شهدت بعض أحياء بيروت توترا وقطع طرق في وقت متأخر، مساء الأحد، بعد الاعتداء في حادثين منفصلين على ثلاثة رجال دين سنة في مناطق ذات غالبية شيعية، ما أثار غضبا عارما في المناطق السنية في هذا البلد ذي التركيبة الطائفية والسياسية الهشة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بـ«تعرض الشيخين في دار الفتوى مازن حريري وأحمد فخران لاعتداء في منطقة الخندق الغميق» ذات الغالبية الشيعية، وذلك «أثناء مرورهما متوجهين إلى مسجد محمد الأمين» الواقع وسط العاصمة.
ونقل حريري وفخران إلى مستشفى المقاصد في غرب المدينة. وعرضت وسائل الإعلام اللبنانية صورا للشيخين، بدا أحدهما فيها ممدا على سرير في المستشفى وقد وضع حول عنقه جهازا مثبتا، في حين جلس الآخر إلى كرسي وآثار الضرب ظاهرة حول عينيه.
وفي حادث منفصل، أفادت الوكالة عن تعرض شيخ ثالث هو عمر الأمامي في منطقة «الشياح» ذات الغالبية الشيعية، والواقعة على أطراف الضاحية الجنوبية للعاصمة.
وتجمع عشرات الشبان خارج حرم مستشفى المقاصد مطالبين بإلقاء القبض على المعتدين. كما عمد شبان غاضبون إلى قطع بعض طرق العاصمة بالإطارات المشتعلة، ومنها أوتوستراد المدينة الرياضية (المدخل الجنوبي لبيروت)، وكورنيش المزرعة، وقصقص القريبة من الضاحية الجنوبية التي تشكل معقلا لحزب الله وحركة «أمل» الشيعيين، واللذين استتكرا الحادث معتبرين في بيان مشترك أنه محاولة «لإثارة الفتنة»، وداعين إلى محاسبة المرتكبين.