى، أن الإسلام «عرف نبياً واحداً فقط هو محمد بن عبدالله، لكن التاريخ لم يضعه أنبياء، بل بشر أكسبهم الخطاب الدينى قداسة حولتهم من بشر إلى أشخاص لا يمكن انتقادهم، حتى وصل الأمر على حد تعبيره إلى أن يصبح «الداعية محمد حسان مثلاً مقدساً لا يجوز نقده أو المساس به».

رسائل الهجوم التى تواجه مؤمن المحمدى، يقول إنها «ترفض ما أكتبه، لكن لا يستطيعون تكذيبى، ولا يقومون بمناقشتى فى أفكارى، التى أنقلها من أمهات كتب السنة»، لكنهم يقومون «بالتشكيك فى نيتى»، يستقبل مؤمن رسائل تصفه «بالإلحاد، التشيع، الرافضية، إلى آخر تلك المسميات»، دون أن تعتنى بمناقشة ما يقول.

ما يرغب مؤمن فى توصيله: «على الدين أن يقترن بالعقل والتفكير».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية