غاب رجال الأعمال والمسئولون الفرنسيون بشكل كامل عن حضور فعاليات «المؤتمر الثالث للاستثمار فى الكوميسا» والذى اقيم بشرم الشيخ مؤخرا، وجاء الغياب رغم تأكيد مصادر فى هيئة الاستثمار المصرية - منظمة المؤتمر مع سكرتارية الكوميسا - بتوجيه دعوات لأطراف فرنسية مختلفة باعتبار فرنسا فى مقدمة الدول المهتمة بالشأن الأفريقى.
وفى سؤال لـ«المصرى اليوم» إلى وزير الاستثمار، الدكتور محمود محيى الدين، حول هذا الغياب قال «إن فرنسا من اكبر الدول المستثمرة فى مصر، والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى سيزورنا قريبا على رأس وفد فيه نحو 50 من اكبر رجال الأعمال هناك، وربما كان ذلك وراء غياب الفرنسيين عن شرم الشيخ».
وحول سؤال آخر عن استضافة الإمارات العربية للمؤتمر الرابع للكوميسا فى أبريل 2011 فى سابقة جديدة من نوعها، واحتمال تكرار ذلك لو طلبت دولة عربية أخرى مثل السعودية على سبيل المثال، قال محيى الدين: «إن عوامل عديدة وقفت وراء استضافة الإمارات للمؤتمر الرابع، منها حماس الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى للاستضافة ووقوف الدول أعضاء الكوميسا مساندة للإمارات فى مساعيها للفوز بان تكون دولة المقر للمنظمة الدولية للطاقة الجديدة والمتجددة ( والذى تكلل بالنجاح) وتزايد الاستثمارات الإماراتية والعربية بوجه عام فى إفريقيا، فضلا عن أهمية إقامة شراكة مصرية عربية للدخول إلى إفريقيا».
واعتبر وزير الاستثمار أن ذلك عمل يصب فى مصلحة كل الأطراف، خاصة فى ضوء التنافس الحاد بين القوى الكبرى مثل أمريكا والصين وفرنسا وكندا على فرص الاستثمار فى القارة، وخاصة فى المجال الزراعى .
ولفت الأنظار - حسبما لاحظ خبير بحرى مصرى - أن كلمة رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف إلى المؤتمر والتى ألقتها بالنيابة عنه وزيرة التعاون الدولي، الدكتورة فايزة أبو النجا «خلت من أى إشارة إلى صعوبات النقل البحرى والجوى والبرى بين الدول الإفريقية والمقترحات لمواجهة ذلك مع أن النقل فى مقدمة العوائق التى تحول دون زيادة التبادل التجارى والاستثمارى بين دول القارة ما يشير إلى أن مصر لازالت أكثر اهتماما فى علاقتها بإفريقيا بقضايا المياه (والطاقة) أكثر من أى مجالات أخرى .
وكان من اللافت أيضاً أن حكومة مصر لم تطرح أى مبادرة جديدة فى المؤتمر لخدمة قضايا الاستثمار والتجارة فى الكوميسا، وجاءت المبادرة الوحيدة من المجتمع المدنى حيث أعلنت جمعية شباب رجال الأعمال استعداداها لتبنى إقامة جمعية لشباب الأعمال فى الكوميسا.
