وصفت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية الآداب جامعة الزقازيق، ظهور بعض المشاريع التجارية التى تحاول صبغ نفسها بصبغة إسلامية بأنها «دهان على وبر»، مؤكدة أن أحداً لا يستطيع أن يفرض أجواء السعودية على المجتمع المصرى الذى يلفظ سريعاً كل المظاهر الكاذبة والشكلية للدين.
وأضافت أن باحثاً باكستانياً تحدث مؤخراً عن محاولات شبه الجزيرة العربية منذ ستينيات القرن الماضى خلق تيار دينى متشدد فى مصر لحماية أنفسهم من الأفكار التحررية القادمة من مصر، مؤكدة أن توجهاتهم لا تتناسب مع طبيعة التدين الوسطى الذى يتمتع به الشعب المصرى ما يؤدى إلى لفظهم.
ولفتت إلى أن أى مشروع اقتصادى تجارى هو بالضرورة علمانى لأنها مشروعات تقوم على أساس الحياة الدنيوية، وبالتالى فإن محاولة إصباغ أى من تلك المشروعات بالدين هى محاولة إرضاء للفريق الذى تعتبره تلك المشروعات مصدر رزقها أو طريقة لكسب ثقة الناس عبر التدين الشكلى، وهو ما حدث فى الماضى عبر شركات توظيف الأموال التى استطاعت أن تجذب جميع طوائف المجتمع للثقة فيهم من خلال المظهر المتدين وارتداء الجلاليب والسبح.
وتوقعت «زكريا» سقوط التيارات المتشددة قريباً، مؤكدة أن وصولها إلى السلطة سيواجه بثورة ثقافية واجتماعية جديدة، مشيرة إلى أن المصريين قادرون على استرداد الشخصية المصرية وروح التدين التى لا تهتم بالمظاهر الشكلية بقدر حرصها على جوهر الدين.