كشفت مصلحة الكيمياء ومديرية الطب البيطرى أن المواد الخاصة بختم اللحوم «مادة الميثال» فى المجازر غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وتحتوى على مواد سامة محرمة دولياً وتحظر الدول الأوروبية استخدامها فى المنظفات، لما لها من تأثيرات ضارة.
كانت مصلحة الكيمياء أجرت تحليلاً لعينة من الكميات التى وردتها شركة «يونى كيم مصر»، وبدأت النيابة الإدارية تحت إشراف المستشار سامية المتيم، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، تحقيقات موسعة فى البلاغ الذى قدمته اليوم مديرية الطب البيطرى بالقاهرة.
وأوصت «المتيم» بسرعة إنجاز التحقيقات وأن تكون موسعة وتشمل جميع اللجان المشكلة لفحص المواد الكيماوية الخاصة بختم اللحوم، كما أمرت بسرعة إخطار المجازر على مستوى الجمهورية لمنع تداول 1761 زجاجة جاهزة للاستخدام فى مجزر البساتين باللون الأحمر و300 أخرى باللون البنفسجى، وطلبت سرعة مخاطبة مجزر سفاجا لوقف استعمال 17 زجاجة سامة.
وقال الدكتور مخلص الكردى، رئيس مصلحة الكيمياء، إن المصلحة قامت بتحليل العينة التى أرسلتها مديرية الطب البيطرى الخاصة بمادة ختم اللحوم فى المجازر، وتبين من التحليل ظهور كحول «الميثال» فى العينة وهو مادة سامة ولها تأثير ضار على البيئة، وأن جميع الدول الأوروبية تمنع استعمال هذه المواد حتى فى المنظفات لما لها من تأثيرات ضارة على صحة الإنسان، مشدداً على أنها محرمة دوليا ولا يمكن استخدامها.
وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة من البلاغ المقدم إلى النيابة الإدارية جاء فيه أن مديرية الطب البيطرى بالقاهرة أبلغت هيئة النيابة الإدارية للتحقيق فى المخالفات الجسيمة التى شابت توريد المواد التى تستخدم فى ختم اللحوم قبل خروجها من المجازر، ونظراً لأهمية القضية طلبت المستشار سامية المتيم سرعة إنجاز التحقيقات فى القضية وتحديد المسؤولية التأديبية عن تسلم هذه المواد، وكذلك المسؤول عن استخدام جزء منها فى مجزرى سفاجا والبساتين بالقاهرة، وإحالته إلى النيابة للتحقيق وتحديد المسؤولية التأديبية فى أسرع وقت ممكن لما له من أهمية.
وأكد بلاغ مديرية الطب البيطرى أن هناك رسالة من الكحول واردة لمديرية الطب البيطرى بالقاهرة من شركة يونى كيم مصر، بتاريخ 18 و21 مارس الماضى بها مواد يشتبه أن تكون سامة وتؤثر على صحة الإنسان وشكلت المديرية لجنة من 7 مسؤولين بالمعامل المركزية والمجازر لفحص هذه الرسالة وتم سحب عينة منها وإرسالها إلى مصلحة الكيمياء لإعداد تقرير عنها وجاءت النتيجة فى 8 أبريل الجارى إلى مديرية الطب البيطرى لتؤكد أنها تحتوى على كحول ميثالى، وهى مادة غير صالحة للاستهلاك الآدمى يتم ختم الذبيحة بها فى المجازر.
وأضاف البلاغ أن هذه المواد السامة كانت موجودة فى المادة الحمراء والبنفسجية المخصصة لختم اللحوم قبل خروجها من المجازر وأن اللجنة التى شكلتها مديرية الطب البيطرى توجهت إلى مجزر البساتين يوم 23 مارس الماضى وسحبت عينة وقعت عليها الدكتورة ليلى توفيق قاسم الكشف بحضور شريف سامى عبدالباسط، مندوب شركة يونى كيم مصر، الموردة لهذه المواد الكحولية، وتم تشميع العينة وإرسالها فى اليوم التالى إلى مصلحة الكيمياء مع مندوب الشركة الموردة الذى سدد رسوم التحليل وظهرت نتيجة التحليل فى 8 أبريل وتم تسليمها إلى مديرية الطب البيطرى، التى قامت بفتح التحليل وتبين أن العينة تحتوى على كحول سام وضار، ويؤثر على صحة الإنسان.
وأشار البلاغ إلى أنه تم تشكيل لجنة من مديرية الطب البيطرى بالقاهرة لسرعة التوجه إلى المجزر الآلى بالبساتين وقامت بفحص المجزر وأثبتت وجود 4 تحضيرات من المادة الحمراء الملونة والبنفسجية وهى عبارة عن 1761 زجاجة ملونة، وبالجرد تبين أن هذه العبوات مازالت بالمخازن لم يصرف منها أى شىء كما أن هناك 300 زجاجة أخرى قيد التحضير تم تحضيرها فى 31 مارس وتوزيعها على المجازر فى المحافظات وبيع 17 زجاجة منها إلى مجزر سفاجا، وهناك زجاجات تم تحضيرها باللون البنفسجى يومى 18 و21 مارس تم توزيعها على المجازر وبتواريخ 23 و30 مارس و7 أبريل قامت اللجنة بتحضير هذه المواد دون الانتظار لمعرفة النتيجة المعملية للكحول عن طريق مصلحة الكيمياء وهو ما يعنى أن هناك مخالفة جسيمة ارتكبها المسؤولون بتحضير هذه المواد قبل معرفة نتيجة التحليل، وقررت النيابة التحفظ على 1761 زجاجة حمراء و300 زجاجة بنفسجية، وأرسلت إلى مجزر سفاجا لعدم استعمال 17 زجاجة لعدم صلاحيتها للاستهلاك، كما قامت مديرية الطب البيطرى بالتحفظ على جميع العبوات والجراكن والبراميل.