x

«الطيب» لصاحب فتوى إباحة الخمور: اعتماد الفتاوى الشاذة منهج خاطئ

الأحد 17-03-2013 17:47 | كتب: أحمد البحيري |

انتقد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، انتشار الفتاوى الغريبة والشاذة عبر القنوات الفضائية، مطالبا بضرورة الالتزام بضوابط وآداب إصدار الفتوى التي وضعها الفقهاء على مر العصور.

والتقى شيخ الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر المرشح السابق لمنصب مفتي الجمهورية، وصاحب فتوى «إباحة الخمور المصنوعة من التمر»  في مقر مشيخة الأزهر، الأحد، وجرى حديث مطول عن مقام الفتوى وأهميتها في حياة المجتمع المسلم.

وتحدث شيخ الأزهر خلال اللقاء عن واقع الفتوى وبيَّن خطرها في الدين، وقال «الطيب» إن «علماء الأمة وضعوا لها ضوابط وقواعد وآداب، وأوجبوا على المفتين مراعاتها عند القيام بالنظر في النوازل والمستجدات، رعاية لمقام الفتوى العالي من الشريعة، وإحاطة له بسياج الحماية من عبث الجهلة».

وأضاف «الطيب»: «هناك فرق بين فقه التيسير - في الشريعة - المبني على اليُسْر ورفع الحرج، والمنضبط بضوابط المعقول والمنقول، وبين منهج المبالغة والغلو في التساهل والتيسير واتباع الرخص وشواذ الآراء».

واستطرد: «لا ينبغي للمفتي – تحت ضغط الواقع – أن يضحي بالثوابت والمسلمات، أو يتنازل عن الأصول والقطعيات بالتماس التخريجات والتأويلات التي لا تشهد لها أصول الشريعة ومقاصدها».

وأشار «الطيب» إلى أن الرخص الشرعية الثابتة بالقرآن والسنة لا بأس بالعمل بها لقول النبي في الحديث الصحيح: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»، مضيفا: «ولكن تتبع رخص المذاهب واعتماد الفتاوى الشاذة منهج خاطئ، ولا يصح الترويج للأقوال الضعيفة، والشاذة، والمرجوحة، والمبثوثة في كتب التراث، وطرحها على الجمهور، لأنه تَنَكُّبٌ لمنهج أهل السنة والجماعة الذين أجمعوا على ترك العمل بالأقوال الشاذة».

وحول الفتوى المنسوبة للأحناف في مسألة المسكر والخمر، قال «الطيب» إن :«الفتوى في مذهب السادة الأحناف على مر العصور هي اتفاق علماء الأمة وإجماعهم على العمل بالحديث الصحيح  ما أسكر كثيره فقليله حرام ، والقول الراجح عند السادة الحنفية موافق لجمهور الأمة، وقد تقرر – كما هو معلوم عند أهل العلم - في مذهب السادة الحنفية أن اتباع المرجوح لا يجوز في الفتوى أو القضاء أو العمل».

 ومن جانبه قال «الهلالي»:  إن تلك الآراء موجودة، وإنه لا يحمل الناس على أخذ رأى دون الآخر، فتخصصه في الفقه المقارن يجعله يذكر كل الآراء دون حمل أحد على تبني أيها.

وكان الدكتور أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء، قد تقدم بشكوى إلى مجمع البحوث الإسلامية ضد الدكتور سعد الهلالى قال فيها إن الأخير أصدر فتاوى تبيح شرب الخمر وزواج المتعة، وهو ما جعل شيخ الأزهر يطلب مقابلته لمناقشته حول تلك الفتاوى.

كان الدكتور سعد الدين هلالى قد أفتى عبر الفضائيات بأن البيرة المصنوعة من الشعير والخمر المصنوع من التمر والنبيذ من غير العنب فإنه يحرُم الكثير المسكر منه أما القليل الذى لا يسكر فإن تناوله حلال طالما أنه لا يسبب حالة من السكر وذهاب أو غياب العقل، قائلا : إن «ما نقوله فى هذا الصدد هو رأى الإمام أبو حنيفة ومدون فى كتبه منذ قرون لكن مشكلتنا تكمن فى عدم القراءة فالخمر الذي أخذ من عصير العنب فهو حرام، إذا شربه أدى إلى السكر، أما الخمر الذى يستخرج من التمر ويشرب ما دام أنه لم يسكر، ليس حراماً مشيراً إلى أن أى نوع خمر لا يسكر ليس حراماً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية