«تاجر الموت ميت».. نعي نُشر بطريق الخطأ عن وفاة ألفريد نوبل، المخترع السويدى، فى إحدى الصحف الفرنسية، عام 1888، عندما توفى شقيقه «لودفيج»، أثناء زيارة لمدينة «كان»، فى وقت كان يتعرض فيه «نوبل» لانتقادات حادة بسبب اختراعه الديناميت، وقالت الصحيفة الفرنسية وقتها: «الدكتور ألفرد نوبل، الذى أصبح غنيا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أى وقت مضى، توفى بالأمس». وهو ما أصاب «نوبل» بخيبة أمل، مما قرأه، وانتابه القلق بشأن ذكراه وصورته لدى الناس بعد وفاته، وفكر فى ترك أفضل ميراث بعد وفاته.
فى 27 نوفمبر 1895، وقّع نوبل وصيته الأخيرة لدى النادى السويدى النرويجى فى باريس، مكرساً الجزء الأكبر من تركته لتأسيس جوائز نوبل التى تمنح سنوياً دون تمييز لجنسية الفائز.
وبعد الضرائب والوصايا للأفراد، قام نوبل بتخصيص 94% بقيمة إجمالية 31 مليوناً و225 ألف كرونة سويدية، لإنشاء خمس جوائز نوبل، وكان المبلغ يعادل مليوناً و687 ألفاً و837 جنيها إسترلينيا وقتها. وبلغ رأس مال جوائز نوبل فى عام 2012 حوالى 472 مليون دولار أمريكى أو 337 مليون يورو. تُمنح 3 جوائز فى العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية أو علم وظائف الأعضاء، وجائزة للأعمال الأدبية «فى اتجاه مثالى»، وجائزة للشخص أو المجتمع الذى يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولى، إلى أن توفى عام 1896.
وترجع قصة نوبل مع اكتشاف الديناميت، عندما اكتشف أنه عند مزج النيتروجلسرين مع مادة ماصة خاملة مثل (kieselguhr) يصبح أكثر أمانا وأكثر ملاءمة للتعامل، عندئذٍ حصل عن هذا الخليط على براءة اختراع فى عام 1867 باسم «الديناميت». وقام فى وقت لاحق بمزج النيتروجلسرين مع العديد من مركبات النيتروسليلوز، مثل «الكولوديون»، ولكنه استقر على تركيبة أكثر كفاءة بمزج بين نترات متفجرة أخرى، وحصل على مادة شفافة تشبه الهلام لها قوى انفجارية أكثر من الديناميت، وحصل على براءة اختراع ما سماه «جلجنيت» أو الهلام المتفجر فى عام 1876.